دراكبا كالدون..حافظ الثقافة التبتية وناشرها

مزرعة سودار في بفندق آرو خامبا

 طريق الشاي والخيل (تشاما)، كان أكثر الطرق خطورة في العالم.

 

توارث الثقافة التقليدية التبتية

بعد رحلة على طريق تشاما، أطول وأعلى طريق تجاري في العالم، أدرك دراكبا كالدون الصعوبات الشديدة على هذا الطريق والمشقة التي كان يعانيها الناس، والتعاون الودي بين أبناء قوميتي التبت وهان. زاد احترامه وإجلاله لأبيه والآلاف الذين كانوا يعملون على هذا الطريق. وفي نفس الوقت، أدرك أن طريق تشاما له ثقافة تاريخية عميقة.

خلال عمله في مجال السياحة، لاحظ دراكبا كالدون أن كثيرا من السياح القادمين إلى منطقة القومية التبتية، وفي مقدمتهم الأكاديميون والباحثون، لديهم رغبة عميقة في معرفة الثقافة التبتية. في عام2007، أسس جمعية حماية وتوارث الثقافة القومية بمحافظة "شانغريلا"، التي يتولى رئاستها، والتي يتبعها مركز فنون تانغكا (لفيفة رسم تبتية).

تانغكا فن تبتي عريق، يرجع تاريخه إلى آلاف السنين. ويعد كنزا فريدا للفنون العالمية. خضاب تانغكا هو المواد المعدنية الطبيعية والمعدن السائل، فيمكن الاحتفاظ بلوحة تانكا مئات السنين دون أن تبلى. موضوعات تانكا هي القصص الدينية والشعبية وكل الأشياء في العالم. أشار دراكبا كالدون إلى أن الاعتقاد الشائع بين الناس بأن كل اللوحات التي تتحدث عن البوذية هي تانغكا، خاطئ. الحقيقة أن لوحة تانغكا تهتم بتشكيل الصورة والألوان وتفاصيل كثيرة، وليس الصورة البسيطة والخالية من الحيوية. علاوة عن ذلك، يهتم رسام تانغكا بالإبداع، فمن المستحيل أن ينجز عددا كبيرا منها في وقت قصير.

يبعث دراكبا كالدون الطلاب إلى درقه بمقاطعة سيتشوان لتعلم إبداع تانغكا، ويدعو الخبراء إلى جمعية حماية وتوارث الثقافة القومية لتعليم الطلاب وتدريبهم. كما أنشأ موقعا على شبكة الإنترنت للجمعية، لنشر المعلومات بشأن دراسة تانغكا، مما يجذب كثيرا من المعجبين. يدرس الطلاب في صف تعلم تانكا لمدة أربع سنوات مجانا، من دون تحمل حتى نفقات المأكل والمسكن. هذا الصف مفتوح للطلاب من كل القوميات والجنسيات. الشرط الوحيد للطلاب هو أن يكون محبا لفن تانغكا. يشجع دراكبا كالدون أبناء المناطق الفقيرة على الانضمام إلى هذا الصف. في نفس الوقت، هناك صف آخر تجريبي يقبل الطلاب الوافدين من الدول الأجنبية أو الطلاب من هونغ كونغ لدراسة تانغكا خلال العطلة الدراسية الصيفية لمدة بضعة أسابيع، على ان يتحمل الطالب نفقات المسكن والمأكل والدراسة. بعد سنوات من الجهود، أعد مركز فنون تانغكا أكفاء كثيرين في إبداع تانغكا، فتوسع تأثيره في الصين.