دراكبا كالدون..حافظ الثقافة التبتية وناشرها

دراكبا كالدون

 

 

النزول إلى نهر التجارة

في عام 1995، ومع تطور سياسة الإصلاح والانفتاح في ولاية ديتشينغ الذاتية الحكم لقومية التبت، شهدت السياحة في ديتشينغ تطورا كبيرا، فازداد عدد زوارها تدريجيا للتمتع بمناظرها الطبيعية الساحرة. لاحظ دراكبا كالدون أن الافتقار إلى مرشدين سياحيين يستطيعون التكلم بلغات أجنبية عائق كبير أمام تطور السياحة، فقرر أن يستقيل من وظيفته وعمل مرشدا سياحيا، مستفيدا من إجادته لثلاث لغات؛ التبتية التي تعلمها في طفولته، والإنجليزية والصينية التي تعلمها بعد العودة إلى الصين. بفضل قدراته اللغوية حقق نجاحا كبيرا، وتعرف على كثير من الأصدقاء. بعد ذلك التحق بعمل في قسم السياحة بفندق جيانتانغ، وهو فندق باستثمار صيني- أمريكي مشترك، فصار يستقبل السياح من كل أنحاء العالم، ولكنه أدرك أنه يفتقر إلى خبرة الإدارة السياحية. بمساعدة أصدقائه، حصل على منحة دراسية كاملة لدراسة الإدارة السياحية وإدارة الشركات في النمسا والولايات المتحدة الأمريكية مع أربعين طالبا من دول أخرى. أثناء الدراسة، كان يحدث زملاءه حول التغيرات الجذرية والتطورات العظيمة في مسقط رأسه وبلده الأم، مما أرسى أساسا متينا لأعماله في السياحة.

لماذا اختار دراكبا كالدون العمل في السياحة؟ قال إن أباه الذي كان يقود الخيل على طريق تشاما، شهد أحداثا كثيرة، وحكى عنها له. أحب الابن السياحة، متأثرا بأبيه، لدرجة أنه يقضي تقريبا ستة اشهر كل عام متجولا في مدن شتى للتمتع بالمناظر والتقاليد والعادات المختلفة، بل وفكر في إنشاء وكالة سياحية ليتيح للناس الفرصة للتمتع بجمال مسقط رأسه والسحر الإنساني فيه. في عام 2003، فتح مكتب كانغباشانغداو، الذي يهتم بالسياحة البيئية والاستكشافية، ويعد أول وكالة للسياحة البيئية في ولاية ديتشينغ وكل المناطق التبتية في مقاطعة يوننان. حاليا، مكتب كانغباشانغداو عضو في النادي الدولي للسياحة الإيكولوجية ورابطة جنوب غربي يوننان للسياحة الإيكولوجية. السياح هنا لا يتمتعون بالمناظر الطبيعية الخلابة في "شانغري-لا" فحسب، وإنما أيضا يشاهدون بعيونهم حقائق مساعدة الحكومة للمحليين.