الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
رابعا، مظاهر "السلام" و"عدم العنف" الكاذبة
- تخريب عصابة الدالاي لاما الرابع عشر للألعاب الأولمبية التي ترمز إلى السلام، يفضح بشكل مستفيض خداع دعوتها "عدم العنف"
تعتبر الألعاب الأولمبية رمزا لسلام الإنسان وصداقته وتقدمه، فتحظى بترحيب وحرص من شعوب دول العالم. لكن ما قامت به عصابة الدالاي لاما الرابع عشر من التشويش والتخريب لأولمبياد بكين، يعد سخرية كبيرة من صورة العصابة المسماة بـ"عدم العنف". في مايو 2007، عقدت قوى "استقلال التبت" والقوى الدولية المعادية للصين "المؤتمر الدولي الخامس للمنظمات المؤيدة للتبت" في بروكسل، عاصمة بلجيكا، حضره سامدهونج الذي كان يتولى منصب رأس "حكومة التبت في المنفى" وقتذاك. أجاز المؤتمر «خطة إستراتيجية» قرر فيها بدء حملة ضد أولمبياد بكين 2008. وبعد ذلك، طرحت منظمات "استقلال التبت" في الولايات المتحدة الأمريكية فكرة "الانتفاضة الكبرى لأبناء التبت". رأوا أن عام 2008 سيكون آخر فرصة لتحقيق "استقلال التبت"، فقرروا انتهاز "الفرصة المؤاتية" المتمثلة في التفات أنظار المجتمع الدولي إلى الصين قبل افتتاح أولمبياد بكين، لمحاولة "إحداث أزمة للصين من خلال تنشيط وتنسيق الأعمال داخل حدود التبت". في نهاية عام 2007، عقد "مؤتمر الشباب التبتي" و"اتحاد النساء التبتي" وغيرهما من المنظمات الراديكالية لـ"استقلال التبت" مؤتمرا في الهند، حيث أعلنت أنها ستطلق "حملة الانتفاضة الكبرى لأبناء التبت". وفي 4 و25 يناير 2008، نظمت سبع منظمات لـ"استقلال التبت" مؤتمرات صحفية في نيودلهي، عاصمة الهند، حيث أصدرت «اقتراح "حملة الانتفاضة الكبرى لأبناء التبت"» مع نشره على أكثر من 100 موقع على الإنترنت، أعلنت فيه أنها "ستمارس 'حملة الانتفاضة الكبرى لأبناء التبت' على نطاق واسع بلا توقف اعتبارا من 10 مارس 2008". وفي 10 مارس، ألقى الدالاي لاما الرابع عشر كلمة أوعز فيها إلى العناصر العابثة بالقانون داخل حدود الصين بالقيام بأعمال العنف. وأصدر "مؤتمر الشباب التبتي" في نفس اليوم تصريحا قال فيه إنه "في الوقت الحاضر، يجب الانتهاز المُحكم للفرصة المهمة غير المسبوقة في النضالات الماضية من أجل الاستقلال، أي فرصة الألعاب الأولمبية المقامة في العام الجاري"، ومن أجل "استقلال التبت"، "لا نبخل بإراقة الدماء والتضحية بالحياة". تحت تدبير وتنظيم عصابة الدالاي لاما الرابع عشر، أحدثت قوى "استقلال التبت" سلسلة من أنشطة التشويش والتخريب في المجتمع الدولي خلال فترة الأعمال التحضيرية لأولمبياد بكين 2008. إذ خربت عناصر "استقلال التبت" المراسيم المهمة للألعاب الأولمبية مرات عديدة، بما فيها مهاجمة مراسم إيقاد الشعلة الأولمبية في اليونان، والتصرفات الوحشية مثل اختطاف الشعلة الأولمبية أثناء نقلها في بلدان عديدة، مما أثار غضبا شديدا من المجتمع الدولي.
- عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تتجاهل حياة أبناء التبت العاديين، وتقوم بتضليل وتحريض الرهبان والعلمانيين والمؤمنين على ممارسة العنف ضد أنفسهم
في أغسطس 2011، طرح الرأس الجديد لـ"حكومة التبت في المنفى" المزعومة، بعد توليه منصبه، طرح بوضوح حملة "ابتكار عدم العنف". منذ ذلك الوقت فصاعدا، شرعت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تحرض، عبر طرق عديدة، الرهبان والعلمانيين والمؤمنين من قومية التبت داخل البلاد على حرق أنفسهم، مما أدى إلى وقوع حوادث حرق النفس بصورة متتالية في بعض المناطق الصينية. في 29 مايو 2012، أقام "مؤتمر الشباب التبتي" اجتماع الشمعة لتأبين أبناء التبت الذين حرقوا أنفسهم، حيث ادعى زعيم "المؤتمر" أن "استقلال التبت لن ينزل من السماء، ولن ينمو من تحت الأرض، بل يعتمد على جهودنا وأعمالنا ويكلف ثمنا". وفي الفترة بين 25 و28 سبتمبر 2012، عقدت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر الدورة الثانية لـ"المؤتمر الخاص بأبناء التبت المنفيين في العالم كله"، حيث حددت بوضوح حرق النفس كـ"أعلى أسلوب لتصرف عدم العنف" والذين يحرقون أنفسهم كـ"أبطال القومية"، إلى جانب بناء قاعة تذكارية وتدبير أموال خاصة لهم. وفي فترة ما بعد ذلك، قامت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر بالدعاية الغوغائية بأن "حرق النفس لا يخالف العقيدة البوذية" و"ينتمي إلى أعمال الاستشهاد الديني، وهو عمل بوذا"، بما أغرى المؤمنين في المناطق المأهولة بأبناء قومية التبت، خاصة بعض الشباب والمراهقين قليلي التجربة، بالسير على طريق اللاعودة، الأمر الذي أدى إلى الازدياد الشديد لحوادث حرق النفس. تفضح سلسلة من قضايا حرق النفس، التي كشفتها أجهزة الأمن العام الصينية، بوضوح أن عصابة الدالاي لاما الرابع عشر هي التي سيطرت على حوادث حرق النفس ودبرتها. يعتبر معبد كيرتي الواقع في ولاية آبا الذاتية الحكم لقوميتي التبت وتشيانغ بمقاطعة سيتشوان، أكثر مكان وقعت فيه حوادث حرق النفس، تدل الحقائق على أن حوادث حرق النفس التي وقعت في ذلك المعبد ذات علاقة وثيقة بتحريض عصابة الدالاي لاما الرابع عشر. غالبا ما نظمت العصابة حوادث حرق النفس عبر أربع طرق، هي: الأولى، الاتصال بـ"مكتب الاتصال الأخباري" في معبد كيرتي بالهند بواسطة معبد كيرتي المذكور أعلاه، للسيطرة على حوادث حرق النفس عن بعد وتدبيرها؛ الثانية، تسلل أعضاء "مؤتمر الشباب التبتي" عبر حدود البلاد بطريقة غير شرعية، للتحريض على حرق النفس وتنظيمه؛ الثالثة، إيعاز الأفراد العائدين من الخارج إلى المحليين بحرق النفس؛ الرابعة، استغلال شبكة الإنترنت والوسائل الإعلامية الساعية لـ"استقلال التبت" للترويج لحرق النفس والتحريض عليه. فضلا عن ذلك، نشرت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر كتاب «دليل حرق النفس» الذي يرشد تصرفات حرق النفس، لتحرض وتغري، بشكل منهجي، أبناء التبت داخل حدود البلاد بحرق أنفسهم. إن مؤلف الكتاب لهاموجيه، كان "عضوا" بـ"البرلمان في المنفى" لدورتين متتاليتين. ينقسم «دليل حرق النفس» إلى أربعة أجزاء: الجزء الأول يروج أن الذين حرقوا أنفسهم هم "أبطال شجعان، عظماء وأمجاد جدا"، ويحرض "الأبطال والبطلات" على الاستعداد للتضحية بأنفسهم في أي وقت؛ الجزء الثاني يعلم كيفية القيام بـ"الأعمال التحضيرية لحرق النفس"، ويرشد محرقي أنفسهم بالتفصيل بـ"اختيار يوم مهم" و"اختيار مكان مهم" و"ترك وصية مكتوبة أو مسجلة صوتيا" و"إنه أمر مهم جدا أن تكلف شخصا أو شخصين تثق بهما للمساعدة في تسجيل الفيديو أو التصوير"؛ الجزء الثالث هو "شعارات حرق النفس"، يحرض محرقي أنفسهم على الهتاف بالشعارات الموحدة؛ الجزء الرابع حول الأعمال الأخرى ذات الصلة بحرق النفس. عليه، إن كتاب «دليل حرق النفس» ليس سوى دليل هلاك يحرض الآخرين على ممارسة العنف ضد أنفسهم وخلق الجو الإرهابي. فيعد تأليفه ونشره ارتكاب جريمة قتل بلا ريب، ويخالفان عقيدة البوذية التبتية تماما. إن ممارسة العنف ضد الذات في المناسبات العامة هي بذاتها من أعمال العنف، هدفها خلق الجو الإرهابي ونشر النفسية الإرهابية. تجاه هذه المسألة التي يتضح الصواب والخطأ فيها، لعب الدالاي لاما الرابع عشر دورا سيئا. إذ في 8 نوفمبر 2011، أي في الفترة الأولى منذ بداية وقوع حوادث حرق النفس، قال في مقابلة صحفية مع الوسائل الإعلامية إن "المشكلة هي أن حرق النفس يقتضي الشجاعة، الشجاعة الكبيرة جدا." الأمر الذي يدعو في الحقيقة لإبداء الإعجاب والتقدير لمحرقي أنفسهم. في 3 يناير 2012، برر حرق النفس قائلا: "ينتمي الانتحار إلى أعمال العنف من حيث الظاهر، لكن التمييز بين العنف وعدم العنف ينسب إلى النية والهدف في نهاية المطاف، الأعمال التي مصدرها الغضب والحقد هي أعمال عنف." فمن البديهي أنه يرى حرق النفس من أعمال "عدم العنف". كما قال في مقابلة صحفية خاصة جرت في 8 أكتوبر 2012: "إنني متأكد جدا أن سبب تضحية محرقي أنفسهم هؤلاء بأنفسهم يرجع إلى أنهم اعتنقوا نية صادقة، سعوا وراء العقيدة البوذية ورفاهية الشعب، فيكون ذلك إيجابيا من الزاوية البوذية." وهنا أبدى تقديرا وتمجيدا واضحين لحرق النفس. علاوة على ذلك، استغل الدالاي لاما الرابع عشر هويته كقائد ديني ليشرف على "الطقوس الدينية" بنفسه ويتقدم غيره في "إقامة الجنازة البوذية على روح الميت" و"تلاوة الأسفار البوذية" و"أداء الصلاة" لمحرقي أنفسهم، وكان كل ذلك يلعب دورا كبيرا في تحريض وتضليل المؤمنين ذوي المشاعر الدينية البسيطة. يعتبر احترام الحياة ومعارضة العنف دعوة أساسية للبوذية. البوذية لا تعارض القتل فحسب، بل تعارض الانتحار أيضا، وتدعو إلى الرحمة وحسن التعامل مع جميع الأحياء والحرص عليها وحمايتها. يعد عدم الانتحار وصية دينية حاسمة حددها البوذا. وإن كلا من الانتحار وجعل الآخر ينتحر شر كبير تنص الكلاسيكيات البوذية عليه. إذ ينص كل من «فينايا في أربعة أجزاء» و«ماهيساساكا فينايا» و«الوصايا العشر» وغيرها من الوصايا البوذية للرهبان على: إذا انتحر راهب أو كلف شخصا آخر بقتله أو جعل شخصا آخر ينتحر، ارتكب هذا الراهب ذنب القتل الكبير وفقد أهلية الرهبنة، فلا بد من طرده من صفوف الرهبان. كما ترى البوذية أن التحريض على الانتحار والتشجيع عليه والإعجاب به وتوفير شروط وتسهيلات للتصرفات الانتحارية، إثم خطير. أما ما تتخذه عصابة الدالاي لاما الرابع عشر من الموقف والأعمال إزاء حرق أبناء التبت لأنفسهم، فهو بمثابة تحريض وإغراء الآخرين بالانتحار، وهو جريمة. إن هذا النوع من التصرفات لا يخالف الفطرة والأخلاق الأساسية للإنسان فحسب، بل يدوس على العقيدة البوذية بشدة، ويتنافى تماما مع الرؤية البوذية للحياة. من أجل حماية حقوق الشعب والدفاع عن كرامة القانون، اتخذت حكومة الصين إجراءات متعددة النواحي لمنع وقوع حوادث حرق النفس ولإنقاذ حياة الأبرياء، مع معاقبة ومعالجة العناصر المخالفة للقانون والمجرمين في حوادث حرق النفس طبقا للقانون، الأمر الذي أحبط مؤامرة عصابة الدالاي لاما الرابع عشر حول استغلال حرق النفس لتحقيق "استقلال التبت".
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |