الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

رابعا، مظاهر "السلام" و"عدم العنف" الكاذبة

arabic.china.org.cn / 11:34:04 2015-04-18

منذ سنوات عديدة، كلما روجت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر "الطريق الوسط"، استغلت بعض التعبيرات الشائعة بما فيها "السلام" و"عدم العنف" لتزيين نفسها وإخفاء جوهرها المتمثل في العنف والتسلح، بغية إيجاد مظاهر "الرحمة" الكاذبة وكسب تعاطف المجتمع الدولي ودعمه بالحيلة والخداع. لكن وراء الكلمات المفعمة بالمشاعر الرقيقة مثل "السلام" و"عدم العنف"، لا يصعب على الناس أن يكتشفوا أنه منذ إطلاقها للتمرد المسلح عام 1959، ظلت العصابة تستخدم العنف و"عدم العنف" معا، وتمارس العنف تحت ستار "عدم العنف". لذلك، ليس "السلام" و"عدم العنف" إلا ورقة التين التي تستعملها العصابة لكسب الشهرة، ولم تتخل العصابة عن استعمال العنف أبدا لدفع تنفيذ طريق "استقلال التبت".

- من أجل تحقيق الهدف السياسي "استقلال التبت"، لم تتخل عصابة الدالاي لاما الرابع عشر عن العنف أبدا

في عام 1959، أطلقت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تمردا مسلحا واسع النطاق، حيث شنت هجمات مسلحة على عاملي الحكومة المركزية لدى التبت، وذبحت أعدادا كبيرة من أبناء قومية التبت المؤيدين للإصلاح الديمقراطي. ولم يكن الدالاي لاما الرابع عشر على علم بذلك فقط، بل شجعه بوضوح. كان يكتب في "سيرته الذاتية": "كان كل منهم شاكي السلاح، حتى طباخي الخاص تنكب بازوكا، وعلق قذائف كثيرة حول خصره. إنه شاب كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تدربه." بعد فراره إلى الهند، قام الدالاي لاما الرابع عشر بتنظيم القوات المسلحة من جديد، مترقبا لفرصة "العودة إلى التبت بالقوة". في عام 1960، أعادت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تنظيم "جيش الأنهار الأربعة والجبال الستة من حراس الدين" في موستانغ الواقعة بشمالي نيبال. وفي عام 1962، وبدعم القوى الخارجية، نظمت العصابة "الوحدة الخاصة للحدود الهندية التبتية" باتخاذ أبناء التبت المنفيين قواما لها. في الفترة بين عام 1961 وعام 1965، تسللت العصابة عبر الحدود الصينية الهندية بطريقة غير شرعية 204 مرات، حيث قامت بهجمات وتشويشات جنونية على الحامية الحدودية الصينية، وعامة الناس بالمناطق الحدودية الصينية. كانت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تنال دعما مسلحا من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. تشير المحفوظات والمراجع الأمريكية المكشوفة إلى أن عصابة الدالاي لاما الرابع عشر أقامت اتصالات مع الحكومة الأمريكية عند تحرير التبت سلميا عام 1951. وخلال فترة التمرد المسلح المندلع في التبت، لم ترسل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية رجالها لمساعدة الدالاي لاما الرابع عشر في الهروب فحسب، بل دربت بشكل خاص العناصر المسلحة القائمة بأنشطة "استقلال التبت"، وأنزلت كمية هائلة من الأسلحة والتجهيزات بالمظلات. في 8 يونيو 2012، نشرت «صحيفة زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية تعليقا تحت عنوان «مظهر مقدس» قائلة: "من المرجح أن ما يعلمه الدالاي لاما، بصفته ممثلا للسلام المحض، من الأنشطة التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في التبت، أكثر بكثير مما قد اعترف بعلمه به حتى اليوم. حاليا، ينزل ظل كبير على رأس هذا الملك الديني." كما أشار هذا التعليق إلى أن العلاقة المباشرة بين الدالاي لاما الرابع عشر ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية "لا تتفق أبدا مع هويته كأعلى سلطة أخلاقية". بعد أواخر سبعينات القرن العشرين، ومع تغير الوضع الدولي، لقي ما مارسته عصابة الدالاي لاما الرابع عشر من العنف علنا، استهجانا من الناس يوما بعد يوم، وتحت ضغوط هذا الوضع، بدأت العصابة تتخذ تكتيكا ثنائيا، ألا وهو خلق أحداث العنف باستمرار، لفرض الضغوط على الحكومة المركزية، هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى، الدعوة إلى "عدم العنف"، لخداع الناس والتستر على أعمال العنف. وتحت تدبير وتحريض العصابة، وقعت أحداث العنف المتلاحقة في التبت في ثمانينات القرن العشرين. إذ في 21 سبتمبر 1987، ألقى الدالاي لاما الرابع عشر خطابا في الكونغرس الأمريكي، حيث روج فكرة "استقلال التبت". وفي 27 سبتمبر، صرخ الغوغاء بالشعارات الانفصالية في ساحة معبد جوكهانغ بلاسا، وهاجموا رجال الشرطة الشعبية وجرحوا العديد من الناس. في 1 أكتوبر، هاجم الغوغاء وحطموا محطة الشرطة بشارع باركور، حيث أحرقوا 7 سيارات وجرحوا عشرات رجال الشرطة الشعبية. ادعى الغوغاء: "يعمل الدالاي لاما على تحقيق استقلال التبت، نتبعه جميعا، مَن لا يشاركنا في المظاهرة، سنحطم بيته." في 5 مارس 1988، وخلال مهرجان الصلاة الكبيرة المنعقد في لاسا، هجمت مجموعة من الغوغاء على الأجهزة الحزبية والحكومية ومكاتب الأمن العام ومحطات الشرطة في معبد جوكهانغ وشارع باركور والأماكن الأخرى، وحطموا وأحرقوا السيارات والمحلات وغيرها، مما أدى إلى مقتل وإصابة 299 فردا من رجال الشرطة الشعبية وجماهير الشعب. خلال الفترة بين 5 و7 مارس 1989، وقع الاضطراب في لاسا مرة أخرى، حيث هاجم الغوغاء رجال الشرطة الشعبية بالبنادق، وأسفر ذلك عن مقتل شرطي شعبي واحد وإصابة 40 شرطيا شعبيا، كما تهدمت 107 دكاكين و24 جهازا حكوميا ومدرسة ابتدائية ولجنة سكان بالمجمعات السكنية. في 11 مارس 1992، هجم 9 أفراد من عناصر "استقلال التبت" على سفارة الصين لدى الهند بالقنابل الحارقة. وقعت أحداث العنف الأشد في 14 مارس 2008. إذ في ذلك اليوم، اتخذت مجموعة من الغوغاء الحجارة والسكاكين والهراوات كأسلحة، للقيام بالضرب والتحطيم والسلب والإحراق للمارة الأبرياء والسيارات والدكاكين والبنوك ومنافذ شركات الاتصالات والأجهزة الحكومية في أماكن عديدة بالأحياء المركزية في مدينة لاسا، الأمر الذي خرب النظام الاجتماعي المحلي بشكل خطير وألحق خسائر فادحة بحياة جماهير الشعب وممتلكاتها. خلال تلك الحادثة، أشعل الغوغاء النار في أكثر من 300 مكان، وتضررت 908 دكاكين و7 مدارس و120 مسكنا مدنيا و5 مستشفيات في لاسا، وتحطمت 10 منافذ للأعمال المالية وحُرقت 20 بناية على الأقل إلى جانب تحطم 84 سيارة ومقتل 18 بريئا من جماهير الشعب حرقا أو تقطيعا، وبلغ عدد الجرحى من الجماهير 382 فردا، من بينهم 58 فردا أصيبوا بجروح خطيرة. تفضح حقائق كثيرة أن حادثة "14 مارس" دبرتها عصابة الدالاي لاما الرابع عشر وحرضت عليها بكل جهد ودقة. بعد وقوع الحادثة، أصدر الدالاي لاما الرابع عشر تصريحا بواسطة سكرتاريته الخاصة، وصف فيه حادثة العنف تلك بـ"احتجاج سلمي". وفي 16 مارس، أعرب الدالاي لاما الرابع عشر خلال مقابلته مع مراسل من «بي بي سي» البريطانية قائلا: "أحترم رغبات أبناء التبت مهما فعلوا في أي وقت من الأوقات، لن أطالبهم بالتوقف." في الوقت ذاته، أجاز "مؤتمر الشباب التبتي"، الذي يتأثر تأثرا عميقا بالدالاي لاما الرابع عشر، قرارا حول "تنظيم مفرزة عصابات حالا لدخول الحدود سرا والقيام بالنضال المسلح". زعم رأس "مؤتمر الشباب التبتي" أنهم على استعداد للتضحية بمائة فرد آخر من أبناء التبت لتحقيق الانتصار النهائي.



1   2   3    



 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :