标题图片
Home
arabic.china.org.cn | 30. 01. 2015

قرية معجزات: بلدة في ولاية فلوريدا تؤوي مرتكبي الجرائم الجنسية (خاص)

30 يناير 2015 / شبكة الصين / يعتبر السير على الأقدام في القرية في يوم صيفي وسيلة رائعة للاسترخاء حيث ترصع غيوم منتفخة السماء الزرقاء الناعمة بقدر ما يمكن أن ترى العين. والشمس المشرقة دافئة. وعادة ما يكون هناك كلب أو اثنان يتجولان جيئة وذهابا في الشارع. وفي بعض الأحيان هناك من يعدو ببطء أنه مجتمع حميم.

هكذا كتب جوزيف شتاينبرغ من مواطني قرية المعجزات، حيث أنه واحد من أكثر من 100 من السكان الذين يعيشون بهدوء وسط حقول شاسعة من قصب السكر في المناطق الريفية بجنوب فلوريدا. وكانت القرية ذات البيوت من طابق واحد موطنا حصريا في الماضي لمن يقطعون القصب من مهاجري جزر الهند الغربية، ولا يزال بعضهم يعيش هنا. ولكن سكان قرية المعجزات الحاليين يتكونون أساسا من مرتكبي الجرائم الجنسية، وهذا هو ملاذهم، والمكان الذي يذهبون إليه عقب انتهاء عقوبتهم في السجون، ويكتشفون أنهم ليس موضع ترحيب حيث كانوا يعيشون من قبل.

وصوفيا فالينتي التي تتحدث بهدوء هي مصورة عمرها 24 عاماً تعيش على بعد مسيرة ساعة بالسيارة من قرية المعجزات، وجاءت إلى هذه القرية عندما كانت تصور البلدات الصغيرة في جنوب فلوريدا. وبعد أن أصبحت مفتونة بالمكان، بدأت زيارة هذا المجتمع المحلي واكتسبت ثقة السكان، وبدأت في توثيق هذا العالم المغلق في صور ومناظر طبيعية، وأعمال فنية أخرى. وعاشت هناك لفترة خلال الأشهر الثلاثة التي امضتها لإكمال المشروع الذي أصبح الآن كتاب صور مثيرا للاهتمام. وتقول فالينتي التي وصلت إلى لندن لافتتاح معرض أعمالها في صالة "دانيل بلاو" إن "الناس بمَنْ فيهم المقيمون، كثيرا ما صدموا بهذا الاهتمام بهم من جانبي" . وأضافت "لكن من السهل جداً دمغهم بأنهم وحوش ومن ثم عدم التعامل معهم أبداً".

ويعتبر كتاب قرية المعجزات المكون من صور ملاحظات المؤلفة وفي كثير من الأحيان شهادات الأشخاص الأولى المؤلمة، يعتبر كتاباً أُعد بشكل جميل حول موضوع محرم. وفي صورة يخفي رجل وجهة تحت قميصه وفي أخرى، يجلس مقيم كبير في السن وحده في غرفته، والخطوط العريضة لسوار تحديد الموقع على كاحله مرئية تحت جوربه، وأحوال غرفته شبيهة بغرفة مستشفى. وضمنت فالينتي في كتابها أيضا صوراً فوتوغرافية عثرت عليها، منها واحدة لرجل يقف مع اثنين من الشباب، وربما هم أبناؤه، ووجوههم مغطاة وكتابات عرضية ورسائل خضعت للرقابة، وأغراض شخصية، ورموز دينية. وأُخذت النتيجة النهائية في الاعتبار عند إعداد الكتاب، وبدا الشعور بالعزلة واضح في جميع أجزائه.

والكتاب ليس مجرد سجل توثيقي لمجتمع منبوذ، ولكن حجة للفهم، وإعادة التأهيل، بل والمغفرة. وتقول فالينتي "صُدمت أمي عندما قلت لها أول مرة أنني أنفذ مشروعاً هناك". وأضافت أنها ظلت تسألني "لماذا هؤلاء الناس؟" وأعتقد أن هذا السؤال الذي يوجهه معظم الناس. ولكنني شعرت بأنني مضطرة كفنانة لسرد قصصهم. ولأكون أمينة فقد أصابني الهلع في البداية، ولكنني كنت صارمة جداً. وأردت النظر إلى هذا العالم المغلق حيث توجد صداقة حميمة معينة وتاريخ مشترك، ولكن أيضا تقاسم هذا الإحساس بالاستبعاد من المجتمع".

وكان مجتمع قرية المعجزات قد تأسس في عام 2009 بواسطة قس مسيحي إنجيلي، يدعى ديك ويثيرو، وهو رئيس مؤسسة "Matthew 25 Ministries". ووصف مرتكبي الجرائم الجنسية بـ"مرضى الجذام في العصر الحديث"، ويرى أنه من واجبه كمسيحي المساعدة في إعادة تأهيلهم. (والتزامه قائم إلى حد ما، على تجربته الخاصة عندما كان عمره 18 عاما، حينما تسبب في جعل زوجته المستقبلية حبلي عندما كان عمرها 14 عاماً). وقال لشركة إذاعة (بي آر) "إذا ما قُدر لذلك أن يحدث في مجتمع اليوم كنت قد اتهمت بالاعتداء الجنسي على قاصر، ويحكم علىّ بما بين 10 إلى 25 سنة في السجن، بالإضافة إلى فترة مراقبة ممتدة بعد ذلك، ثم أُدمغ بصفة مرتكب جريمة جنسية."

ويبدأ كتاب فالينتي بنص من الكتاب المقدس اقتبس من (باول 103) "ليس هناك حكم، بأننا نحن الذين هنا لنا الاسم نفسه. ووصفت نفسها بأنها "راوية قصة" فقط وعلى عكس معظم جوهر الأعمال الوثائقية المعاصرة المتسمة بالتحيز، فقد أصرت على أن الكاميرا أداة "للحصول على وثيقة وتساعد على فهم مواضيعها". وقالت "لكن في هذه الحالة، فأنها لا ترى أن التحيز قد يكون أكثر حكمه؟ وأضافت "فقط أنها ليست الطريقة التي أعمل بها" وقالت "لكنني وضعت حدودا كمصورة وامرأة. واتصلت ببعض الناس ولم أفعل ذلك مع أخرين. وهناك طائفة واسعة من المجرمين في قرية المعجزات، من رجال يشاهدون الأفلام الإباحية للأطفال إلى رجل يبلغ من العمر 18 عاما مارس الجنس مع صديقته البالغ عمرها 16 عاماً. وأردتُ أن يعكس الكتاب جميع هذه الجوانب، ولكن يلمس أيضا المسائل الأوسع نطاقا وما يعتقده المجتمع، وما يراه الضحايا وما يعتقده المجرمون وما أراه. وإنه أمر معقد لأن كثيرا من الناس، من المفهوم، لا يريدون التفكير في هؤلاء الرجال على الإطلاق. وهناك شعور بأننا لا نعرف ماذا نفعل معهم بمجرد أن يقضوا عقوباتهم".

وتطبق ولاية فلوريدا أكثر القوانين صرامة التي تنظم النطق بالحكم والمراقبة اللاحقة لمرتكبي الجرائم الجنسية. ورُبطت على العديد من سكان قرية المعجزات أجهزة مراقبة على الكاحل ويجب إطاعة حظر تجول منذ الساعة 07:00 مساء وعدم امتلاك أجهزة حواسيب أو هواتف محمولة. والمجتمع معزول جغرافياً لأنه يجب على مرتكبي الجرائم الجنسية بعد الإفراج المشروط عنهم عدم التواجد داخل 1000 قدم بالقرب من أي مبنى يتجمع فيه أطفال. ولا غرابة في أن يرى كثير منهم القرية كملاذ أمن.

ومن بين سكان القرية واحدة من الإناث تدعى "روز" وقالت لفالينتي: "جميع هؤلاء الرجال ينظرون لي كأخت". وفي واحدة من عدة شهادات مكتوبة بخط اليد، كتبت روز: "مجرى الأحداث التي أدت إلى إلقاء القبض عليّ مؤلم جداً بالنسبة لي التحدث عنها بالتفصيل". ومؤلمة جداً قراءتها: وهي امرأة اتهمت بالاعتداء الجنسي على أطفالها وتواصل إصرارها على براءتها. ومثل بعض الشهادات، فمن الصعب معرفة أين تكمن الحقيقة، بينما بعضهم الآخر صادق بسفور بشأن هذه التجاوزات.

ومن الصعب، أيضا، محاذاة الكلمات مع الصور للرجال والمرأة الذين كتبوها ولكن هذا جانب آخر من التوترات في تنفيذ هذا المشروع الشجاع، ويكاد يكون المشروع المستحيل. وقرية المعجزات هو في نهاية المطاف وثيقة لمكان تأثير مسيحي عميق، حيث وُفرت للمنبوذين بعض فرصة للانتماء حتى وأن كانت لمكان خاص بهم فقط. وقد يفرض ذلك علينا توجيه أسئلة صعبة لأنفسنا، على الأقل: هل يمكننا، وينبغي لنا، الغفران لأكثر المخالفين لعنة ؟

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
1   2   3   4   5   الصفحة التالية  


 
انقلها الى... :

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号