30 يناير 2015 / شبكة الصين / يشبه حي بروكلين في مدينة نيويورك الأمريكية مخبأ لوكالة المخابرات المركزية (سي آي آيه)، فهناك يجتمع في بناية مشيدة بالطوب الأحمر لا تميزها أية علامة كتاب يضعون حَبَكات روائية تتناول عالم الجاسوسية خلال حقبة الحرب الباردة، ويعتبر مسلسل الدراما التاريخي "الأمريكيون ـ The Americans" الذي بدأ عرض موسمه الأول في يناير 2013، أحد أهم الأعمال السينمائية والتلفزيونية ضمن مجموعة متنوعة من أفلام ومسلسلات الجاسوسية التي أبدعها عدد من عملاء الاستخبارات السابقين.

ولم يكن الكاتب والمنتج التلفزيوني جو وايسبرج الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ليفكر يوما أن يجلس في مكتب فيه ملصقات دعاية سوفيتية ويعرض الرئيس الأمريكي رونالد ريغان لأي مكروه، في إحدى رواياته الخيالية.

وقال وايسبرج البالغ من العمر 49 سنة، إنه بعد ترك عمله في الوكالة، كان إذا سأله أحدهم "هل ستكتب عن الجاسوسية؟"، فإنه يجيب "قطعا لا"، معتبرا ذلك بمثابة خيانة وإفشاء للأسرار.

وتحول ويسبيرج ـ رجل السي آي آيه السابق ـ إلى مؤلف روايات إلى جانب الاستفادة من "وكالة الفنانين المبدعين" المعروف بالاختصار (CAA) في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا، لكتابة النصوص التلفزيونية. وقال إنها المرة الأولى في حياته التي يسمع فيها عن الـ"سي آيه آيه"، ويجدها مثل وكالة المخابرات المركزية، حيث تمثل شيئا كبيرا في حياته.

وعادة ما تكون الخيارات الوظيفية بعد التقاعد من وكالة المخابرات المركزية الأميركية معروفة، منها العمل مع متعهد عسكري خاص أو تأسيس شركة استخباراتية أو الانضمام إلى شركة محاماة أو العمل كمستشار لوكالة المخابرات المركزية أو التفرغ لكتابة المذكرات. إلا أن صناعة السينما والتلفزيون التي تستهدف أعمال الجاسوسية شهدت رواجا خلال السنوات القليلة الماضية لتفتح مجالا جديدا أمام عملاء وكالة المخابرات المركزية السابقين للاستفادة من تجاربهم مع إظهار الجانب الدرامي.

وقال ديفيد نيفينز المنتج التلفزيوني المعروف ورئيس شبكة "شوتايم" الأمريكية، إن هوليوود تميل أن تصبح وجهة للكثيرين من أبناء واشنطن المطلعين على الحياة السياسية.

وتلقى شبكة شوتايم متابعة كبيرة بفضل مسلسل التجسس الشهير "هوم لاند".

ويسعى عميلا وكالة المخابرات المركزية السابقين رودني فارون وشريكه التجاري هانك كرومبتون إلى أن يطورا أعمالهما في هوليوود، من خلال شركتهما التي تتخذ من مدينة أرلينغتون بولاية تكساس مقرا لها، التي تعمل على إنتاج روايات سينمائية تتناول تجارب عملاء لوكالة المخابرات المركزية وجواسيس، إلى جانب سلسلة طويلة من أفراد القوات البحرية الأمريكية الذين يحاولون الخروج وسرد قصصهم.

ويعد جو وايسبرج، مؤلف ومنتج المسلسل الشهير "الأمريكيون" الذي تدور أحداثه خلال فترة الحرب الباردة في ثمانينات القرن العشرين، يعد أكثر عملاء وكالة المخابرات المركزية السابقين نجاحا في هوليوود.

وكانت قناة "FX" الأمريكية التابعة لشركة فوكس الترفيه قد أعلنت في وقت سابق عن بدء عرض أولى حلقات الموسم الثالث من مسلسل "الأمريكيون" الذي يروي قصة ضابطين في الاستخبارات السوفيتية متنكرين كزوجين أمريكيين يعيشان في ضواحي ولاية فرجينيا.

والجدير بالذكر أن الموسم الثاني من "الأمريكيون" تلقى مراجعات إيجابية من نقاد التلفزيون الذين اعتبروه من ضمن أروع 10 أعمال درامية تلفزيونية خلال 2014.