24 نوفمبر 2014 / شبكة الصين / استضافت الكاتدرائية الوطنية في العاصمة الأمريكية واشنطن التي اشتهرت بتنظيم الجنازات الرئاسية وغيرها من الأنشطة والمناسبات الدينية صلاة مسلمين لأول مرة في يوم الجمعة 14 نوفمبر الجاري.

وتنتمي الكاتدرائية الوطنية إلى الكنيسة الأسقفية الأمريكية وتوجد فيها أيضا مقابر المشاهير من ضمنها مقبرة وودرو ويلسون، الرئيس الأمريكي الثامن والعشرين. واستقبلت هذه الكاتدرائية المسلمين في مناسبات دينية مختلفة في الماضي. ومن المعروف أن بعض المساجد تؤجر المعابد اليهودية أو الكنائس المسيحية لتنظيم مناسبات وأنشطة دينية بسبب ضيق المساحة في دور العبادة الإسلامية. وقال منظمو هذه الصلاة إن تأديتها في الكاتدرائية هي إيماءة رمزية قوية تشير الى أن زعماء المسلمين يستطيعون إقامة صلاة في هذه الكنيسة المسيحية المشهورة.

وقال رضوان جاكا المتحدث باسم المسجد الواقع في مدينة استرلينغ بولاية فرجينيا التابع لمنظمة آدمس (وهو اختصار بالأحرف الأولى لاسم جمعية المسلمين في كل منطقة دالاس) وهي من الجهات الراعية لصلاة الجمعة هذه، قال: "نحن نتمنى أن يشهد العالم مشاركة الجماعة المسيحية لنا ودعمها حريتنا الدينية كما ندعم الحرية الدينية لكل الجماعات غير المسلمة في الدول الإسلامية."

وبدأت هذه الصلاة في الساعة الـ12 والثلث بعد ظهر يوم الجمعة وللضيوف المدعوين فقط. وأقيمت هذه الصلاة بفضل جهود مشتركة بين القسة كانون جينا كامبيل، مديرة الطقوس الدينية بالكاتدرائية، وإبراهيم رسول، سفير جنوب افريقيا بالولايات المتحدة. وقال جاكا إن الاثنين كانا قد نظما حفل تأبين للزعيم الراحل نيلسون مانديلا في الكاتدرائية الوطنية.

وقال ابراهيم رسول في بيان أعده مسبقا: "إنها لحظة دراماتيكية في العالم وفي العلاقات بين المسلمين والمسيحيين. كلنا نحتاج الى عالم تسوده حرية دينية وتجنب التعصب وفوبيا الإسلام والعنصرية ومعاداة السامية والمسيحية بحيث يمكننا فيه اعتناق الإنسانية والإيمان."

وقالت كامبيل يوم الإثنين إنها خططت هذا المشروع الحساس مع رسول عندما تعاونا في حفل تأبين مانديلا. وأضافت كامبيل: "عندما حصل رسول على التصديق بإقامة مراسم في الكاتدرائية، فهم جيدا ما تمثله هذه الكاتدرائية في الولايات المتحدة."

وبينما تستضيف العديد من الأماكن غير الإسلامية في جميع أنحاء البلاد الأنشطة الإسلامية، فقد أكدت كامبيل أن "الكاتدرائية مختلفة لأننا ندفن الرؤساء والأبطال الوطنيين فيها." وقالت أيضا إن الصلاة معا تؤدي إلي تعميق العلاقات بين الناس كما أن الاتصالات بين الناس خلال الصلوات سوف تكون قادرة على تجاوز الخلافات السياسية. وحضر حوالي 100 شخص صلاة الجمعة بالكاتدرائية.