الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
النفايات.. مخازن الذهب على أطراف عاصمة الصين (صور)
جامعو القمامة والمخلفات يعيشون في أطراف مدينة بكين
تصنيع في الشوارع
بشكل عام، تقوم جميع أسر جامعي النفايات بممارسة أعمال ثانوية في سلسلة تصنيع ومعالجة النفايات داخل أفنية بيوتها. أغلب النفايات التي تقوم هذه الأسر بجمعها، تشحن بعد ذلك إلى سوق أكبر وأكثر تخصصا لبيع المخلفات بالجملة، أو ترسل مباشرة إلى مصانع متخصصة في هذا المجال. قبل الوصول إلى تلك الأماكن، تمر المخلفات بمحطتين: الأولى هي جامعو النفايات من الشوارع، والثانية هي مشترو النفايات من المواطنين.
السيد تشانغ دا مين وزوجته من محافظة قوشي بمقاطعة خنان، ينتميان إلى الفئة الثانية، إذ يقومان بشراء النفايات من المواكنين وبيعها لمحطة تشن لمعالجة وتصنيع النفايات.
يقول تشانغ: "نحاول إقناع الأقارب والمعارف بمزاولة هذه المهنة، فعدد أبناء محافظة قوشي في بكين يبلغ أكثر من مائة ألف نسمة. معظم التجار في محطات تصنيع النفايات القريبة من أبناء قوشي". ويشير تشانغ إلى مطعم قريب لمأكولات محافظة قوشي عند مفترق الشارع، ويقول: "إنه مطعمنا الخاص، حيث يمكننا تناول الأطباق الخاصة بمدينتنا وبسعر مناسب. إضافة إلى ذلك، توجد مدرسة خاصة لأطفال قوشي بالقرب من بعض محطات معالجة وتصنيع النفايات الكبيرة في بكين."
عن سبب قدومه إلى بكين، يقول تشانغ: "تتكون أسرتي من ثلاثة أفراد، وتزرع حقلا مساحته ستة مو (الهكتار الواحد يساوي 15 مو). نزرعها قمحا وذرة كل سنة. بعد تكاليف السماد والمبيدات الحشرية وأجور العمال والأجهزة المعنية، نكسب بعض المال بعد انتهاء موسم الحصاد، بما يكفي لسد احتياجاتنا اليومية. لكن الدخل الزراعي لا يكفي لتأمين متطلبات أخرى كعلاج أحد أفراد الأسرة إذا مَرِض، أو زواج أحد أبنائها، أو إذا رغب أحد منا بناء بيت جديد".
محافظة قوشي هي أكثر محافظة سكانا في مقاطعة خنان، إذ يبلغ عدد سكانها مليونا وستمائة ألف نسمة، بينما مساحة الأرض الزراعية فيها ليست كبيرة. يعمل أكثر من خمسمائة آلاف من أبنائها خارجها كل سنة. بعضهم يذهب إلى جنوبي الصين، ومعظمهم يقومون بجمع وتصنيع النفايات في بكين أو شانغهاي. وتشير أرقام تقارير لوسائل الإعلام المحلية، إلى أن التحويلات المالية من هؤلاء العمال إلى ذويهم في قوشي، يشكل أكثر من 50% من إجمالي الناتج المحلي للمحافظة.
يقول تشانغ إن جامع ومصنّع النفايات ينبغي أن يكون بعيد النظر، وإلا فإنه قد يتعرض لخسارة كبيرة في بداية عمله بسبب عدم قدرته على التمييز بين ما هو أصلي وما هو مُعاد تصنيعه من مواد بوليمر كلوريد الفينيل. ويضيف: "على الشخص ألا يكتفي بقدرته على التمييز بين نوعية وجودة النفايات فحسب وإنما أيضا أن يكون ذا بصر ثاقب وذكاء حاد، وهذا هو سر النجاح والطريق السليم لتحقيق أرباح أفضل". في بدايات عمله، كان يقوم بمعالجة أكوام من الكتب القديمة ثم يبيعها إلى محطة تصنيع ومعالجة المخلفات كورق قديم.
يعتمد تشانغ على التجول بين الشوارع والأزقة، أو يقف أحيانا عند بوابات المجمعات السكنية والمدارس. وهو يحقق دخلا شهريا يتراوح بين ألف وألفي يوان. وينفق هذه الأموال على بناء بيت جديد، ودفع تكاليف دراسة ابنه. ويطمح أن يكون له عملاء ثابتون، كالفنادق والمطاعم والمتاجر. ويضيف قائلا: "إذا نجحت في أن أصبح الجامع الوحيد للنفايات لإحدى المناطق السكنية، سأحقق دخلا صافيا أكثر من ثلاثة آلاف يوان شهريا، وهذا دخل معقول جدا."
أثناء النهار، تعمل زوجة تشانغ معه، ولكنها تسبقه في العودة إلى البيت لإعداد الطعام، وبذلك يتناولان طعاما لذيذا ويدخران بعض المال. تقول الزوجة: "يأتي أغلب رجال قوشي إلى بكين برفقة زوجاتهم، وهذا يساعدهم كثيرا على البقاء في بكين فترة طويلة".
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |