الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

النفايات.. مخازن الذهب على أطراف عاصمة الصين (صور)


لي وو تشو

على مسافة ألف متر فقط من القصر الصيفي الجميل ببكين، عالم مختلف تماما بجانب قناة جينمي للصرف. ساحة ضخمة مكدسة بكل ما يخطر لك من أنواع المخلفات والنفايات، وأطفال يلهون بينها ونساء يغسلن الأرز وينظفن الخضراوات ورجال يصنفون النفايات. الكل يعمل في صمت وهدوء.

هذه صورة لعالم جامعي المخلفات والنفايات في العاصمة الصينية، الذين يجمعون النفايات ويصنفونها ثم يبيعونها إلى جهات تقوم بإعادة استخدامها أو تدويرها.

يقول البروفيسور وانغ تسان فا، الأستاذ بجامعة الصين للعلوم السياسية والقانون، إن جمع وفرز وإعادة تصنيع واستخدام النفايات يتم في المكان الخطأ، فهذه النفايات إذا تم استغلالها بالطريقة السليمة يمكن أن تحقق أرباحا اقتصادية وإيكولوجية ضخمة.

تنتج الصين حوالي تسعة ملايين طن من المخلفات البلاستيكية، وتستورد سبعة ملايين وسبعين ألف طن، وهذا يعني أن الصين أكبر سوق عالمية لإعادة تدوير المنتجات البلاستيكية.

أماكن معالجة النفايات

بجانب الساحة بيوت كل منها مكون من غرفة واحدة، كانت تستخدم في السابق كمستودعات لتخزين الخضراوات استعدادا لفصل الشتاء القارس. تبلغ مساحة البيت عشرين مترا مربعا، وينقسم إلى ثلاثة أجزاء: في الوسط صالة صغيرة، وعلى اليسار مطبخ ضيق، وعلى اليمين غرفة نوم بها سرير ودولاب وتلفزيون.

بدأ المليونير تشن لي قوه العمل في جمع النفايات ببكين قبل عشر سنوات. وقد حصل على رخصة بممارسة هذه المهنة واستأجر هذه الساحة واستعان بعشرات من الأشخاص الذين أصبحوا فيما بعد عمالا لديه. تعمل كل مجموعة منهم في نوع معين من النفايات؛ المعادن، البلاستيك، الزجاج، الورق المقوى والعادي، خشب الأثاث وغيرها. كل عامل متخصص في نوع محدد من تلك النفايات، فلا ينافس أي منهم الآخر ولا ينازعه.

السيد تشن متخصص في شراء الأبواب والنوافذ وقطع الأثاث القديمة واللوحات الممزقة. مثلا، عند إغلاق شركة أو مطعم ما، يقوم بشراء أثاثه بسعر رخيص، ثم بيعه. يشتري الكرسي الواحد بعشرين يوانا (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات)، في حين يبيعه بمائة يوان. كما أنه يبيع الخشب القديم القابل للاستخدام لمصانع الأثاث، وهكذا يحقق أرباحا كبيرة.

ورشة تشن لشراء الأثاث القديم في حي هايديان ليست كبيرة. يقول الرجل القادم من مدينة لوخه بمقاطعة خنان، إن حجم سوق معالجة النفايات في بكين يقدر بمليارات اليوانات وإن عدد الذين نجحوا في حياتهم اعتمادا على معالجة النفايات أكثر من ألفي شخص، تقدر ثروة كل منهم بعشرات الملايين من اليوانات، أما أصحاب الخمسة ملايين يوان فأعدادهم كثيرة. ويقول إن المتخصص في جمع معالجة النحاس والرصاص، لا يحتاج أكثر من عشرات الأمتار المربعة من الأرض الفضاء ومليون يوان على أكثر تقدير.

تشن يانغ، البالغ من العمر عشرين عاما، ابن السيد تشن، يدرس حاليا الإدارة الفندقية في إحدى الجامعات ببكين. تكلفة دراسته أكثر من عشرة آلاف يوان كل سنة، وينفق على حياته اليومية أكثر من ألفي يوان شهريا، أي أن نفقاته لا تختلف كثيرا عن أغلبية الطلاب. جميع هذه الأموال يوفرها له والده من عمله في جمع النفايات ومعالجتها.

برغم العائد المادي الجيد لهذه المهنة، لا يود تشن أن يمارس ابنه نفس المهنة، لأن الناس ينظرون إليها نظرة دونية، إضافة إلى كونها متعبة وشاقة للغاية. يقول تشن: "مهما تبذل من جهود، أو تكسب من مال، تبقى في النهاية مجرد جامع نفايات." ولهذا فهو يطمح ويتمنى أن يجد ابنه عملا ثابتا محترما في بكين.



1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :