الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

أهم الموضوعات الدولية : مقالة خاصة : التسرب الاشعاعى فى اليابان يختبر مستقبل الطاقة النووية

arabic.china.org.cn / 14:24:18 2011-03-22

بقلم هيثم لي تشن

بكين 22 مارس 2011 (شينخوا) تعرض المفاعل رقم 1فى محطة فوكوشيما للطاقة النووية باليابان لسلسلة من المشكلات من بينها انفجارات وتسرب اشعاعى اثر زلزال قوى شدته 9 درجات تبعته موجات تسونامى فى 11 مارس الجارى . وفى ضوء المخاوف العالمية من خطر التسرب الاشعاعى عمدت اليابات الى رفع تصنيف الحادث للمستوى الخامس على المقياس الدولى للحوادث النووية المؤلف من سبعة مستويات ما يعنى ان مستوى الخطورة قد وصل الى مستوى كارثة " ثرى مايل ايلاند " النووية فى الولايات المتحدة عام 1979 .

كيف أدى هذا الزلزال الى التسرب الاشعاعي فى محطة الطاقة النووية التى يفترض ان تكون مؤمنة ضد الزلازل ؟ .. هل هناك قصور ما من جانب اليابان المعرضة دائما لخطر الزلازل ؟ .. وما هى الدروس التى يمكن ان تستفيد منها الدول العالمية الأخرى من ناحية نظم الانذار والادارة فى محطاتها النووية؟ والى أين يتجه مستقبل الخيار النووى لتوليد الطاقة بعد هذا الحادث ؟ .. اسئلة كثيرة فرضت نفسها على ارض الواقع بعد هذا الحادث حاولنا ان نجد لها اجابات شافية لدى خبراء فى هذا المجال .

-- عيوب ومشكلات

لقد وضع حادث مفاعل فوكوشيما العالم امام حقيقة واضحة وهى ان مستوى الأمن فى المحطات النووية لا يمكن ضمانه بصورة تامة ومهما بلغت درجات الاحتراز والحذر، ما زال احتمال وقوع الكارثة يبقى قائما. ويرى الخبراء ان سلسلة الاضرار التى تعرضت لها المحطة النووية اليابانية قد تعود الى اسباب من بينها ارتفاع عمر المحطات وتدنى معايير مقاومة الزلازل ومواقع المحطات نفسها.

وتكشف المعلومات عن ان المفاعل رقم 1 لمحطة فوكوشيما للطاقة النووية بدأ العمل في عام 1971 أى منذ 40 عاما ما يعنى انه بلغ عمر الشيخوخة بحسب اعمار المفاعلات النووية . وتتفاوت اعمار محطات الطاقة النووية الاخرى في اليابان بين 25 الى 30 عاما. وقد اكملت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية تقرير التحليل الخاص بشأن وحدات المفاعل رقم 1 بمحطة فوكوشيما فى 7 فبراير العام الماضى حسبما ذكرت وسائل الاعلام اليابانية . وأشار التقرير الى سلسلة من علامات الشيخوخة بما في ذلك اضرار فى أوعية الضغط في المفاعل ومظاهر التآكل في نظام التبريد ونظام التخلص من نفايات الغاز .

وتبدو ايضا ان معايير مقاومة الزلازل من بين الاسباب الرئيسية المحتملة لوقوع الحادث حيث ان معايير مقاومة الزلزال فى محطات الطاقة النووية اليابانية متدنية ولا تتجاوز قدرتها على مقاومة زلزال شدته 6.5 درجة على مقياس ريختر. وقد عدلت اليابان هذه المعايير فى محطاتها النووية في عام 2006 لتصل قدرتها الى مقاومة زلازل بقوة 7 درجات. ولم ترتق حتى الآن إلا محطة واحدة من بين 55 محطة نووية يابانية الى احدث المعايير وهى محطة شيزووكا لكنها ما زالت ايضا بعيدة عن مستوى مقاومة زلزال بقوة 9 درجات.

ويبدو الأمر فى الولايات المتحدة لا يختلف كثيرا عن نظيره فى اليابان . اذ دخلت منشآت الطاقة النووية فى الولايات المتحدة حاليا مرحلة الشيخوخة . ولم توافق الحكومة الامريكية على انشاء مفاعلات جديدة من بعد كارثة مفاعل ((ثري مايل أيلاند)) للطاقة النووية فى بنسلفانيا منذ 32 عاما .ويرى المتحدث باسم الشركة العامة للطاقة النووية الروسية (روساتوم) ان حادث اليابان قد يؤدي إلى موجة لاستبدال المعدات القديمة ليس فى اليابان فقط وانما فى الدول الاخرى التى تعتمد على الطاقة النووية .

ومن جانبه, يرى تشنغ مينغ قوانغ رئيس معهد ابحاث الهندسة النووية بشركة تكنولوجيا الطاقة النووية فى شانغهاى , أن سبب فشل امدادات الطاقة الكهربائية الاحتياطية للمفاعل رقم 1 فى محطة فوكوشيما للطاقة النووية هو التسونامى . "هذه نقطة ضعف فى نظام التحكم الكهربائي في مواجهة كوارث التسونامي" , على ما يقول تشنغ , مشيرا الى ان " استخدام اليابان للجيل الثاني من تكنولوجيا الطاقة النووية سبب آخر للحادث ".

واوضح تشنغ ان محطات الطاقة النووية فى الصين تحت الإنشاء تستخدم الجيل الثالث من تكنولوجيا نظم السلامة للطاقة النووية، فلم يعد هناك مشاكل في تشغيل امدادات الطاقة الاحتياطية لتبريد الحرارة من خلال تداول المياه، "ما يعني أنها اكثر أمنا مقارنة بالجيل الثاني من تكنولوجيا محطات الطاقة النووية فى فوكوشيما ".



1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :