أهم الموضوعات/الصين (مقالة خاصة): نحو فهم منهجي للارقام الصادرة عن تقرير العمل الحكومي لرئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو

" ارتفع هدف العام الحالي عما كان في العام المنصرم، هذا التعديل يتماشي مع الوضع الواقعي لتنمية اقتصاد البلاد الذي يقبع في مرحلة الصعود حيث سترتفع فيها اسعار السلع الاستهلاكية ولكن ذلك قابل للتحكم فيه." على ما قاله جيا كانغ المسؤول في وزارة المالية الصينية وعضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

وقال با شو سونغ ان البلاد ستشهد ضغوطا اكثر في النصف الثاني من العام الحالي عما هو في النصف الاول منه. وسيخف التوتر في ارتفاع اسعار الحبوب بعد اتمام اعمال حصاد المحاصيل الزراعية في الموسم الصيفي، مضيفا انه من الناحية الكلية، مازال التضخم يخضع للتحكم في العام الحالي.

ويغلب الظن على الاعضاء ان التضخم الخبيث لن يحدث في العام الحالي بفضل تنفيذ سلسلة من اجراءات السيطرة على اسعار المواد الاستهلاكية في البلاد .

-- 9 ملايين شخص: التناقضات الهيكلية المتمثلة في الصعوبات للبحث عن وظيفة للخريجين والنقص في الايدي العاملة للصناعات كثيفة العمالة ..

طرحت الصين في تقرير العمل الحكومي هدف توظيف 9 ملايين شخص والسيطرة على معدل البطالة المسجلة عند مستوى اقل من 4.6% في عام 2011 .

" هذا يظهر ان وضع التوظيف ما زال قاسيا، ولاسيما وضع توظيف خريجي الجامعات الذين يبلغ عددهم 6.6 مليون شخص في العام الحالي، وذلك بالاضافة إلى الطلبة الذين تخرجوا في السنوات الماضية ولم يبحثوا عن وظائف بعد، الامر الذي يزيد الطين بلة." بحسب لي شياو سان، نائب مدير معهد الكوادر في جينغقانغشان وعضو اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

كما تلفت مشكلة النقص في الايدى العاملة والصعوبات في توظيف العمال الجدد في بعض المؤسسات الكثيقة العمالة انظار الاعضاء على السواء.

" ان وجود صعوبات في البحث عن وظائف للخريجين والنقص في الايدى العاملة في نفس الوقت يوضح اشتداد التناقضات الهيكلية في وضع التوظيف ." حسبما ذكر آي هونغ ده، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لجامعة دونغبي المالية والاقتصادية وعضو المجلس الوطني لنواب الشعب ، مشيرا إلى ان اسباب هذه الظاهرة تعود إلى ان الصناعات كثيفة العمالة ما زالت تشكل دعامة للهيكل الاقتصادي الصيني من ناحية، ومن ناحية اخرى فان النظامين القائمين لادارة شؤون الموظفين ولادارة الاقامة الدائمة المسجلة لا يفيدان في انتقال الايدي العاملة.

وقدم ين وي مين، وزير الموارد البشرية والضمان الاجتماعى الصيني، النصائح والمقترحات حول اعمال توظيف الخريجين في العام الحالي ، وتتمثل في تشجيعهم على العمل في القواعد الاساسية الريفية والمناطق الغربية غير المتقدمة وفي المناطق التي هي في أمس الحاجة إلى الاكفاء ، وتعزيز التدريب المهني وزيادة فرص العمل المناسبة لخريجي الجامعات، وخلق بيئة عادلة للبحث عن الوظائف ولاسيما للجماعات الخاصة مثل الخريجين المعاقين والخريجين المنتمين إلى عائلات فقيرة.

-- 16%: البلاد تضخ قروضا كافية للتنمية بصورة متزنة ..

طرحت الصين في تقرير العمل الحكومي ان هدف نمو الكتلة النقدية بمفهومها الواسع يبلغ 16%، ويعتقد الاعضاء ان ذلك يبين ان السياسات النقدية ستعود إلى الحالة الطبيعية في العام الحالي.

"مقارنة مع السنتين الماضيتين، انخفض حجم القروض المضخوخة وسرعة نمو العرض في النقود في العام الحالي، الامر الذي يسهل اعادة السوق إلى البيئة النقدية المتزنة." حسبما قال لي داو كوي، الخبير الاقتصادي الصيني وعضو اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

وفي العامين الماضيين ، ولمواجهة تأثيرات الازمة المالية العالمية، نفذت البلاد سياسة نقدية مرنة باعتدال حيث تمت فيها زيادة العرض في النقود والقروض المضخوخة، وفي نهاية عام 2010، اعلنت الحكومة الصينية ان البلاد ستتخذ سياسة نقدية متزنة في عام 2011 .

" ان تحديد هذا المستوى يهدف إلى تنسيق بصورة احسن للعلاقات بين ضمان النمو وتعديل الهيكل والسيطرة على التضخم، وتقليل حجم القروض وتخفيض سرعة نمو العرض في النقود ما يساعد على السيطرة على اسعار السلع الاستهلاكية وكبح فقاعة اسعار الاصول "، على ما قاله قوه سونغ هاي.