الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
لي تشاو شينغ.. المتحدث باسم الدورة الثانية للمجلس الوطني الحادي عشر لنواب الشعب
وربت السيد لي تشاو شينغ والدته التي كانت مجدة وقادرة على تحمل شظف العيش والمشقات، وحبه لوالدته جياش وعميق. أنجبت والدته ستة أبناء، وتوفي ثلاثة منه مبكرا. كانت والدته قلقة عليه أكثر عندما كان يدرس بالجامعة في بكين. حدث مرة أن طلبت والدته ممن سافر من موطنه إلى بكين أن يحمل له بعض البصل الأخضر المشهور في موطنه، فتأثر لي تشاو شينغ كثيرا واغرورقت عيناه بالدوموع بعد استلام البصل وقال لزملائه متأثرا: هذا البصل أرسلته والدتي من موطني الذي يبعد أكثر من 500 كيلومتر عن هنا!
الوزير الودود ولطيف المعشر:
كان لي تشاو شينغ المنحدر من أسرة فلاح مشهوراً بسهولة المعشر والدعوة إلى "القيام بالشؤون الدبلوماسية من أجل أبناء الشعب". كان وزيراً للخارجية، لكنه ظل متواضعاً سهل المعشر، وحريصاً على التفاعل مع أبناء الشعب العاديين، الأمر الذي جعله يكسب حب العديد من الناس.
وفي 6/9/2003 أجرت وزارة الخارجية الصينية أول تجربة على انفتاحها على الجماهير، فتدفق عشرات من مستخدمي موقع "منتدى الشؤون الخارجية" على الإنترنت كدفعة أولى من الزوار لزيارة مقر وزارة الخارجية . وبعد تأسيس الصين الجديدة، كان نواب وزير الخارجية يستقبلون الزوار عند باب مقر الوزارة. وأصبحت وزارة الخارجية أول وحدة من بين مختلف الوزارات واللجان الصينية تنفتح على الجماهير. وجاء الزوار من أنحاء البلاد، وحصلوا على فرصة الزيارة عن طريق التسجيل على الإنترنت.
وتعتبر فكرة "لتدخل عامة الجماهير مقر وزارة الخارجية لتتعرف علي الشؤون الدبلوماسية الصينية فيه" "اختراعاً" عظيماً بعد تولي لي تشاو شينغ منصب وزير الخارجية. وقال تشين قانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية: "الدبلوماسية الجماهيرية التي تشمل إقامة يوم انفتاح على الجماهير، أقيمت تحت رعاية وتوجيه الوزير لي شخصياً ، لأنه يولي اهتماماً كبيراً لخدمة الشؤون الدبلوماسية أبناء الشعب."
وفي 23/12/2003، تبادل وزير الخارجية لي تشاو شينغ الآراء مع الجماهير من خلال موقع وزارة الخارجية وموقع شينخوا على الإنترنت، وأجاب على 40 سؤالاً طرحتها الجماهير.
وتصرفات وزارة الخارجية الصينية المعتدلة داخل الصين ليست إلا جزء صغير من"الشؤون الخارجية لأبناء الشعب"، وأكبر التغيرات الدبلوماسية الصينية اتتمثل في تحول الدبلوماسية الصينية من "الدبلوماسية الحكومية" وحدها إلى "الدبلوماسية لخدمة المواطنين" حيث أصبحت الدبلوماسية تولي مزيداً من الاهتمام لحماية مصالح المواطنين الصينيين في الخارج."
حب الأدب:
لم يدخل لي تشاو شينغ في كلية الأدب الصيني التي كان يتوق إليها دائما، وفوجئ باختياره للالتحاق بكلية اللغات الغربية التبعة لجامعة بكين ، مما مهد له الطريق ليصبح دبلوماسياً محترفاً. وبخصوص هذا الاختيار، قال معلموه في المدرسة الثانوية وزملاؤه بالجامعة إن ذلك كان خارج توقعاته، لأنهم كانوا يرون أن ممارسة الأعمال الأدبية هي أكبر الاحتمالات لاختيار لي تشاو شينغ.
وحسب ذكريات تشنغ تو شنغ، الخبير الباحث في آداب شكسبير، وهو زميل وصديق لي تشاو شينغ في الجامعة، فإنه عندما كان الأخير يدرس في الجامعة عبر عن رغبته في أن "يبدع إعمالاً أدبية وينظم قصائد ويصبح كاتباً في المستقبل"، وعنوان الأطروحة التي كتبها عند التخرج في الجامعة كانت ذات علاقة باللغة الإنجليزية والأدب: "الخواطر الأمريكية لتشارليس ديكينس (Charles Dickens)".
ولم يترك لي تشاو شينغ الكتابة الأدبية خلال فترة ممارسته للأعمال الدبلوماسية بل ظل مواظباً على الإبداع الأدبي في وقت فراغه ، فكسب لقب "الوزير الشاعر". وعندما كان يعمل في مملكة ليسوتو عام 1984 ألف كتاباً يشمل مجموعة من مقالات نثرية بعنوان "الأراضي الملونة- رحلة إلى غينيا" للقراء الصبيان الصينيين. ثم نشر له على التوالي ديوانان شعريان : "الصين الشابة" و"قصائد مختارة للي تشاو شينغ". وفي عام 2004 منحه السفير التشيلي في ذلك الوقت نيابة عن رئيس تشيلي "وسام الرئيس الفخري" بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد نيرودا ، ومدحه بأنه دبلوماسي وشاعر رائع.
وإلى جانب ذلك، ألف مع تشنغ تو شنغ وآخرين "المؤلفات الكاملة لقصص مسرحيات شكسبير" وأعاد صياغة فصل منها. لكنه يعتقد أن الكتابة الأدبية ليست من أعماله الرئيسية لذلك استخدم اسم "تشاو شينغ" في هذا العمل.
أسرة دافئة:
كان لي تشاو شينغ وزوجته تشن شياو مي زميلين في دفعة واحدة بالجامعة، والد زوجته تشن لي تشن من مشاهير الدبلوماسيين بالصين، وعمل سفيراً للصين لدى النرويج وزامبيا والسويد ونيوزيلاند، ثم رئيساً للإدارة القنصلية بوزارة الخارجية الصينية. وقيل إن تشن لي تشن يحب الممتازين في الكتابة، لأنه عمل سكرتيراً للرئيس الصيني الأسبق ليو شاو تشي. وفي رأي زوجته التي انحدرت من أسرة دبلوماسي، أن لي تشاو شينغ زوج رائع رغم أنه لا يعرف شيئا عن الأعمال المنزلية. وفي تنقلاتها مع زوجها الدبلوماسي في أنحاء العالم، كانت تتبادل مع زوجها التشجيع والمساعدة دائما. وكان من موضوعات الحديث الجميلة بوزارة الخارجية الصينية أن الوزير يتمشى مع زوجته يدا بيد.
وعمر ابنهما لي خه خه الآن 31 سنة، ودرس في جامعة تشينغهوا، أشهر جامعة بالصين، ثم واصل دراسته في جامعة بينسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم درس في كلية الصناعة والتجارة بجامعة هارفارد، وحصل على شهادة بكالوريوس في كل من الجامعتين. ويعمل حاليا في إحدى الشركات الأمريكية الكبيرة للكمبيوتر. وفي نهاية عام 2008 أقيم في بكين حفل زفافه مع الآنسة يان جينغ جينغ، ابنة المطرب المشهور يان وي ون.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |