الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
وو جيان مين: ماذا يبقى من إكسبو شانغهاي؟
بيوت حي القصبة تشبه سيخهيوان ( الدور الرباعية) في بكين. وعندما تتحدث مع سكان سيخهيوان الذين تركوها، تلاحظ أنهم يشعرون بالحنين إليها، رغم ضيق مساحتها والحمام المشترك لأكثر من أسرة وظروف الحياة الصعبة بها. في الدار الرباعية ببكين، يخرج من يعملون إلى وظائفهم ويتركون مفاتيح غرفهم لدى كبار السن والعجائز الذين يبقون في الدار، فهم حراسها. وقبل عودة الذين خرجوا إلى أعمالهم، يشعل كبار السن النار في مواقد الفحم حتى تكون جاهزة للطبخ عند عودة العاملين. لا يقلق الآباء والأمهات المقيمون في سيخهيوان إذا عاد أطفالهم من المدرسة إلى غرفهم قبلهم، فالكبار الموجودون في الدار يهتمون بهم حتى عودة ذويهم. لا يوجد في بكين حاليا إلا عدد قليل من الدور الرباعية، فقد انتقل سكانها إلى بيوت وشقق أوسع وأكثر راحة. اختفت أجواء الألفة وعلاقات الجوار. لقد أثار إكسبو شانغهاي تأملا عميقا في مسألة التحول الحضري في جميع أنحاء العالم، وأتمنى أن يستفيد مسئولو المدن الصينية من ملاحظات العالم الجديدة في هذا المجال. بعض المدن لا توفر، عن قصد، مواقف للسيارات في مناطق عمارات المكاتب، لتقليل استخدام السيارات الخاصة فيها وتشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل العام، وهذا إجراء له تشعبات كثيرة. على أية حال، أعتقد أنه مع سير الصين والعالم أجمع على طريق التحول الحضري، سيدرك الناس في السنوات القادمة أن إكسبو شانغهاي حقق بالفعل حياة أفضل لسكان المدن.
محرك للابتكار العلمي والتكنولوجي
جاء إكسبو شانغهاي في ظل "ثلاث ثورات"، هي الطاقة الجديدة، الصناعة الجديدة ونمط الحياة الجديد. لقد أضحى الاقتصاد المنخفض الكربون النهج الذي ينبغي أن تتبعه البشرية، وسوف تبدأ الثورات الثلاث في المدن أولا. لقد نجحت دورة شانغهاي، أكثر من أي دورة سابقة للإكسبو العالمي، في تقديم أفكار مبتكرة لتطبيقات الطاقة الجديدة والتكنولوجيا المنخفضة الكربون، سيكون لها تأثير عميق على الثورات الثلاث، والتحولات التي ستوفر ميادين واسعة للعقول المبدعة في العالم، وستحدث تغيرات غير مسبوقة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاستكشافات. لقد خلفت شانغهاي تركة ثرية لدفع هذه التغيرات.
مثل الشباب والصبيان الغالبية العظمى من زوار المعرض. وعلى ضوء قدراتهم الشبابية والإبداعية، فإن كل ما شاهدوه وجربوه وتعلموه، هنا في شانغهاي، سيلهمهم ويحفزهم على الابتكارات في المستقبل. بعد كل إكسبو عالمي، تظهر موجة من الابتكار التكنولوجي؛ ومن المتوقع أن الموجة التي تلي شانغهاي ستتجاوز كل ما شهدناه في المعارض الماضية.
تحسن ملحوظ في بنية المدينة ونوعية المواطن
بفضل المعرض، حققت بنية ومرافق ومنشآت شانغهاي، قفزة نوعية يحتاج إنجازها فترة من عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة، والمستفيد الأول والمباشر من ذلك أهل المدينة. أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو، يوم 14 مارس 2004، بمناسبة اختتام أعمال الدورة الثانية للمجلس الوطني العاشر لنواب الشعب الصيني، ضرب صحفي من تايوان الأرض بعصاه بعد عدم تمكنه من توجيه سؤال للسيد ون، مما أثار انتباه رئيس مجلس الدولة فدعاه لطرح سؤاله. انتقد الصحفي مياه الصنبور في شانغهاي، وقال إنها صفراء ذات رائحة كريهة.
بعد ذلك، أكد رئيس قسم المياه في شانغهاي أن نوعية مياه الشرب في شانغهاي مطابقة للمواصفات، ولكن أحدا لم يصدقه. وأنا نفسي كنت في شانغهاي في تلك الفترة، ولم يكن باستطاعتي استخدام مياه الصنبور، حتى بعد غليها لتحضير الشاي، بسبب رائحة الكلور القوية فيها. حاليا مياه الصنبور في شانغهاي نظيفة وليست لها رائحة، وهذا شاهد على التقدم في مجال المواد المستخدمة. ولتحقيق هدف "مدينة أفضل، حياة أفضل" ينبغي مواصلة التقدم في بناء المدن والحضارة المادية. لقد طورت شانغهاي وسائل النقل العام فوق وتحت الأرض، وتواصل سعيها الدؤوب في هذا المجال، مما جعل مواصلات سكانها وزوارها أكثر سهولة وسرعة وسلامة.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |