من وحي إكسبو شانغهاي العالمي

إكسبو سيترك إرثاًً متعدد الوجوه مادياً ومعنوياً

ما هو إرث إكسبو شانغهاي العالمي؟ يقول بعض الناس إنه "المحور الواحد والأجنحة الأربعة" (محور إكسبو وجناح الصين وجناح الموضوعات ومركز إكسبو والمركز الثقافي لإكسبو وهي خمسة مبانٍ رمزية ودائمة في حديقة إكسبو شانغهاي العالمي) ويعتقد بعض الناس أنه يتمثل في "منطقة أفضل ممارسات حضرية" بإكسبو شانغهاي العالمي وآخرون يرون أنه أفكار المدن المنسجمة. وكلها أراء معقولة ولكن تلخيص كل هذه الآراء والبحث عن إرث لإكسبو شانغهاي العالمي أمر غير سهل.

وكان إكسبو لندن عام 1851 قد ترك "كريستال بالاس" أي القصر البلوري الذي أصبح رمزا لإكسبو الحديث باعتباره مبنىً وظيفياً حديثاً يرمز إلي روح الصناعة في اندماج الصناعة والفنون. وكذلك كان برج إيفل لإكسبو باريس عام 1889 وحديقة منتصف الطريق بياتشنسا لإكسبو شيكاغو عام 1893 وبرج اتوميوم لإكسبو بروكسل عام 1958 وبرج الشمس لإكسبو أوساكا عام 1970 وغيرها بصمات تعكس مزايا عصرية وروح إنسانية لفترات إقامة إكسبو العالمي. وفي نهاية القرن السابق ولاسيما بعد عام 1994 فقد حدد مكتب المعارض الدولي نظام إقامة المعارض وجوهره تجسيد شعاراتها لذا تحول تركيز تنظيم معارض إكسبو من التقنية إلي الثقافة وبدأ يهتم بالتبادلات البشرية والفكرية بشكل متزايد مما قلل الاهتمام بترك إرث مادي مثل مبنى رمزي تدريجيا. وأبقي إكسبو هانوفر عام 2000 وإكسبو آيتشي عام 2005 إرثيهما الثمينان المتمثلان في "مبدأ هانوفر" و"حكمة الطبيعة" علي التوالي.

ويعتبر إرث إكسبو شانغهاي العالمي متعدد الوجوه، فله مستوي مادي وآخر معنوي . واستنسخ إكسبو شانغهاي إبهار الإكسبو السابق من خلال حجمه وزخمه الخاص وأبدع فكرة ونمط المعرض المتنوعة والمتعددة. "المحور الواحد والأجنحة الأربعة" و"منطقة أفضل ممارسات حضرية" ومدن منسجمة وغيرها من الإرث المادي والمعنوي الذي لا يحصي وخلقه مشاركون من أنحاء العالم ، ولم يرفع كل ذلك القيمة الاقتصادية والثقافية لإكسبو كحدث دولي ضخم فحسب بل أغني أشكال وأنماط التبادلات في الإكسبو.

وقد خلق إكسبو شانغهاي العالمي كثيراً من الأعمال الرائدة وخلف إرثاً وفيراً من التجارب بالتلخيص والتواصل بالنسبة الي الصين حتي العالم. وكان إكسبو شيكاغو عام 1893 قد أبدع صورة الولايات المتحدة الحديثة وأثر في أجيال من الأمريكيين في استمرار. وكذلك ما سيبقي بعد إكسبو شانغهاي العالمي من أرث مادي ومعنوي سيؤثر على مدى خمسين سنة علي الأقل حسبما تنبأ بذلك عمدة مدينة شانغهاي السابق السيد وانغ داو هان.