الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

من وحي إكسبو شانغهاي العالمي


تقدم مستدام- سعيا وراء التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة

شهد تاريخ إكسبو على مدى 160 سنة عملية تطور المجتمع البشري من التقدم التقني الي التقدم المستدام.

ودفعت الثورة الصناعية تطور القوي الاجتماعية الإنتاجية السريع ووفرت ثروة مادية عملاقة للإنسان الذي خلق ثروة خلال قرن أكثر من ما خلقها خلال آلاف السنين الماضية. ولكن حقق الإنسان كل هذه الإنجازات علي حساب التضحية بالبيئة الطبيعة رئيسيا ولذلك فإن الإنسان بدأ فحص وتأمل هذا النمط من التنمية التقنية منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. ومنذ إكسبو سبوكان عام 1974 فإن مختلف الدول العالمية بحثت عن نمط تنمية جديد. وفي إكسبو هانوفر عام 2000 الذي أقيم تحت شعار "الإنسان- الطبيعة- التقنية" طرحت فكرة التنمية المتوازنة بين الإنسان والطبيعة والتقنية. وأما في إكسبو آيتشي عام 2005 فطُرح شعار "حكمة الطبيعة" ونري أن الإنسان تزايد اهتمامه بالتنمية المتوازنة والانسجام بين التنمية الاقتصادية والبيئة الطبيعية. وكان شعار "مدينة أفضل حياة أفضل" الذي طرح في إكسبو شانغهاي العالمي عام 2010 لا يعني مواصلة التمسك بالتنمية المستدامة فحسب بل شكّل بداية اكتشاف نمط تنمية جديد بصورة معمقة.

وفي الماضي سعي الإنسان وراء تطوير القوي الانتاجية على أساس تغلب الإنسان علي الطبيعة واصلاحها. واليوم قد أصبحت القوي الإنتاجية لحوالي 20% من الأيدي العاملة قادرة علي إنتاج كل المنتجات المادية والصناعية الزراعية التي يحتاج إليها الإنسان. ولذلك برز اقتصاد المعرفة الذي يبني علي أساس الإنتاج والتوزيع والاستهلاك للمعرفة في تسعينيات القرن الماضي حيث يأمل الانسان في التخلص من نمط النمو الاقتصادي المعتمد علي استهلاك الموارد.

ولكن ظهرت مشكلة جديدة تتمثل في أن بعض الدول المتقدمة بدأت تنشيط قطاع الصناعات كإستراتيجية تنمية هامة مؤخرا عقب ما شهدت من عدم توازن كبير بين الاقتصاد الفقاعي والحقيقي وأثار الأزمة المالية التي اجتاحت العالم، فغيرت بريطانيا فكرة "تعزيز قطاع المال وتخفيض قطاع الصناعات" ووضعت أهدافاً استراتيجية جديدة لتنشيط قطاع الصناعات. وكذلك تعتزم اليابان رفع قدرتها التنافسية في قطاع الصناعات وتعزيز دراسة وتنمية التقنيات في مجالات البيئة والطاقة وتقنية النانو والمواد الجديدة والطب والهندسة البيولوجية مما يؤسس قاعدة تنمية وبحث وإنتاج منتجات عالية القيمة المضافة في مجال تقنيات أحدث. ومن ناحية أخري فإن تطور اقتصاد المعرفة يجلب سلسلة من المشاكل الاجتماعية مثل انخفاض نسبة التوظيف. إذن هل يكون اقتصاد المعرفة وسيلة وحيدة لتسوية المشاكل في مسيرة التنمية الاجتماعية ؟

دفعت الولايات المتحدة مؤخراً الاقتصاد الأخضر وطورت شبكة كهربائية ذكية في حين ارتقت بقطاع الصناعات كما عملت على معالجة مسألة التوظيف. وكذلك طرح الإتحاد الأوروبي "إستراتيجية 2020" لتحقيق النمو الذكي علي أساس اقتصاد المعرفة والنمو المستدام علي أساس الاقتصاد الأخضر والنمو الإيجابي علي أساس رفع التوظيف وإزالة الفقر. وأصبح السعي وراء التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة قضية عالمية في خطط التنمية الحديثة.

ويلهم إكسبو شانغهاي العالمي الناس بمزيد من الأفكار. ونري من عروض مختلف الدول المشاركة أن البشرية تبذل جهوداً في البحث عن نمط تقدم أكثر توازناً وشمولاً. وفي التحليل النهائي، فإن نمط التقدم في المستقبل ستتركز كل الجهود ليكون أكثر شمولاً وتنسيقاً واستدامة.



     1   2   3   4   5    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :