الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
المتطوعون.. أبطال الإكسبو المجهولون (صور)
عندما دلفنا إلى قاعات إكسبو شانغهاي ليلة الافتتاح الرسمي التي شهدها الرئيس هو جين تاو ورؤساء دول وحكومات وممثلي العديد من الدول والمنظمات، كان شباب المتطوعين من الفتيات والفتيان يرشدون الضيوف إلى أماكنهم في الطرقات وقاعة العرض الرئيسية. أغلبهم كان يرتدي الزي الأخضر والقبعة البيضاء المرصعة بالأخضر الزاهي، ولكن ظهرت بينهم حسناوات يرتدين زي سهرة صيني أقرب للون الوردي والبرتقالي الفاتح الحالم. وحرصت الفتيات على أن تكون ابتساماتهن من قلوبهن. وبعد دخولنا قاعة الاحتفال قبل افتتاحها الرسمي، شارك المتطوعون في تقديم بعض العروض مع مقدمي الحفل للتخفيف من حدة انتظار الحدث التاريخي، بل دربوا المشاهدين على كيفية التفاعل مع الأغاني والشعارات التي سيقولها المطربون في الحفل، كي يصبح الجمهور مشاركا في الحدث ومنفعلا به في آن واحد.
عقب حفل الافتتاح، الذي حمل خلاله المتطوعون أعلام الدول المشاركة في إكسبو شانغهاي، قادنا المتطوعون إلى حديقة الإكسبو حيث أقميت عروض الألعاب النارية والمائية التي تحولت فيها شانغهاي إلى مدينة مضيئة تتراقص على أنغام الموسيفى الساحرة القادمة عبر النهر والهواء والسماء. وظل المتطوعون في أرض الاحتفال حتى النهاية. وفي صباح اليوم التالي تكررت مشاهد حملة الأعلام واصطفاف الشباب على جوانب الطرق لارشاد الناس إلى أماكن الأجنحة الخاصة بالدول والخدمات. وظل المتطوعون يعرضون خدماتهم المجانية بكل ترحاب لضيوف الإكسبو، فهم يعلمون أن الغريب كما يقول المثل العربي"أعمى ولو كان بصيرا"، وعليهم أن يكونوا هم عيون الغرباء في الإكسبو.
متطوعون في افتتاح إكسبو شانغهاي
صداقة جديدة
في كل مدينة زرناها في الصين كان هناك متطوعون من أصدقاء الإكسبو، يعلمون بالتنسيق مع البلديات التي تسعى إلى أن تكون نموذجا فعالا في نجاح المعرض العالمي. شاهدنا منهم العشرات في مدينة تيانجين أثناء مرافقتنا للوفود المشاركة في الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي. فالشباب يؤمنون بأن دورهم لا يتوقف عند مساعدة الآخرين وإنما يمكن أن يحول الشعارات التي أطلقها الإكسبو إلى واقع ملوس وآلة تساهم في تغيير الواقع. ولدى الشباب إيمان عميق بأن الإكسبو سيساعد الصين في بناء صورة إيجابية للغاية في العالم، تماما مثلما فعلت أوليمبياد بكين وأن الصين ستظهر بعد هذين الحدثين الدوليين الكبيرين ليس فقط كدولة صناعية، وإنما أيضا كدولة ذات ريادة ثقافية. فالصين، كما تشير الإحصاءات الرسمية، دخلت مرحلة الإسراع في التحول المدني من الريف إلى الحضر، ومن المتوقع أن يقيم 50% من الصينيين في المدن بحلول عام 2020، وسيبلغ هذا الرقم 75% بحلول عام 2050 . ويعتبر شباب المتطوعين أن إكسبو شانغهاي فرصة لدعوة العالم لزيارة الصين وللاتصال بها ومشاركتها فيما تنجزه من تطور وتحضر. ولدى الشباب قناعة بأن إكسبو شانغهاي العالمي هو الحدث العالمي الثاني الذي يعقد في الصين بعد نجاح أولمبياد بكين، التي أظهرت أن الصين لديها 5000 سنة من الحضارة الرائعة، وجاء الدور بأن يعرف الجميع أن الصين تمتلك أيضا روائع جديدة وإنجازات تحققت خلال 30 سنة من الإصلاح والانفتاح، وروح النضال والبناء التي يتميز بها الشعب الصيني لبناء دولة حديثة.
(عدد يوليو/ مجلة الصين اليوم)
شبكة الصين / 8 يوليو 2010 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |