الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

صحيفة النهار اللبنانية: أكبر مدينة في العالم تطمح بمعرضها إلى كتابة مجد الصين


الجناح الصيني

وجسد جناح الصين الأسلوب المعماري المميز لأسرة تانغ التي حكمت من القرن السابع إلى القرن العاشر، وجمع بين الأصالة التقليدية والحداثة سواء في الواجهات أو الهياكل أو النوافذ. وبلغ ارتفاعه 63 مترا، واستخدم في تصميمه واحد من الأنماط الإنشائية الصينية التقليدية يسمى "دوقونغ" الذي يتمثل في وضع مجموعات من القرميد فوق أعمدة تدعم عوارض إفريز السقف، تتكون كل مجموعة من طبقات ذات اذرع ممدودة تسمى كونغ تتكئ على لبنات شبه منحرفة. والفكرة المعمارية لجناح الصين تعبر عن حكمة الصين القديمة في تنمية المدينة، وموضوع الفكرة الرئيسية للشكل الخارجي للجناح هو "تاج الشرق" الذي يعبر عن روح الثقافة الصينية وطبيعتها. اللون الغالب للمبنى الرئيسي هو الأحمر، محاكيا لون سور القصر الإمبراطوري في بكين. وتزين واجهة الرواق خارج الجدران نقوش من خط الختم الصيني القديم، لإظهار تاريخ الصين العريق وذكاء شعبها.

 

الجناح اللبناني

وتعرف زوار الجناح اللبناني في المعرض إلى لبنان عبر شريط وثائقي يحكي قصة المدن اللبنانية، كما تسنى لهم التعرف إلى أهم المناطق والمدن السياحية في البلاد مثل بعلبك وطرابلس وجبيل وبيروت وصيدا وصور وغيرها، وذلك عبر شاشات التصفح باللمس. وقدم الجناح عرضا ثلاثي البعد عن مغارة جعيتا التي باتت في مركز متقدم على لائحة المنافسة لاحتلال موقع بين عجائب العالم. ويشاهد الزوار أيضا مجسما لناووس احيرام ملك جبيل الذي حفرت عليه الأبجدية الفينيقية. وسيشارك لبنان أيضا ببرنامج فني وثقافي خاص تحييه "كورال الفيحاء" والفنان شربل روحانا وفرقة كركلا التي تضم 70 راقصا يقدمون عرضا كوريغرافيا خاصا باليوم اللبناني في شانغهاي. وفي طبيعة الحال حضر الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي إلى "اكسبو" بعدما عرض الجناح الإسرائيلي مدينة القدس والحرم القدسي والمسجد الأقصى وقبة الصخرة على جدارية كجزء من دولة إسرائيل الأمر الذي أثار احتجاج الوفد الفلسطيني فهدد بالانسحاب من المعرض، فتدخل الجانب الصيني وأزال الجدارية. وفي المقابل احتج الإسرائيليون على صورة في الجناح الفلسطيني تظهر جنودا إسرائيليين يطاردون أولادا فلسطينيين وعمد الصينيون إلى إزالة هذه الصورة أيضا.

 

نافذة التحولات

وتطمح شانغهاي وخلفها الحكومة الصينية من وراء استضافة الإكسبو وإظهار عظمتها الاقتصادية والتكنولوجية الجامحة، تكرارا ما فعلته بريطانيا في المعرض العالمي الأول الذي استضافته لندن عام 1851، والولايات المتحدة في معرض فيلادلفيا عام 1876، واليابان في معرض أوساكا عام 1970.

في معرض لندن الأول تكرس مجد إنكلترا العظمى بعدما تربعت على العرش الاقتصادي والسياسي للعالم بفضل ثروتها الصناعية الأولى التي غيرت وجه العالم وجعلت شمس الإمبراطورية لا تغيب عن أراضيها التي تجاوزت مساحتها آنذاك ثلث مساحة العالم.

وفي معرض فيلادلفيا بعد 25 سنة سجل ظهور الولايات المتحدة على المسرح قوة ناشئة يحسب لها ألف حساب بكل المقاييس. وفي معرض أوساكا تخلصت اليابان من عقدة الهزيمة وخرجت إلى العالم كأكبر قوة علمية وتكنولوجية وكثاني اكبر اقتصاد عالمي. قبل معرض اوساكا لم تكن غالبية الشباب الياباني الذي ولد بعد الحرب قد رأت أجنبيا وكان ستة فقط من كل ألف ياباني سافروا إلى الخارج، بعده تغيرت النظرة وتغيرت اليابان وساهمت في تغيير العالم.

عين شانغهاي اليوم على هذه المعارض وهي تطمح خصوصا إلى أن تصنع بمعرضها ما صنعته الولايات المتحدة في معرض شيكاغو عام 1933 آملة في أن يعيد التاريخ نفسه.

في ذلك العام وفي ذاك المعرض سجلت بداية التحول في اقتصاد العالم من الكساد الكبير بعد أزمة 1929 إلى الانتعاش الذي رفع الاقتصاد الأميركي إلى المرتبة الأولى ورفع معه أميركا إلى القمة وثبتها أغنى دولة في العالم وقائدة له في المجال التكنولوجي. وفي 2010 وحدها الصين من الدول الصناعية الكبرى في العالم لم ترزح تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الجديدة، لا بل واصلت التنمية الاستثنائية السريعة وصنعت المعجزات على رغم أثقال المليار ونصف المليار الصينيين الذين يشغلون مساحتها.

هذا المعرض هو نافذتها على العالم لإظهار مكانتها وقوتها العالمية وفرص شانغهاي التي طال انتظارها. فهل تنجح في تحقيق الحلم الكبير؟

 

شبكة الصين / 18 يونيو 2010 /



     1   2   3   4  




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :