الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
صحيفة النهار اللبنانية: أكبر مدينة في العالم تطمح بمعرضها إلى كتابة مجد الصين
القديم والحديث
وعلى أهمية تعريف شعوب بتراث شعوب أخرى وتقاليدها وإغناء التفاعل الثقافي وتشجيع التبادل السياحي على المستوى العالمي، فان ناووس احيرام الذي حمله لبنان إلى شانغهاي والآثار الفرعونية التي جاءت بها مصر ومضارب الخيم التي تكبدت الدول الخليجية نفقات كبيرة لنقلها إلى الصين لا تقدم جوابا عن التحديات الكبرى المطروحة أمام البشرية اليوم، ولا تساهم في حل الأزمة الاقتصادية، والتنمية المستدامة، وحماية البيئة والتكنولوجيا الخضراء ولا تعزز دور الاقتصادات الناشئة في العملية الاقتصادية الكبرى.
صحيح أن دولا أخرى متطورة مثل فرنسا والدانمارك ولوكسمبرغ وغيرها حملت إلى شانغهاي بعض كنوزها التراثية، لكنها لم تنس الغاية الأساسية من اللقاء فحملت أيضا الماضي والحاضر معا تأكيدا للتواصل والانسجام بين القديم والحديث.
طبعا كان من المستحيل في ظل الازدحام الهائل في أروقة المعرض اذ كان المعدل اليومي للزوار يتجاوز المائتي ألف، وفي ظل المساحة الهائلة التي تبلغ ضعفي مساحة إمارة موناكو، ان يتفقد الزائر كل الأجنحة. لكن جولة على بعض الأجنحة الأوروبية أعطت صورة لموضوع المعرض. ففي الجناح الإيطالي مثلا أدمجت في نوافذ منزل نموذجي أجهزة استقبال كهروضوئية وثقب الإسمنت ليستخدم الضوء على نحو افضل وللتحكم في انسياب الألوان الشفافة. واستخدم المصمم أيضا مواد يمكن إعادة تدويرها أو مواد استخرجت من مواد أعيد تدويرها.
وراهنت ايرلندا في نموذجها على المزج بين الشكلين الحضري والريفي لتحقيق تكامل افضل للمباني مع الطبيعة. وصمم الجناح الدنماركي على شكل مدرج وتركت في واجهته ثقوب للتهوية والسماح بولوج الضوء. وكونت أطنان من الورق المقوى والبلاستيك المعاد تدويره لبنات لإنشاء المبنى الفنلندي. واتخذ جناح أسبانيا شكل تنورة راقصة مرفرفة؛ واكتسى جناح بريطانيا بألياف بصرية على جداره الخارجي بشكل غير منتظم تبهر العيون وتحرك الخيال. وابرز جناح سويسرا مفهوم حماية البيئة والمحافظة على الطبيعة من خلال استخدام ألياف ألفول كمواد بناء في الجدار الخارج.
وانطبق المفهوم عينه على جناح اليابان الذي اتخذ شكل دودة قز واعتمد في تشييده على مواد البناء العالية التكنولوجيا والصديقة للبيئة. ويشبه جناح لوكسمبورغ قلعة في الغابات وان يكن صغيرا. أما جناح قارة أفريقيا الذي لا يزال قيد الإنشاء، فيعتمد على العناصر الثقافية الأفريقية المتنوعة، وألحقت به ساحة الثقافة الأفريقية. واتخذ الجناح السعودي شكل قارب كبير بمساحة ستة آلاف متر مربع تحف به أشجار النخيل والخيام العربية، والجناح الإماراتي شكل كثبان رملية.
وجذب الجناحان السعودي والإماراتي نسبة عالية من الزوار الصينيين الذين وقفوا صفوفا طويلة لدخولهما.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |