ملامح من رحلة إلى المدينة المنورة (صورة)

ولا تبدأ الرحلة الطويلة إلى المدينة المنورة من مدينة ينتشوان حاضرة نينغشيا مباشرة بل بطريق أخر حيث أقلعنا من مطار خي دونغ بينتشوان إلى بكين عاصمة الصين ثم إلى الإمارات العربية المتحدة ثم إلى جدة ثم إلى المدينة المنورة.

وتعتبرهذه الرحلة متعبة، لأن الحجاج من كبار في السن ويبلغ عمرهم أكثر من ستين سنة ويصعب عليهم التحرك والتنقل واكمال الاجراءات في المطارات وكانت هذه أول رحلة لمعظمهم بالطائرة ولا يعرفون وسائل النقل العصرية لان معظمهم كانوا يعيشون في المناطق النائية طول حياتهم ولا يعرفون معلومات كثيرة عن الرحلات البعيدة حتي لا يفهمون اللغة الصينية الفصحي التي تتحدثها المضيفات...

واتاحت لي هذه الرحلة السعيدة الفرص لاخدم الحجاج خلالها واعتني بهم واتبادل الحديث معهم بلهجة بلدي غير المفهوم للركاب الأخرين. وأريد ان أقول إن الحجاج المسلمين الصينيين يحبون الوطن ودينهم، وعلى الرغم من مشقات السفر من بلدهم إلى المدينة المنورة، فحافظوا على الصلوات في أوقاتها حتي أدوا بعض الصلوات على متن الطائرة.

وكانت المحطة الأولي للرحلة في مطار بكين. وجذب المطار الدولي الكبير والجميل الذي جسد تقدم الصين انظار الركاب، وعبر الحجاج عن إعجابهم بتطور الصين والخدمات الجليلة والبيئة المريحة. ولفتت صلواتهم في ركن المطار انظار كثير من الناس.

وفي مطار هونغ كونغ المحطة الثاني من الرحلة،خضع الحجاج لإجرءات صعود مرة أخرى ثم استقلوا طائرة الي مقصدهم التالي.

وفي مطار ديبي المحطة الثالثة من الرحلة، شعر الحجاج بانهم خارج بلدهم وقالوا إنهم لا يفهمون اللغة التي يتكلمها الناس وإختلفت الوجوه عن الوجه الصيني وأقول لهم مبتسما إننا الان أصبحنا من الأجانب. وفي الحقيقة، إن مدينة دبي منطقة اقتصادية دولية تجذب انظار العالم فيها أجانب كثيرون ويشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان المحليين ولا سيما ان التجار الصينيين أيضا كثيرون ويشتغلون في شتي المجالات وإنهم يعززون العلاقة الودية بين البلدين بالاضافة إلي ذلك فإن عدد السياح الصينيين في الإمارات العربية المتحدة كبير.

وفي مطار جدة المحكة الرابعة من الرحلة، أجري لنا فحص طبي، حيث قدمنا الكتيب الأصفر الطبي للموظفين في المطار للفحص ثم توجهنا إلى الجمارك في الصالة الخاصة للحجاج. وكان المفتش لطيفا جدا يحب الحجاج كثيرا. ويتحدث بهدوء وأدب حيث سألني عن عدد الحجاج والمطلوبات وأحوال مسلمي الصين مما يظهر عناية كبيرة بالحجاج الصينيين فيستحق منا الشكر الجزيل والثناء الحميد.