الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
صحيفة "الخليج" الإماراتية: أسواق المستقبل ستكون حتما صينية
ثانيا: ما يميز الصين عن الدول الغربية هو نظرتها للمخاطر . فالغرب يبتعد عن الاستثمارات ذات المخاطر المرتفعة، على عكس الصين التي تتوجه اليها آملة في تحقيق أرباح كبيرة على المدى البعيد . فالصين تستثمر أكثر في الاقتصادات ذات الفرص الكبيرة، كإفريقيا، والتي ترغب بدورها في استيضافتها وتسهيل المهمة لها . كما أن تغير السياسات الصينية من الانعزال إلى الهجوم يشير إلى رغبة الإدارة في التأثير أكثر في التطورات الدولية . تعتبر الصين اليوم المصدر الرابع للقوات الدولية التابعة للأمم في سبيل السلام عبر وجودها مثلاً في ليبيريا والسودان والكونغو . فالصين وعت مؤخراً ترابط المصالح الاقتصادية بالسياسية، وأن النجاح الاقتصادي لا يمكن أن يستمر إذا لم يترافق مع وجود سياسي متزايد . فالتدخل السياسي يأخذ أشكالاً متعددة، بينها قوات حفظ السلام، ومنها استعمال صوت الفيتو في مجلس الأمن للتصويت مع أو ضد قرارات معينة تبعاً لمصالحها الدولية.
ثالثا: إن الاستثمارات الخارجية الصينية في إفريقيا مرتبطة جداً بالسياسة . فالصين تريد من إفريقيا وغيرها أن تصوت معها في القضايا التي تعتبرها الصين حساسة جداً كاستقلال تايوان، أو محاولة الأخيرة تمييز نفسها سياسياً وديبلوماسياً عن الصين الشعبية . فموضوع تايوان يدخل في صلب المصالح الاستراتيجية الصينية التي تعتبر “تايوان الصينية” جزءاً لا يتجزأ منها ولا يمكن لها بالتالي أن تتسامح أو تغامر بها .
رابعا: ساهمت الصين في تغيير نظرة العالم تجاه إفريقيا، وهذا محط اعجاب وتقدير الدول الإفريقية . غيرت الصين النظرة التي كانت تعتبر إفريقيا قارة فقر وأمراض وهدر وفساد ومساعدات، إلى قارة جاذبة للاستثمارات وتحتوي على فرص غير موجودة خارجها . أصبحت إفريقيا بفضل الصين محط أنظار العالم الذي لا شك سيستثمر أكثر فأكثر فيها . اعتماد “بيجينغ” للسياسة الاستثمارية الهجومية في إفريقيا أعطى للقارة الجديدة رونقاً جميلاً وأملاً كبيراً في مستقبل زاهر لشعوبها.
شبكة الصين / 9 سبتمبر 2010 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |