الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

صحيفة "الخليج" الإماراتية: أسواق المستقبل ستكون حتما صينية


ارتفع مثلا مجموع حجم التجارة بالاتجاهين بين الصين وإفريقيا من 10 مليارات دولار سنة 2000 إلى 55 مليار سنة 2006 والى 90 مليار سنة 2009 “مقارنة ب 86 مليار بين الولايات المتحدة وإفريقيا في 2009” أي 9 أضعاف خلال 9 سنوات وهي زيادات ممتازة لعلاقات حديثة نسبياً.

فالصين تستثمر اليوم مثلاً في الكونغو، الدولة التي كانت تسمى “زائير” والتي عانت كثيراً من حكم الرئيس موبوتو خلال 32 سنة.

فالصين تسبق المنافس الغربي إلى الدولة الغنية بثرواتها والفقيرة بمستوى معيشتها، والتي تحمل في طياتها مستقبلاً اقتصادياً كبيراً إذا أحسنت إدارة مصالحها . هذه رؤية صينية سباقة طموحة وتشير إلى وعي الإدارة الصينية لمصالح اقتصادها وشعبها .

وتستثمر الصين أيضاً في العديد من الدول الإفريقية بينها الجزائر 20 مليار دولار لمشاريع إنشائية والكونغو 6 مليارات دولار لمشاريع بنية تحتية ونيجيريا 23 مليار دولار في مشاريع نفطية وأنغولا 5،2 مليار دولار في استخراج النفط وإفريقيا الجنوبية 5،5 مليار دولار في مشاريع مصرفية.

تشير المعلومات المذكورة وغيرها إلى تنوع الاستثمار الصيني مع تركيزه على الموارد الأساسية أو الثروات، كالنفط والمعادن والتي يمكن أن تجعل من إفريقيا قارة مصدرة أكثر بكثير من اليوم لهذه السلعة الحيوية . في سنة 2006 وللمرة الأولى، تفوق حجم الاستثمار في إفريقيا على قيمة المساعدات المقدمة للقارة، أي 48 مليار دولار مقابل 40 علماً أن قيمة الاستثمارات وصلت إلى 88 مليار دولار في سنة 2008 هذا تطور كبير لقارة تسعى للتقدم بالرغم من كل العوائق والتحديات .

من الضروري أن نعي أن الاستثمارات لا تتم بالقوة أو رغماً عن رغبة وإرادة الدول المضيفة . فالاستثمارات الناجحة هي التي تنتقي القطاعات الجيدة بالتعاون مع الدولة المضيفة التي يمكن أن تسهل الاستثمارات. فتعاون المؤسسات الدولية وفي مقدمها البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية مع المستثمرين والدول المضيفة، يسهل جداً هذا التغير النوعي تجاه القارة الجديدة.

فإفريقيا تستقبل بسرور الاستثمار الصيني، لأنها عانت الأمرين من الاستعمارات الغربية المتتالية التي ألحقت أضراراً كبرى بالمصالح الإفريقية . فإفريقيا تلجأ إلى الصين للإنقاذ وتضع ثقتها بها، بل تأمل منها أن تعوض لها ما فاتها من نمو وتطور وتقدم . عموما، ما هي العوامل الجاذبة للاستثمارات الصينية من قبل إفريقيا وغيرها، والتي تضع الصين في مواقع متقدمة؟ نوجز أهمها:

أولا: هنالك جاذبية للنموذج التنموي الصيني بالنسبة لإفريقيا وغيرها، إذ حققت الصين نجاحات كبيرة وسريعة ترغب الدول النامية في نسخ تجربتها . فالنمو الصيني لم يبدأ منذ قرون، بل منذ عقود فقط، أي تحديداً بدأ من خمسينات القرن الماضي، وما حققته الصين حتى اليوم مدهش وكبير وفريد . حققت نجاحها ضمن نظام سياسي لا يعتمد الديمقراطية الغربية . كما أن الأزمة المالية الغربية الحالية التي أصبحت عالمية أبعدت الدول النامية والناشئة عن النموذج الغربي، وجعلتها تتوجه نحو نماذج أخرى لم تصب كغيرها، وتعتبر أكثر واقعية نسبة لأوضاعها . أما الجاذب الرئيسي المحدد فهو نجاح الصين في تأسيس مدن اقتصادية سهلت الاستثمار والإنتاج، وتسعى الدول الإفريقية إلى نسخها كلياً وتماماً.



     1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :