المسلمون الصينيون يحبون ممارسة الأعمال التجارية

أسواق مزدهرة في مناطق المسلمين

توجد في مناطق المسلمين الصينيين أسواق كثيرة صغيرة ومتوسطة وكبيرة الحجم، وتباع فيها كل المستلزمات المعيشية ودائما ما ترى الرجال والنساء يبيعون هناك وهم ملتحون ويعتمرون الطواقي البيضاء والنساء يضعن غطاء الرأس. وتعد هذه المظاهر علامات مميزة للمسلمين الصينيين الذين قد حافظوا عليها منذ سنوات عديدة، وإنها من عادات وتقاليد المسلمين الصينيين ذات أسلوب صيني تختلف عن الدول العربية. وفي أي المنطقة بالصين سوف تجد مميزات محلية مختلفة قليلا أو كثيرا عن مناطق أخرى في الصين. وحينما تتبادل الحديث مع التجار المسلمين الصينيين تجد مشاعر الحماسة والاحترام والمحبة تشبه أحوال العرب السائدة في الدول العربية حسب علمي وكنت قد عشت في مصر ووجدت نفس المشاعر ملدى المسلمين المصريين. ونجد في كلامهم بعض الكلمات العربية والفارسية ذات النطق الخاص وفي الصين تسمي هذه اللغة ب"كلام المسلمين الصينيين". وهنا أتذكر أن استاذي يوانغ وان باو كان قد ألف كتابا بعنوان(( اللغة المتداولة للمسلمين الصينيين)) وقال في كتابه:" قد عاش المسلمون الصينيون في الصين منذ ألف سنة وقد تشكلت اللغة الخاصة المتداولة بينهم خلال قرون وفي الواقع فإن هذه اللغة الخاصة هي لغة تخلط بين الكلمات الصينية والعربية والفارسية في الجملة الواحدة وهي لهجة ليست مكتوبة وانما تستخدم في بيوتهم والشوارع وحياتهم فقط."

إن الأسواق في مناطق المسلمين مزدهرة جدا، إذ تكتظ الأسواق بالناس يبيعون ويشترون ويتجولون فيها، ويمكن أن تجد كل ما تريد فيها وتري أن التجار المسلمين يبتسمون دائما عندما يستقبلون الزبائن ويمكن أيضا أن تجد مميزات خاصة لديهم لن تجدها في الأسواق الأخري. وكثيرا ما تجد ظاهرة نادرة في الأسواق المختلفة - لن تجدها في المناطق الأخري وفي البلدان العربية اطلاقا- وهي أن التجار يتفاوضون علي سعر البضاعة بطريقة خاصة، حيث يدخلون أيديهم في أكمام بعضهم ويناقشون السعر بملامسة الأصابع وليست بالكلمات، وإنهم أذكياء يسجلون التاريخ وينشرون أخبار المسلمين ويتنقلون بين المدن والقري لتنشيط التجارة. كما يعرفون اللهجات المحلية المختلفة ويعجبني ذلك كثيرا، مما يدل علي ذكائهم وجهودهم وخبرتهم.