الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الصينيات على سلم الجمال (صور)


فتيات بملابس عصرية

في فترة الثورة الثقافية، من سنة 1966 حتى سنة 1976، كان من الصعب تقريبا التمييز بين لباس الرجل والمرأة. صارت البساطة والتقشف المقياس الجديد لجمال الأنثى؛ لا مكياج ولا موضة. لم يكن ثمة فرق كبير بين الرجل والمرأة. وصارت "بدلة ماو" اللباس الوحيد للجميع، وكانت كل الملابس باللون الرمادي أو الأزرق أو الأخضر العسكري. بعد الانفتاح بدا أن كل شيء في الصين مقبل على تحول كبير، ومن ذلك لباس النساء، ففي السنة التالية لانتهاج الصين سياسة الانفتاح قدم مصمم الأزياء الفرنسي المشهور بيير كاردان أول عرض أزياء له في الصين، ثم قدم عرضه الثاني سنة 1981. أتاح الانفتاح لنساء الصين الفرصة لرؤية الخارج، فاستعدن الوعي بأنوثتهن. هذه اليقظة للأحاسيس الجمالية عند المرأة كانت سريعة وانفجارية، تجاوزت الحدود أحيانا، وكانت الصورة التي قدمتُها في موضع سابق هنا لنساء بكين في بداية تسعينات القرن الماضي أبلغ تعبير عن ذلك. كانت الظاهرة لافتة لدرجة أن مؤسسة إنتاج سينمائي صينية أنتجت فيلما بعنوان "التنورة الحمراء الأنيقة"، يعبر عن "ثورة الموضة" في الصين، فقد شهدت تسعينات القرن العشرين أسرع تحول في مفاهيم الجمال عند المرأة الصينية، فبدأت النساء تستخدم مستحضرات التجميل الأجنبية وصارت العلامات التجارية الدولية متاحة في المتاجر الفاخرة. وصارت المرأة الصينية تستمتع بمستحضرات التجميل ومنتجات رعاية البشرة الحديثة، مع البحث الدائم عن أسرار الجمال التقليدية، فالوصفات القديمة السحرية الغامضة لها اليوم سحر أكثر مما للمنتجات الكيماوية. وقد جعل ارتفاع مستوى معيشة الصينيين وتحسن نوعية الحياة ملابس النساء تتغير مع تغير الفصول وأدى انتشار السيارات العائلية والمكاتب المكيفة إلى تمكين النساء من ارتداء ملابس صيفية في عز الشتاء. خلال تسعينات القرن العشرين، كانت المرأة الصينية تعبر عن حسها العصري الناهض بالسعي إلى العلامات التجارية العالية الجودة للملابس. في القرن الحادي والعشرين، صارت الموضة هي التفرد والتعبير عن الشخصية من خلال الملبس.

ارتفاع مكانة المرأة الصينية أحد ثمار جهود الحكومة لتمكين المرأة، وقد حققت سياسة الإصلاح والانفتاح الرخاء لغالبية الصينيين. ونتيجة تحسن الرعاية الصحية وتغير النمط الغذائي، المرأة الصينية حاليا أكثر طولا وصحة ونباهة. صار السعي إلى المعرفة هدف المرأة الصينية، وقد مكّْن التعليم النساء من دخول المجتمع والمجالات التخصصية التي كانت في السابق مقتصرة على الرجال. ويكفي هنا أن نشير إلى أن الجنس اللطيف يمثل نحو ثلث عدد الدبلوماسيين الصينيين في الخارج. اليوم، المرأة الصينية أكثر جمالا وثقة بالنفس ونباهة. إنها امرأة تشكلَ مفهومها للجمال عبر خمسة آلاف عام، كما أنها تأخذ من الثقافات الأجنبية أفضل ما فيها. وقد تألقت خبرتها في الجمال مع مسيرة الإصلاح والانفتاح في الصين، من السعي إلى البساطة إلى تطوير الشخصية الفردية.

 

(عدد مارس 2010، مجلة الصين اليوم)

 

شبكة الصين / 11 مارس 2010 /



     1   2   3  




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :