الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الصينيات على سلم الجمال (صور)


حسين إسماعيل

فستان تشيباو يبرز جمال المرأة

يتحدث العالم عن صعود الصين، وأثره، الإيجابي أو السلبي، على النظام الدولي والسياسات العالمية، إلى آخر ذلك من أحاديث السياسة والاقتصاد. ولكن جانبا من هذا "الصعود" يحظى باهتمام قليل، مع أنه يعكس بصورة رائعة التطور الذي شهدته الصين، ليس منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح فقط في نهاية سبعينات القرن العشرين وإنما منذ بدايته. إنه صعود المرأة الصينية، في مظهرها ولباسها وذوقها ومكانتها الاجتماعية. المرأة الصينية التي كانت محقرة مهدرة الكرامة والمكانة في ظل مجتمع الصين الإقطاعي البائد، تحظى حاليا بمكانة عالية في المجتمع الصيني الحديث. لم تعد المرأة الصينية تمضي حياتها خاضعة لثلاثة رجال، وفق القول الصيني التقليدي؛ لأبيها ثم زوجها ومن بعد ذلك ابنها. إن ما تحقق من مكاسب للمرأة في مجتمع ذكوري تقليدي مثل الصين ثورة هائلة، ولكنها مكاسب دفعت ثمنها وتحملتها أجيال من نسوة الصين. إنني هنا أختار وجها فريدا يعكس تطور مكانة المرأة الصينية، ألا وهو مظهرها ولباسها الذي جعلها تقف في مقدمة جميلات العالم، فملكة جمال العالم سنة 2007 كانت الصينية تشانغ تسي لين. وفي أوائل سنة 2009 اختارت مجلة "20 دقيقة" الأسبانية السيدة جيانغ يو، الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ضمن أجمل أربعين أنثى في العالم. ودخلت الصينيات عالم عارضات الأزياء. ومن نافلة القول أن من بينهن حاليا سيدات أعمال ووزيرات ونابغات في كل مجال.

جيانغ يو، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية

عندما وصلتُ بكين أول مرة سنة 1992، وكان قد مضى على انتهاج سياسة الانفتاح نحو أربع عشرة سنة، لفت انتباهي التنوع الذي يخلو من التناسق في لباس نسوة بكين، فبعض منهن، وخاصة من جيل الوسط والمسنات، يلبس "بدلة ماو" والبعض يلبس ملابس مقلدة للأزياء الشائعة في أوروبا والغرب عموما، والبعض الثالث يرتدي مزيجا من هذا وذاك، بنطال "ماوي" مع بلوزة أو تي شيرت، أو بنطال جينز مع جاكيت "ماوي". كان مشهد الفتيات الشابات وهن يمشين متعثرات في الحذاء العالي الكعب يثير الضحك والشفقة. كانت صرعة الموضة وتقليد نساء الغرب في اللباس والزينة عاتية. كنت ترى المرأة تضع صبغات وجه وشعر وشفاه لا تناسق بينها وتخلو من الذوق، وترتدي ملابس بألوان متنافرة. كانت حقا مرحلة تحول اجتماعي جارف وكان لباس ومظهر المرأة الصينية أحد تجليات هذا التحول، كان فصلا في قصة طويلة لتحرر وتقدم المرأة الصينية. قصة بدأت فصولها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، في نفس الفترة الزمنية تقريبا التي بدأت فيها حركة تحرر المرأة المصرية والتحاقها بالمدارس ونيلها حق التعليم مع رائدات الحركة النسائية في مصر، نبوية موسى وملك حفني ناصف ولبيبة هاشم ثم هدى شعراوي وغيرهن.



1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :