الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الصينيات على سلم الجمال (صور)


تشانغ تسي لين، ملكة جمال العالم سنة 2007

لقد أحدثت سياسة الإصلاح والانفتاح تغيرات هائلة في المجتمع الصيني، كما أنها أيقظت الإدراكات الجمالية للمرأة الصينية. ونقول "أيقظت"، لأن المرأة الصينية هجرت أنوثتها حوالي ثلاثة عقود، بعد قيام الصين الجديدة، ولكن أنوثتها وجمالها ظلا باقيين في سبات يتحينان فرصة النهوض. والحقيقة أن كتب التراث الصينية تشتمل على معايير جمال المرأة، فقصيدة بعنوان "الطاووس يطير نحو الجنوب الشرقي"، عمرها أكثر من مائتي سنة، تحدد جمال الأنثى كما يلي: "الأنامل ناعمة نحيلة، بياضها مثل بياض البصل الأخضر، شفتاها الحمراوتان الرطبتان مثل حجر كريم ثري الألوان، خطواتها سريعة رشيقة". وفي الصين القديمة كان مقياس جمال المرأة أن يكون الخصر نحيلا مثل الصفصاف، والفم مثل حبة الكرز الصغيرة، وأنت تكون خجولة منكمشة ومتمنعة أمام الغرباء. كان ينبغي للمرأة، لكي تعتبر جميلة، أن تكون ذات قوام رشيق ورقيق، بشرتها بيضاء مثل الثلج وخصرها لين طري مثل الحرير وحواجبها سوداء مثل ريش طائر الرفراف، وأسنانها ناصعة البياض مثل أصداف البحر.

سوق كبيرة لمستحضرات التجميل في الصين

كانت حرب الأفيون الأولى أول مواجهة مباشرة بين الصين والغرب. قبلها لم يكن الصينيون، يعرفون عن الغرب شيئا. بعدها فرضت ظروف المعيشة دخول المرأة معترك الحياة. كان زي المرأة العادية في تلك الفترة بسيطا وعمليا، مصمما ليناسب العمل اليومي الشاق، وليس وفقا لاعتبارات جمالية. كانت النساء الوحيدات اللاتي يمكنهن السعي إلى الجمال من خلال الموضة هن نساء الأسر الثرية ذات الوضع المستقر ومستوى المعيشة المرتفع نسبيا، مثل نساء العائلات الحاكمة وكبار المسؤولين الحكوميين والأثرياء. وبعد فترة الاضطرابات التي شهدتها الصين ما بين حرب الأفيون الأولى وثورة 1911، بدأ النضال الحقيقي للمرأة الصينية من أجل حقها في التعليم والعمل وحرية الزواج. كان الملبس التقليدي للمرأة في تلك الفترة "تشيباو"، وهو فستان طويل بياقة عالية ومشقوق من الجانبين من أسفل. تطور تشيباو مع تغير العصور، وصار مناسبا أكثر بعد أن اشتمل على عناصر من الملابس بأسلوب قومية هان. صار تشيباو الجديد المحكم الضيق يكشف مفاتن الجسد. وفي الفترة من عشرينات حتى أربعينات القرن العشرين، تأثرت النساء في العديد من المراكز الحضرية مثل بكين وشانغهاي بالمفاهيم الغربية في نمط الحياة والمكياج واللباس وتصفيف الشعر. وصارت شانغهاي المدينة الصينية الأكثر تغريبا وموضة، واشتهرت حول العالم بأنها "باريس الشرق".

كان قيام الصين الجديدة علامة فارقة في حياة المرأة الصينية، من حيث مكانتها ومظهرها وأنوثتها. في أوائل خمسينات القرن العشرين، شجعت الحكومة النساء على الخروج إلى العمل. ومازالت مقولة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ: "الزمن تغير، واليوم الرجل والمرأة متساويان" ترن في الآذان. وفي غمرة الحماسة الثورية، رفضت النساء في تلك الفترة المعايير التقليدية للجمال الذي يقوم على المظهر واللباس والزينة، وآمنت بأن الجمال الحقيقي يشكله الطموح إلى المُثل العليا النبيلة والنقية للثورة والبناء والاستقلال.



     1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :