الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

صحيفة تشرين السورية: دور مشروع لقيادة الاقتصاد العالمي..الصين بين الأمس واليوم


وعندما هب الشعب الجزائري للنضال ضد الاستعماريين الفرنسيين وأعلن حكومته الثورية المؤقتة، اعترفت الصين بها وأيدتها منذ اليوم الأول تماماً، وعلى نحو مماثل، كانت الصين من بين البلدان الأولى التي ساعدت ودعمت المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ ابتداء كفاحها المسلح، وكانت الصين الدولة التي قدمت الدعم الأكبر والحاسم للنضالات التحريرية في موزامبيق وزمبابوي، وفي أكثر من مناسبة تكلم ماو تسي تونغ شخصياً جهاراً تأييداً للأمريكيين الأفارقة ضد العنصرية وأصرت الصين على أن يزورها وفد من حزب الفهد الأسود بقيادة نيوتن قبل ستة أشهر من زيادة نيكسون، وكما قال رئيس زيمبابوي لزملائه القادة الأفارقة في قمة الصينية- الأفريقية الأولى التي انعقدت في أثيوبيا في كانون الأول 2003: كانت سياسات الصين على الدوام مؤيدة لأفريقيا ومؤيدة للعالم الثالث ومعادية للإمبريالية ومعادية للهيمنة. وعندما انهار الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية في أوروبا الوسطى والشرقية، كانت الصين من توجهت إليها كوبا الاشتراكية لمساعدتها في اجتياز الفترة الخاصة، ومع قوة الصين الاقتصادية المتزايدة باستمرار، باتت قادرة على توفير دعم مادي متزايد لتلك البلدان التي تتطلع إلى الوقوف ضد الامبريالية من أجل استقلالها، مثل فنزويلا والأكوادور وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبيلوروسيا، وليس من دون سبب أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز عند وصوله إلى الصين في أيلول 2008: «نحن على أرض ماو تسي تونغ وأعبر عن احترامي له، أنا ماوي». ‏

رداً على الدعم الصيني للكوريين، أرسلت الولايات المتحدة أسطولها السابع إلى بحر الصين الجنوبي لتمنع جيش التحرير الشعبي من تحرير جزيرة (إقليم) تايوان الصينية، وتظل إعادة توحيد تايوان مع البر الرئيس العمل الأخير غير المنتهي لقضية التحرر الوطني الصينية التي بدأت مع النضال ضد الغزاة البريطانيين وتجار المخدرات في عام 1840، وحافظت الولايات المتحدة على الحصار والحظر الاقتصادي من عام 1950 إلى 1972، ومنذ عام 1949 حتى يومنا هذا، تسعى الإمبريالية إلى إرسال قوات لغزو وإنهاك حدود الصين، من الحربين في كوريا وفيتنام، إلى تحريض إرهابيين في المناطق الحدودية للتبت وشينجيانغ، إلى محاولات تطويق الصين بقواعد عسكرية معادية تحت ذريعة «الحرب على الإرهاب» إلى الانتهاكات الدائمة التي تمارسها الطائرات وسفن التجسس الأمريكية في بحر الصين الجنوبي. ‏

وفي حين لا تبحث الصين عن نزاع مع أية دولة، بل تبحث عن الصداقة والتعاون والتجارة متبادلة الفائدة، إلا أن جمهورية الصين الشعبية لم تسكت أبداً عن أي تدخل من أي بلد إمبريالي، فالصين مستقلة حقاً، الصين محررة حقاً، وقضايا الصين يقررها ويديرها حقاً الصينيون أنفسهم. ‏

على الرغم من التآمر الإمبريالي نجح الصينيون بفضل جهدهم الكبير في بناء بلدهم عملياً من لا شيء، ولاحظ فيديل كاسترو في حفلة رسمية بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الجمهورية الشعبية، في هافانا في 29 أيلول 1999: ‏

«وحدها الاشتراكية تستطيع إطعام 1.25 مليار صيني، وإعطاءهم المسكن وتلفزيوناً لكل أسرة صينية، والعديد من السلع المنزلية الأخرى، وخصوصاً المصادر الأساسية للحياة، ويعني هذا بكلمة أخرى أن ذلك البلد يطعم نحو 22 بالمئة من سكان العالم بسبعة بالمئة من الأراضي الزراعية في العالم.. لقد مر البلد بفترات من الجوع تحت هيمنة الإقطاعيين والرأسمالية، متحالفاً دوماً مع الاستعمار والقوى السائدة، عندما كان عدد السكان 400 أو 500 مليون فقط. ‏

واليوم ازداد عدد السكان ثلاث مرات وتم محو الجوع إلى الأبد. ‏



     1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :