الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

صحيفة تشرين السورية: دور مشروع لقيادة الاقتصاد العالمي..الصين بين الأمس واليوم


نشرت صحيفة تشرين السورية مقالا كتبه مشيل منير تحت عنوان "دو رمشروع لقيادة الاقتصاد العالمي..الصين بين الأمس واليوم" 12 نوفمبر.

 

في 1 تشرين الأول من هذا العام حلت الذكرى الستون لقيام جمهورية الصين الشعبية. ويمثل ا تشرين الأول 1949 في تاريخ الصين الحديث اللحظة التي تحول فيها الليل إلى نهار، عندما أشرقت الشمس الحمراء في الشرق، وأرسلت أشعتها التي طردت إلى الأبد ظلام الجوع والإذلال والاستعباد.

على الرغم من أن الحضارة الصينية إحدى أقدم الحضارات في تاريخ البشرية، إلا أن تاريخ الصين الحديث يبدأ في عام 1840 تقريباً، ففي ذلك الوقت ترك الحكام الإقطاعيون البلد تحت رحمة كل قرصان ووغد أمبريالي جشع، ومع حرب الأفيون الأولى في أعوام 1840-1842، قادت الإمبراطورية البريطانية الهجوم لاستعباد الصين وتقسيمها، وفي خطابه في 1 تموز 2001، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وصف الأمين العام للحزب حينذاك جيانغ زي مين تلك الفترة التي تنازل الحكام الإقطاعيون فيها عن الحقوق السيادية للبلد بشروط مذلة، وسقط المجتمع كله في فوضى محكمة مطلقة سببتها الحروب، وأصبح البلد مفقراً وضعيفاً وعانى الناس الجوع والبرد. ‏

وفي مواجهة الوضع المروع، خاض الشعب الصيني نضالاً بطولياً بعد آخر وضحى الملايين بحياتهم، وجاهد المتنورون للعثور على طريقة لتجديد البلد وانتشال جماهير الشعب من وضعها البائس، ولكن جميع هذه المحاولات انتهت بالإخفاق، وعاد الأمل مع راية الاشتراكية. ‏

أوجز ماو تسي تونغ القائد الكبير للشعب الصيني هذا المنعطف التاريخي بأسلوب مميز: «منذ هزيمة الصين في حرب الأفيون عام 1840، واجه التقدميون الصينيون صعوبات لا تعد ولا تحصى في بحثهم عن الحقيقة من البلدان الغربية...» ‏

«حطم العدوان الإمبريالي الأحلام الأساسية للصينيين حول التعلم من الغرب، كان أمراً غريباً جداً: لماذا يقترف المعلمون دوماً عدواناً ضد تلميذهم؟ تعلم الصينيون الكثير من الغرب ولكنهم لم يتمكنوا من تفعيله وكانوا عاجزين عن تجسيد مثلهم، وانتهت بالإخفاق نضالاتهم المتكررة، ومن ضمنها حركة شملت البلد كله هي ثورة عام 1911، وازدادت الظروف في البلد سوءاً يوماً بعد يوم، وباتت الحياة مستحيلة، برزت شكوك وتزايدت وتعمقت، وهزت الحرب العالمية الأولى الكرة الأرضية، وأنجز الروس ثورة تشرين الأول وأنشأوا أول دولة اشتراكية في العالم، تحت قيادة لينين وستالين... ثارت فجأة كالبركان الطاقة الثورية للبروليتاريا الكبيرة وشغيلة روسيا، الكامنة حتى الآن وغير المرئية من قبل الأجانب، وبدأ الصينيون والعالم كله يرون الروس في ضوء جديد، عندها، وعندها فقط، دخل الصينيون عصراً جديداً كلياً في تفكيرهم وحياتهم، وجدوا الماركسية اللينينية، الحقيقة الملائمة عموماً، وبدأ وجه الصين يتغير. (ماو تسي دونغ) «حول ديكتاتورية الشعب الديمقراطية، في إحياء الذكرى السنوية الثامنة والعشرين للحزب الشيوعي الصيني»، 30 حزيران 1949. ‏

هنا تكمن الأهمية الكبرى للثورة الصينية التي انتصرت في عام 1949، فقد مثلت التمدد الحاسم لثورة تشرين الأول إلى القارة الآسيوية، ومع ولادة جمهورية الصين الشعبية، نشأ معسكر كبير وقوي وموحد للاشتراكية والديمقراطية الشعبية يمتد بلا انقطاع من برلين إلى شانغهاي ويشمل ثلث الكرة الأرضية. ‏

ووقفت الصين بثبات، طوال العقود الستة الماضية، إلى جانب المظلومين الذين يناضلون من أجل تحررهم، فبعد عام من قيام الصين الجديدة، أرسلت متطوعي الشعب الصيني لدعم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في معركة حياة أو موت ضد الامبريالية الأمريكية، ودفع مئات الآلاف حياتهم، ومن ضمنهم ابن ماو تسي تونغ، وبعد ذلك، عندما كان الشعب الفيتنامي يخوض حربه المشروعة ضد العدوان الأمريكي، أرسلت الصين بحذر آلافاً عديدة من الجنود للدفاع عن الخطوط الحديدية وإدارتها وإصلاحها في شمال البلاد ولتزويد الدفاعات الجوية بالرجال، ليحرروا بذلك رفاقهم في السلاح الفيتنامي كي يتجهوا جنوباً إلى الجبهة. ‏



1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :