الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
صحيفة الاخبار: مؤتمر شرم الشيخ يبحث ركائز التنمية والسلام والامن في القارة الافريقية
وقد يتساءل البعض، ولماذا تقوم الصين بذلك؟! ولماذا تبذل هذا الجهد المكلف لمساعدة وتنمية الدول الأفريقية ؟!
والإجابة واضحة وبسيطة، وتتلخص في كلمتين اثنتين وهما تحقيق المصلحة الصينية، المتمثلة في فتح أسواق لمنتجاتها المتعددة، والترويج لسلعها ومنتجاتها، وربط دول القارة الأفريقية بها اقتصاديا، بالإضافة إلي ما يحققه ذلك من مكاسب سياسية تحسب لها بالإيجاب علي الساحة الدولية.
ومن الطبيعي أن تسعي الصين لذلك بوصفها قوة اقتصادية وسياسية بازغة علي الساحة الدولية، تسعي لتأكيد مكانتها ووجودها المؤثر والفاعل علي هذه الساحة، خاصة وأن هناك صراعا عالميا بين القوي الاقتصادية الكبرى في العالم على الأسواق الأفريقية، وعلي الاستثمار في أفريقيا، وعلي الاستفادة من الكنز الهائل الذي تختزنه الأراضي والثروات الطبيعية الأفريقية من بترول، وغاز، ومعادن استراتيجية، بل وأيضا مصادر للطاقة المتجددة والمياه والأراضي الزراعية.
ومن هنا، لم يكن غريبا ولا مفاجئا ذلك الحرص والتركيز الشديد والواضح الذي توليه الصين للتعاون الاقتصادي مع القارة الافريقية،...، ومن هنا ايضا ولأسباب كثيرة كان الحرص الصيني الكبير والواضح علي ان يكون تعاونها وشراكتها مع القارة الافريقية امتدادا لصداقتها وعلاقاتها المتميزة مع مصر باعتبارها الدولة ذات التأثير والثقل والوزن في القارة الافريقية وباعتبارها ايضاً تتمتع باحترام ومكانة متميزة لدي كل دول القارة.
وفي هذا الخصوص التقت الرغبة الصينية في التعاون الشامل مع افريقيا، مع الرغبة المصرية في فتح كل الطرق المؤدية الي التنمية بالقارة الافريقية، والاستعانة بكل الدول ذات القدرة الاقتصادية الكبيرة مثل الصين للمساهمة في تحقيق هذا الهدف.
وقد ساعد علي هذا التلاقي والتوافق في الرؤي العلاقات المتميزة التي تربط مصر والصين، والصداقة والتفاهم القائمان بين القاهرة وبكين، والمبني علي تراث تاريخي قديم، حيث ان مصر هي أولي دول القارة الافريقية التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية منذ أكثر من نصف قرن من الزمان،...، وهو ما أكده الرئيس مبارك في كلمته الافتتاحية بالمنتدي يوم الأحد الماضي، مع بداية العام العاشر لانطلاقه، مرسيا دعائم مرحلة جديدة للعلاقات بين الصين وافريقيا، لتحقيق تطلعهما المشترك للسلام والأمن والتنمية.
وفي هذا الإطار، لعله من المهم أن نعرف أن هذا المنتدي تأسس في عام 2000 ومع بداية الألفية الثالثة، واتفق علي عقد جلساته كل ثلاث سنوات، وأول قمة له عقدت في بكين عام 2006، وفيها تم اعتماد خطة عمل واضحة لتعزيز التعاون بين الصين وافريقيا، كما اتفق أيضا علي برنامج عمل شامل يتضمن مشروعات محددة في مجالات الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي، ومشروعات البنية الأساسية، كما اتفق علي خطوات ملموسة لزيادة المساعدات الاقتصادية، وفتح الأسواق الصينية لزيادة المساعدات الاقتصادية، وفتح الأسواق الصينية أمام السلع الافريقية، وكذلك تخفيض الديون وتخفيف عبئها علي الدول الافريقية، وزيادة التعاون والاستثمار في مجال التعليم والصحة والبيئة وغيرها من المجالات.
والمتابع لخطاب الرئيس مبارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي حضرها رئيس وزراء الصين، وعدد كبير من الرؤساء والزعماء الأفارقة، وبالذات من دول حوض النيل، يجد ان الرئيس قد حدد الهدف من لقاء شرم الشيخ بوضوح، حيث قال أننا نلتقي كي نؤكد التزامنا بالمباديء التي ارتضيناها اساسا لشراكتنا، ونقوم بتقييم ما حققناه منذ قمة بكين وحتي اليوم،.... وايضا، كي نضع معالم تحركنا خلال المرحلة المقبلة.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |