النص الكامل للمؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الدولة الصيني في مصر

5 - الجزيرة: غالبا ما تدعى الصين انها صديق موثوق به لافريقيا، لكن الدول الغربية تتهم الصين بممارسة استعمار جديد يستهدف النفط الافريقى والسوق الأفريقية على اساس ان الصين تسعى الى توسيع نفوذها من خلال المشاركة بنشاط فى الشئون الافريقية. كما وجدنا ان الاستثمارات فى أفريقيا والواردات منها تتركز على النفط والمواد الخام، لكن الصين تقوم بتصدير السلع المصنعة الى افريقيا. ما تعليقكم على هذه الانتقادات؟ ومتى سيتم تغيير هذا النموذج فى التعاون بين الصين وافريقيا؟ ومتى تستثمر الصين فى القطاع الصناعى الافريقى، والتكنولوجيا الجديدة، والقطاعات الصناعية الجديدة بدلا من التركيز على البنية التحتية، والزراعة؟

اما سؤالى الثانى فهو: ان الدول الافريقية تدعم الصين فى الساحة الدولية دون اى تحفظ، وتلتزم بسياسة صين واحدة، ولا تقوم بتطوير علاقات رسمية مع تايوان. ومع ذلك، وجدنا ان الصين ترفض احيانا منح الدعم الكامل لافريقيا. مثال على ذلك عندما طرح قرار مجلس الامن الدولى حول السودان للتصويت عام 2005، لم تصوت الصين عليه. وبناء عليه استطاعت المحكة الجنائية الدولية ان تصدر قرار بمحاكمة الرئيس السودانى عمر البشير.

ون: لقد اجبت بالفعل على سؤالك الاول، لكننى اريد ان اضيف بعض الكلمات. اننا نرى ان الدعم بين الصين وافريقيا متبادل. ففى الوقت الذى كانت فيه افريقيا تناضل من اجل الاستقلال دعمتها الصين، كما دعمت الدول الافريقية المستقلة الصين فى استعادة مقعدها الشرعى فى الامم المتحدة. وهذا ما يدعونا عادة الى القول بان اشقاءنا وشقيقاتنا الافارقة هم الذين حملوا الصين الى الامم المتحدة. وبتعبير اخر، اننا نشعر اننا مدينون للشعوب الافريقية. وانا عادة اقول انه يجب على المرء ان يتذكر دائما بامتنان المساعدات التى يتلقاها من الاخرين، بينما يجب ان ينسى المساعدات التى يسديها هو الى الاخرين. ان مساعداتنا وتعاوننا مع افريقيا خالية من الغرض، وغير مرتبطة بشروط سياسية. وهذا واضح أمامكم جميعا. وفى تعاوننا ومساعداتنا لافريقيا على مدار السنوات، ركزنا على تنمية البنية الاساسية، وتوثيق التعاون فى الزراعة، والتعليم، والصحة، والبرامج الاجتماعية، باعتبار ان ذلك هو ما تحتاجه الشعوب الافريقية. واستطيع ان اذكر لك مثالا، لقد انشأنا اجمالى 3300 كم من الطرق، و 2200 من خطوط السكك الحديدية، ونساعد افريقيا حاليا فى بناء شبكات الاتصالات. وقد ارسلنا عددا كبيرا من الفرق الطبية الى افريقيا، وساعدوا فى علاج المرضى الافارقة، و بعضهم فقد حياته ودفن فى هذه القارة القديمة. ان الهدف النهائى لمساعداتنا وتعاوننا مع افريقيا هو تدعيم قدرة الدول الافريقية على التنمية الذاتية. وهذا ما يجعلنا نولى الأولوية للتنمية، واستخدام الموارد المعدنية، والصناعة التجهيزية للمواد الخام، وهى المجالات التى تتمتع فيها افريقيا بمميزات نسبية.

ومن بين المشروعات التى تجرى حاليا لتنفيذ الاجراءات الثمانية التى وعدنا بها فى عام 2006، حوالى 1600 مشروع ترتبط بالصناعات المعالجة، مثل المشروع المشترك لتنمية مناجم النحاس فى زامبيا الذى وفر الكثير من الوظائف للسكان المحليين. اذا قمتم بزيارة الى مراكز التدريب فى شركة ((هواوى)) للتكنولوجيا فى مصر ونيجيريا وجنوب افريقيا، ستجدون انها توظف عدد كبير من السكان المحليين ممن ليسوا فقط على مهارة عالية لكنهم يتحدثون اللغة الصينية ايضا. فى مساعداتنا وتعاوننا مع افريقيا، سنواصل تحسين سياسة الاجراءات، بالتركيز الاكبر على التدريب وبناء القدرات و المسئولية الاجتماعية المشتركة.

اما نقدك للصين فيما يتعلق بقضية السودان فلا اساس له من الصحة. وبالاضافة إلى ذلك، اريد ان اؤكد ان موقف الصين من اصلاح مجلس الامن الدولى متسق وواضح المعالم. ومن الضرورى ان يزيد مجلس الامن الدولى من كلمة وتمثيل الدول النامية، خاصة الدول الافريقية. وفعلنا الكثير لتحقيق هذا الهدف.