الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

جريدة الشرق الأوسط السعودية: العلاقات العربية الصينية في 60 عاما


نشرت جريدة الشرق الأوسط السعودية مقالا يوم 10 أكتوبر الجاري بمناسبة الذكري الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية ومرور ستين عاما علي العلاقات الصينية العربية بعنوان العلاقات العربية الصينية في 60 عاما بقلم د. جعفر كرار أحمد وفيما يلي نص المقال:

تحتفل جمهورية الصين الشعبية هذه الأيام بالذكرى الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وتصادف هذه الذكرى المهمة أيضا مرور ستين عاما على إقامة العلاقات الصينية العربية، وهي ذكرى عزيزة على كل المهتمين بالعلاقات الصينية العربية والحريصين على تطورها وازدهارها، وسنحاول في هذا المقال الذي خصصناه لهذه المناسبة المهمة أن نتتبع العلاقات بين الأمتين الصديقتين خلال هذه الفترة الطويلة متطرقين إلى محطاتها الرئيسية والمهمة منذ أكتوبر 1949م وحتى يومنا هذا، مستشرفين مستقبلها والتحديات التي تواجهها.

في حقيقة الأمر تشير كثير من الدراسات التي صدرت داخل وخارج الصين ومذكرات بعض المفكرين والسياسيين الصينيين ووثائق الحزب الشيوعي الصيني إلى اهتمام مبكر للصين بالعالم العربي، وذلك منذ تأسيس الحزب الشيوعي الصيني 1921م.. فبعد شهور قليلة من تأسيس الحزب الشيوعي الصيني بدأ قادته يتلمسون استراتيجية حزبهم الأممية الجديدة والتعرف على العالم الخارجي، حيث تشير أدبيات الحزب خلال الفترة من 1930م ـ 1949م إلى اهتمام مبكر بالمنطقة العربية، حيث نبه ماو إلى أن المنطقة العربية مسرح للصدام بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، مضيفا أن «سيطرة أي قوة معادية على منطقة الشرق الأوسط ستحدد مصير العالم وكذلك مستقبل الصين كبلد مستقل».

وبنهاية الأربعينات وبداية الخمسينات أصبحت نظرية ماو حجر الزاوية في سياسة الصين في الشرق الأوسط. وبالرغم من أن تغيرات كثيرة قد طرأت في سياسة الصين تجاه هذه المنطقة فإن صدى نظرية ماو تجاه الشرق الأوسط لا يزال يسمع هنا وهناك، هذا في وقت كانت فيه القوة الشعبية في العالم العربي تتابع وتدعم النضال البطولي للشعب الصيني نحو الانعتاق والتحرر، وتابعت هذه القوة بتعاطف كبير النضال ضد الغزو الياباني للصين والمسيرة الكبرى، وتشير الوثائق إلى ذلك الاستقبال الرسمي والشعبي الحار الذي لقيه وفد صيني بقيادة الحاج عيسى ماوو لنغ زار عددا من الدول العربية خلال الفترة من ديسمبر 1937م ـ يونيو 1940م، وقد جاء الوفد لحشد تأييد ودعم الشعوب والحكومات العربية لنضال الشعب الصيني في مواجهة الغزو الياباني.. وقد حصل الوفد الصيني على دعم عربي رسمي من مصر والمملكة العربية السعودية وغيرهما من الدول العربية التي زارها، ودعما شعبيا تمثل في مقاطعة الشعوب العربية للبضائع اليابانية كشكل من أشكال التضامن العربي مع الشعب الصيني، بل إن مصر الرسمية تضامنا مع القوة الوطنية والديمقراطية في الصين أوقفت تصديرها للقطن المصري طويل التيلة لليابان، وذلك عام 1938م، وكانت مصر في تلك الفترة تصدر 60% من قطنها لليابان.



1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :