الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
سفير سورية السابق: الدول العربية تعتبر الصين دولة صديقة (صور)
المواطن الصيني العادي يشعر بتحسن ملموس في مستوى معيشته
الصين اليوم: كيف ترى السياسة الخارجية للصين تجاه الدول العربية، وخاصة سورية؟
السفير خير الوادي: أولا نتمنى أن تكون السياسة الصينية تجاه العرب والقضايا العربية أكثر حضورا وأكثر فعالية. بالتأكيد الصين تعلن دعمها العام للقضايا العربية المشروعة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتقدم المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، ولكن عندما نبدأ النظر في تفصيلات الموقف الصيني إزاء القضية الفلسطينية على سبيل المثال، نرى أن السياسة الخارجية الصينية إزاء الشرق الأوسط تتفادى طرح المبادرات الخاصة والدخول في تفصيلات التسوية السياسية في الشرق الأوسط، وتعلن تأييدها لمبادرات ليست بعيدة عن السياسة الأمريكية. والملاحَظَ أن سياسة الصين تجاه الدول العربية ليست واحدة، بل هي تميز بين الدول العربية الثرية وغير الثرية. وهذا الأمر أعطى انطباعا بأولوية المصالح في السياسة الخارجية الصينية على الأيدلوجية والمبادئ.
بالنسبة لسورية، الصين تعلن دعمها لحق سورية في استرجاع الجولان السوري المحتل، كما تؤكد حرصها على تطوير علاقات التعاون مع سورية، وقد نمت العلاقات بين سورية والصين بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري من نحو مائة مليون دولار أمريكي في عام 2000 إلى أكثر من ملياري دولار أمريكي العام الماضي. وتوسعت العلاقات بين البلدين لتشمل مجالات جديدة وتعمقت أواصر الصداقة بين الشعبين.
الصين اليوم: كيف تقيّْم السياسة الخارجية العربية تجاه الصين؟
السفير خير الوادي: هناك أولا قاسم مشترك للسياسة العربية تجاه الصين، وهو أن الدول العربية تعتبر الصين دولة صديقة، وتحرص على تطوير علاقات التعاون والصداقة معها. فالدول العربية كلها، مثلا، تتمسك بسياسة الصين الواحدة، كما أنها تفتح أسواقها أمام السلع الصينية وتشجع على التجارة مع الصين، و توفر فرصا للشركات الصينية للعمل فيها. ولكن لا بد من الإشارة إلى أن هناك بعض الأصوات التي بدأت تبرز من الجانب العربي والتي تتحدث عن خلل كبير أصاب العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، ويكمن هذا الخلل في عدم التوازن في الميزان التجاري وكذلك في الطبيعة السلعية للتعاون الاقتصادي، و في التركيز الصيني على المشروعات المتعلقة بمجالات الطاقة، مع تلافي الاستثمار في المشروعات التي تساعد على التنمية العامة في بعض الدول العربية في مجالات غير الطاقة.
الصين اليوم: قبل فترة عقد في بكين اجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني، كيف ترى تجربة هذا المنتدى، وماذا أضاف للعلاقات الصينية العربية؟
السفير خير الوادي: منتدى التعاون الذي تأسس في عام 2004 أعطى دفعة قوية للعلاقات المتعددة الأوجه بين الدول العربية والصين. فهذا المنتدى أسس لأول مرة آليات محددة لتطوير العلاقات، وللتنسيق المشترك في المواقف السياسة بين الصين والدول العربية. وخلال هذه السنوات الست التي مرت على تأسيس المنتدى نستطيع القول بأن هذا المنتدى قد بات عاملا فعالا في دفع العلاقات العربية الصينية. وبالتأكيد لا بد الآن من التفكير في تطوير الآليات التي تم الاتفاق عليها في البيان التأسيسي ولابد من الانتقال إلى مرحلة أكثر جدية في تنفيذ ما يتفق عليه الطرفان خلال مؤتمرات المنتدى، فالغالب أن هذه البيانات وخاصة في مجالات الاقتصاد والثقافة والإعلام تبقى في معظمها دون تنفيذ. لابد من إيجاد آليات للمتابعة والإشراف على التنفيذ، ومن الممكن التفكير في تأسيس أمانة عامة مشتركة لمنتدى التعاون العربي الصيني تكون متفرغة لهذه المهمة، كما لا بد من رصد الأموال الخاصة لتمويل أنشطة المنتدى.
الصين اليوم: عشت سنوات في الصين وكنت شاهدا على أحداث مهمة شهدها هذا البلد، ومنها استضافة الأولمبياد والقمة الصينية الأفريقية، هل ترى في التجربة التنموية الصينية ما يمكن أن يفيد منه العرب أم أن واقع وظروف الجانبين تجعل كلا منهما حالة خاصة؟
السفير خير الوادي: التجربة الصينية لها وجهان، وجه محلي مرتبط بخصائص صينية، ووجه عالمي ودولي. وقد أكدت التجربة الصينية أنه لنجاح الإصلاح لابد من توفر ما يلي: أولا، وجود التفاف شعبي يحمي التجربة ويضمن لها النجاح. ثانيا، ضرورة الابتكار والإبداع الفكريين المستمرين كي تبقى التجربة مواكبة لمسيرة التطور وروح العصر. النقطة الثالثة، وضع أهداف طويلة المدى وقابلة للتنفيذ. وهذا الأمر هام للحفاظ على مصداقية الإصلاح. من جانب آخر لابد من دراسة الأخطاء والسلبيات التي وقعت فيها التجربة الصينية، لتفادي تكرارها والوقوع فيها. ولابد من التحذير من النقل الحرفي للتجربة الصينية. فهذه التجربة جاءت متلائمة مع ظروف الصين، والظروف العربية تختلف جذريا عن الواقع الصيني. وأية تجربة للتطور الاجتماعي والسياسي هي بالدرجة الأولى وليدة الواقع الذي نبتت فيه، فسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية جاءت لتُخرج الصين من عزلتها ولتطور الهياكل الاقتصادية التي وقفت حجر عثرة أمام انطلاق الاقتصاد الصيني. ونحن بحاجة ماسة إلى دنغ شياو بينغ عربي، يستفيد من تجارب الآخرين بما فيها التجربة الصينية، ولكنه يستلهم أفكاره من الواقع العربي تمهيدا لتغييره.
دنغ شياو بينغ، مهندس سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين
-السفير السوري يعرب عن ارتياح بلاده لمستوى العلاقات بين البلدين |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |