الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

سفير مصر الأسبق لدى الصين يدعو إلى منهج جديد للعلاقات المصرية الصينية


وأوضح السفير المصري الأسبق أنه بصفته من المهتمين بمتابعة الشئون الصينية عامة، والعلاقات المصرية الصينية بوجه خاص، وبين مدينة تيانجين وشمال غرب خليج السويس، فإنه يشعر بقدر من الارتياح للجهد الذي يبذله الوزير الدكتور محمود محيي الدين، مشيرا إلي أنه قد تابع زيارة الوزير للصين في سبتمبر 2009 ولقاءاته مع المسئولين الصينيين وخاصة في تيانجين وتشجيانغ وبكين وتصريحاته، حيث تبشر كلها بخير وتعبر عن جدية طالما افتقدناها في مجال الاستثمار وبخاصة في مجال العلاقات مع الصين.

وقال د. محمد نعمان جلال إن هذه الجدية في جهود الوزير محمود محي الدين في حاجة لثلاثة أمور لكي تؤتي ثمارها المرجوة، الأول : متابعة ما توصل إليه الوزير من اتفاقات، لأن السوابق في هذا المجال أن كثيراً من الاتفاقات كانت تعقد مع الصين ولا يقدر لها المتابعة المستمرة، ومن ثم تظل حبراً على ورق. والثاني : تجنب المنهج السابق في علاقات مصر مع الصين بعقد مذكرات تفاهم، وأذكر أنه في عهد أحد رؤساء الوزراء السابقين وقع عشرين مذكرة تفاهم بين مصر والصين مرتين الأولى وقعها في القاهرة، والمرة الثانية في بكين، وكان ذلك مثار تهكم من المسئولين الصينيين لأن مذكرات التفاهم لا تعنى سوى الرغبة والنية وهي بداية للتعامل، ولكنها لا تحقق شيئاً مذكوراً، وتحتاج لتطوير ودراسات جدوى، كما أن توقيعها مرتين كان هدفه إضفاء الأهمية على دور بعض المسئولين المصريين آنذاك.

والثالث: الحاجة لإنشاء جهاز متخصص في وزارة الاستثمار لمتابعة العلاقات مع الصين بالتحديد، لأن الصين هي القوة العالمية الصاعدة، وهي الدولة الثانية في استقبال الاستثمار الأجنبي والدولة الثالثة في تصدير الاستثمار للخارج، والدولة الرابعة في حجم السياحة الصادرة. وهذا الجهاز المتخصص ينبغي أن يضم من يجيدون اللغة الصينية ويعرفون العقلية الصينية ويفهمون في الاستثمار والاقتصاد والسياسة والثقافة. إننا نفهم أو هكذا يفترض أننا في مصر نعرف العقلية الغربية، ولكن بالتأكيد فأن معرفتنا بالعقلية الصينية وخاصة الاقتصادية محدودة.

وأشار السفير المصري الأسبق إلي أنه إذ يضع المقترحات السابقة أمام الدكتور محمود محي الدين، فإنه يعرف أنه شخصية ديناميكية ونشطة ولديه إصرار ودأب على العمل والإنجاز الحقيقي، ومن ثم فإن الأمل معقود بأن زيارته للصين في سبتمبر 2009 تمثل فاتحة حقيقية نحو تعامل جديد مع الصين بمنهج جاد ومختلف. وانه يدرك أن العقبة ليست في وزارة الاستثمار ولكن في مناخ الاستثمار، وهذا المناخ ليس مسئولية وزارة وإنما مسئولية الدولة بدء من وزارات العمل والداخلية والاقتصاد والمالية والبنك المركزي وغيرها.

وأختتم د. محمد نعمان جلال مقاله قائلا إن الصين دولة جادة ودليل هذه الجدية الإنجازات التي حققتها ليس فقط في بلادها، بل في علاقاتها مع العديد من الدول العربية والأفريقية وفي أمريكا اللاتينية. وإن المنتدى الصيني الأفريقي الذي سيعقد في شرم الشيخ في نوفمبر 2009 يقدم فرصة ذهبية لإظهار الجدية في الرغبة في التعامل مع الصين، ولدينا ثلاثة محافل لجذب الاستثمارات الصينية لمصر وهي المنتدى الصيني الأفريقي، المنتدى الصيني العربي وأخيراً الإطار الثنائي، وهذا كله كفيل، إذا توافرت الجدية من الجانب المصري، أن تصل الاستثمارات لعدة مليارات وليس لـ150 مليون دولار فقط.

 

شبكة الصين / 24 سبتمبر 2009 /



     1   2  



-سفير مصر الأسبق لدى الصين: الصين تعتمد في صعودها على القوة الناعمة (صور)
-سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة (3)

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :