الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة (2)


هذه ليست شكوى وإنما تسجيل للحقائق في حين أن الصين تحرص على استشارتي من حين لآخر في قضايا تتعلق بعلاقاتها العربية في مجالات عديدة مثل النفط أو في أوضاع تتعلق بعلاقاتها الثقافية مع العالم العربي، ويقدر الكثير من السفراء الصينيين الذين عملنا في مواقع عدة ذلك.

كما أن الصين تقدر سفراءها المتقاعدين من خلال ترشيحهم لما يسمى المسار الثاني للعمل الدبلوماسي أي المسار الفكري والثقافي غير الرسمي، كما يولونهم مناصب سياسية أو فكرية مثل المجلس الاستشاري للشعب الصيني أو معاهد ومراكز الأبحاث التي تقدم الرأي والمشورة بطريقة غير مباشرة للاستفادة من الخبرات والكفاءات التي أحيلت للمعاش بحكم السن وهذا أمر طبيعي في تعاقب الأجيال.

إن الصين تجيد الاستفادة من الكفاءات والخبرات لديها ولهذا تخصص كوادر للشؤون العربية وأخرى للشؤون اليابانية أو الأمريكية أو البريطانية أو الأسبانية أو الروسية وهكذا كوادر متعددة ومتنوعة، تعرف حضارة كل منطقة وثقافتها ولغتها، ومن ثم تجيد التعامل معها، وأن كانت بعض تلك الكوادر المثقفة حضاريا ولغويا تفتقر للخبرة والمعرفة السياسية العميقة، التي تعوضها بعد ذلك من خلال العمل في سفارات الصين بالخارج ومن خلال الدراسات والدورات التدريبية المتعددة التي تقدمها الصين لكوادرها، من أدنى مستوى حتى أعلاها بما في ذلك من يحتلون مناصب وزارية ومما يذكر أن مبعوث الصين لقضية السلام في الشرق الأوسط السفير وانغ شي جيه ومن بعده السفير وو سي كه من خيرة سفراء الصين أولهما كان أول سفير للصين في البحرين، والثاني كان سفيرا للصين في السعودية ومصر، وأيضا مبعوث الصين لدارفور في السودان السفير ليو قوي جين من المتخصصين في الشؤون الأفريقية وكان سفيرا في جنوب أفريقيا ولحسن الحظ جميعهم من أصدقائي وقد كان بيننا تعاون كبير في الأمم المتحدة وفي الصين وفي مؤتمرات دولية ومن أجل الإعداد للمنتدى الصيني الأفريقي والمنتدى الصيني العربي ومن أجل تطوير العلاقات الصينية المصرية وترتيب زيارات الرئيس مبارك للصين وزيارة الرئيس جيانغ تسه مين لمصر مرتين أثناء فترة عملي التي كانت ثلاث سنوات والنصف فقط تحققت فيها الكثير من الإنجازات.

ولعل الاستفادة بالكوادر المتخصصة هو أحد العوامل الهامة في تقدم الصين وإجادة فنون التعامل مع مختلف الدول. وهذا ما حدا بي أثناء عملي كسفير لمصر في الصين لاقتراح أن تستفيد مصر بخريجي كلية الألسن وكلية الآداب من جامعات مصر الذين يتقنون اللغة الصينية واقترحت إنشاء سجل خاص لهذه الكوادر في وزارة الخارجية لكي يكون تحت تصرف جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، وتم تنفيذ هذا الاقتراح وسعدت في إحدى زياراتي المتكررة للصين بعد ذلك كباحث في الشؤون الدولية والصينية أن التقي مع بعض هذه الكوادر، ومنها الدكتور ناصر المستشار السياحي المصري في الصين ووجدته شعلة من النشاط والفهم وأن كنت أتمنى أن يتم التوسع في الاستفادة بهذا الكوادر.

 

شبكة الصين / 13 سبتمبر 2009 /



     1   2  



-سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة
-سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة (3)

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :