الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

صحيفة سورية: الصين حكاية تاريخ عريق واقتصاد ناهض واهتمام بالثقافة


منطقة نينغشيا الذاتية الحكم

أشار تقرير الصحيفة السورية إلي أن أهم محطة في برنامج زيارة الوفد الصحفي السوري كانت هي مقاطعة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية (هوي) المسلمة وتبلغ مساحة هذه المنطقة نحو (700000) كم2 ويشكل عدد المسلمين فيها نحو 36% من عدد السكان البالغ تعدادهم ستة ملايين ومائة ألف نسمة. ‏

ووصف الكاتب عاصمة المنطقة مدينة (ينتشوان) بأنها مدينة جميلة جداً إذ تمتاز بجمال وحداثة عمارتها واتساع شوارعها، والخضرة الدائمة التي تجعل منها غابة حقيقية.. أشجارها خضراء على مدار العام رغم قلة الأمطار فيها «100 مم» ويعود الفضل في خضرتها الدائمة للنهر الأصفر ونهر أي إي ويعني حب الإسلام. ‏

ونقل الكاتب في تقريره عن مسؤولي الحزب وحكومة المنطقة والاعلاميين الذين التقاهم الوفد تأكيدهم أن الانسجام والتوافق بين مختلف أبناء القوميات مرده إلى التنمية التي تشمل الجميع على قدم المساواة، إذ قررت لجنة الحزب والحكومة على صعيد الاصلاح والانفتاح تنمية أبناء المناطق المتخلفة وإلحاقهم بأبناء المناطق المتطورة على قدم المساواة. ومنذ العام 1958 وبفضل هذه السياسة التي تم انتهاجها تضاعف الناتج المحلي لهذه المقاطعة 59 ضعفاً، إضافة إلى سياسة أفضلية لأبناء الأقليات. ‏

وأشار التقرير إلي أن أبناء قومية (هوي) المسلمة ترجع أصولهم إلى آسيا الوسطى والغربية، امتداداً من ليبيا ومصر وسورية وتركيا، وقد جاؤوا عبر طريق الحرير البري وكذلك طريق الحرير البحري الذي يمتد من القاهرة عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي وصولاً إلى الصين. ‏ وقد تكونت قومية (هوي) الصينية، عندما سمح للقوميات أن ينتسبوا إلى الجنسية الصينية. فدخلت قومية هوي المسلمة في أسرة قوميات الصين الكبيرة. وكانوا يشرحون التعاليم الإسلامية ويقومون بالتجارة والزراعة وينتشرون في البلاد ويبنون المساجد. ‏ وكان الإسلام يؤثر في قومية (هوي) نظراً لخصائص هذه القومية في البناء واللباس والطعام والشراب، وعادات الصحة والزواج والأعياد وغيرها وخاصة في الفن والثقافة، إذ جمعت مميزات الحضارة الإسلامية والصينية معاً. ‏

 

قصر الثقافة

وأفرد الكاتب مساحة في تقريره إلي قصر الثقافة قائلا: تتجلى العمارة الإسلامية في هذا الصرح الحضاري الكبير والذي تخال للوهلة الأولى أنك في (تاج محل) الصرح المعماري الشهير في الهند وقد ألحق بهذا القصر مسجد يتسع لخمسة آلاف مصلّ وتمت زخرفة السقف والجدران من قبل أبناء قومية هوي وبلاط الأعمدة والجدران هو من الفنون العربية وبخزف صيني.

وأوضح الكاتب أن قصر الثقافة يحوي مخطوطات للقرآن الكريم بخط اليد وصوراً لعلماء وأطباء وشعراء مسلمين كابن رشد والخوارزمي وعمر الخيام وغيرهم.. وصوراً لألف ليلة وليلة، ولوحات تصور طقوس أبناء قومية هوي في الأفراح والأتراح ومنزلاً يمثل سكن عائلة من عائلات الهوي، ومجسمات تمثل طرق عيشهم في المأكل والملبس وغيرها. ‏

 

التطورات الاقتصادية والاجتماعية ‏

وحول التركيبة السكانية بالمنطقة قال الكاتب إن نينغشيا يعيش فيها إلى جانب قومية هوي، قومية هان أوخان إضافة إلى 33 قومية أخرى، في الشمال الغربي من الصين، وتعتبر المنطقة أقل تطوراً من المناطق الأخرى في الصين والزراعة رغم قلة الأمطار متطورة نسبياً بفضل مياه النهر الأصفر الذي يمر بها نحو 350كم. ويبلغ الناتج المحلي نحو 110 مليارات يوان سنوياً ويزداد سنوياً بمقدار 20%. كما يبلغ متوسط دخل الفرد في الصين 4000 دولار سنوياً ودخل الفرد في نينغيشيا نحو 2300 دولار وتعمل الحكومة ولجنة الحزب على إنماء المنطقة بفضل المشاريع المباشرة بها، لتقليص الفجوة بين المناطق والمدن والأرياف وبين الأغنياء والفقراء.. مثل المزارع النموذجية التي يتم انضاج الموسم الواحد بها خلال خمسة أشهر ويصدّر إنتاجها إلى أوروبا وآسيا، وهي زراعات محمية إنتاجها من الخضر والفاكهة والأزهار إضافة إلى زراعة الفطر. ‏

وترتبط هذه المزارع بكلية الزراعة في جامعة بكين عبر الانترنت للإشراف وتقديم الإرشادات للمزارعين ومراقبة المحاصيل وتحليل الصور والبيانات واعطاء ارشادات الوقاية من الحشرات والأمراض. ويوجد في كل مزرعة غرفة للتحكم الأتوماتيكي لفتح وتغطية الحقول حسب الطقس، وغرفة تحكم بالكاميرا لمراقبة أوراق الأشجار والثمار في حال طرأ عليها أي تغيرات لإعطاء الارشادات للمزارعين لتلافيها. ‏

أما الصناعة فتشمل الطاقة والفحم والكهرباء والتعدين والكيماويات والكيمياء البترولية، ومعالجة الكشمير. ‏

وأشار التقرير إلي أن مشروع قاعدة صناعة كيمياء الطاقة في (نينغدونغ) يعتبر من أهم المشاريع الصناعية ومادة هذه الصناعة هي الفحم الموجودة في عدة حقول في المنطقة ويعتبر من أجود أنواع الفحم في العالم. وسينجز المشروع على سبع مراحل. في المرحلة الأولى يتم إنتاج الكحول من الفحم للاستخدامات الطبية وغيرها، كما تم تسييل الفحم وإنتاج المواد الكيميائية وفي مرحلة تالية سيتم إنتاج حبيبات البلاستيك ويعتبر هذا أكبر مشروع في العالم. كما سيتم تحويل الفحم إلى غاز في مراحل لاحقة لانتاج الكهرباء وتصل كلفة هذه المشاريع بنهاية 2020 نحو خمسمئة مليار يوان وسيوفر فرص العمل لنحو مئة ألف إنسان في المقاطعة ونحو (300000) فرصة عمل للمدن والبلدان الواقعة على ضفاف النهر الأصفر. ورغم الأزمة الاقتصادية التي هزت اقتصاديات العالم فإن نسبة النمو الاقتصادي في الصين هذا العام بلغت 7,1 وفي منطقة نينغشيا 7,7 أي أعلى من معدل النمو في الصين. ‏



     1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :