صحيفة سورية: الصين حكاية تاريخ عريق واقتصاد ناهض واهتمام بالثقافة

نشرت صحيفة تشرين السورية في عددها الصادر يوم 2 سبتمبر تقريرا بعنوان أسبوع في الصين.. وحكاية تاريخ عريق واقتصاد ناهض واهتمام بالثقافة وحوي التقرير ما سجله عدنان الحبيب أثناء زيارته للصين لمدة أسبوع واحد، وخاصة في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة.

واستهل الكاتب تقريره بالإشارة إلي أن جمهورية الصين الشعبية واحدة من أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، ويطلق الصينيون على بلادهم اسم «تشونغوا» وتعني البلد الأوسط وترجع هذه التسمية لأهل الصين أنفسهم، اعتقاداً منهم أن بلادهم تتوسط الكرة الأرضية.ومنذ عام 1949 عام تأسيس جمهورية الصين الشعبية دخلت البلاد مرحلة جديدة من الإصلاح الزراعي والتطوير، وتم إعطاء قسم من الأراضي الزراعية للفلاحين، وقد نجحت أولى الخطط الاقتصادية للتنمية التي أقيمت في البلاد نجاحاً باهراً وزاد الدخل الوطني بنسبة تجاوزت 9% بالإضافة للنهضة الصناعية التي قامت نتيجة لإدخال صناعات جديدة مثل الطائرات والسيارات وغيرها من الصناعات التي لم تكن موجودة من قبل. ‏

وأوضح الكاتب أن زيارة وفد من اتحاد الصحفيين في سورية للصين التي يطلق عليها سقف العالم نظراً لوجود أعلى قمة في العالم ترتفع عن سطح البحر بمقدار 8840 متراً كانت بهدف التعرف على النهضة التي تشهدها الصين على مختلف الصعد، وتنفيذاً لاتفاق التعاون المشترك بين إتحاد الصحفيين في سورية واتحاد الصحفيين لعموم الصين لدعم وتطوير الصداقة بين شعبي البلدين وتعزيز التعاون في حقل الإعلام وتنسيق الجهود والمواقف في النشاطات الإعلامية، وفي المؤتمرات الدولية وبما يضمن مصلحة المواقف المشتركة لكلا البلدين. ‏

وقال الكاتب إن محطتنا الأولى كانت العاصمة بكين، المركز السياسي والثقافي في البلاد وتقع في منطقة السهول الشمالية وقد اتخذتها العديد من الاسر الملكية الحاكمة عاصمة لها وذلك منذ آلاف السنين وعلى الرغم من الخلفية التاريخية العميقة للصين إلا أنه منذ الانفتاح السياسي والاقتصادي بدأت بكين تأخذ شكلاً جديداً فأصبح يتعانق فيها الحديث والقديم وأصبحت منافساً قوياً للمدن العالمية الكبرى. ‏ وكما في أغلب دول العالم فقد أخذت تتلاشى الأشكال المعمارية التي تميز البناء الصيني القديم، وبدأت موجة الحداثة المعمارية ترصع شوارع العاصمة بكين، هذه المدينة التي يمكن أن تكون من أنظف مدن العالم، حتى ليخجل الزائر من تدخين سيجارة واحدة في شوارعها. ‏

ومضي الكاتب يصف تفاصيل رحلتهم إلي الصين قائلا: المترجمة التي رافقتنا في جولتنا قالت: لدينا مثل يقول: من يزور الصين ولا يزور سورها، فكأنه لم يأت إلى الصين. ‏ ورد عليها رئيس وفدنا الزميل طريف حاكمي قائلاً: إننا في سورية نطلق عليه سور الصين العظيم. فأخذت تردد في كل عبارة يرد ذكره على لسانها (سور الصين العظيم). ‏ ويمكن أن نطلق على السور إحدى عجائب الدنيا السبع، حقاً إنه إعجاز معماري بكل ما تعنيه الكلمة ، فقد بني فوق الجبال لرد الغزوات البدوية التي كانت تأتي من الشمال، في ذلك الزمان، كانت الصين ست أو سبع ممالك، فبنت كل مملكة جزءاً منه لحماية أرضها من السلب والنهب، ولكن بقيت هناك ممرات بين كل مملكة وأخرى غير مغلقة. ‏

وأشار الكاتب إلي أنه بعد أن وحد الإمبراطور (شو وا كي) عام 273 الميلادي ممالك الصين في مملكة واحدة أمر بتوسيع السور ووصل أجزائه ببعضها ليمتد نحو (6000) كم، ومع مرور السنين ومضي ما يقرب من 2000 عام على بنائه تهدمت بعض أجزائه وبقيت أجزاء كبيرة لتشهد على عظمة هذا الشعب، وأضحى مزاراً سياحياً هاماً لكل زائر إلى الصين. ‏

وقال الكاتب إن التنمية التي تشهدها الصين قد انعكست على حياة أبناء هذا البلد في المأكل والملبس. حتى إن أحد أعضاء وفدنا قال: كنت أتخيل أنني سأرى لباس الزعيم الصيني الكبير (ماو تسي تونغ) هو اللباس السائد في الصين، إلا أن ما شاهدناه يختلف كلياً عن أيام الكفاح أيام الثورة الزراعية، ونهوض الشعب الصيني (مليار وثلاثمئة مليون إنسان) يداً واحدة لبناء دولتهم واقتصادهم وتأمين الغذاء لهذا العدد الكبير من السكان، ومازالت تختزن ذاكرتي رواية (الأرض الطيبة) للكاتبة الغربية بيرل باك التي أسهبت في الحديث عن شقاء وتعب الفلاح الصيني وهو يصارع الأرض لاستصلاحها وزراعتها بالغلال، تحدثت عن طيب هذا الإنسان وحبه للحياة رغم قساوتها آنذاك. ‏

لقد كان برنامج زيارة الوفد الاعلامي السوري في الصين حافلاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، من لقاءات مع الإعلاميين الصينيين والمسؤولين في الحزب والدولة هذه اللقاءات التي أكدت عمق العلاقات بين الشعبين الصديقين وبين إعلاميي البلدين. ‏