الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

هدف الدولتين مازال بعيدا (صور)


رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو رفض وقف بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية

زخم كبير وتحركات نشيطة وتطورات مهمة ترجح بأن تُستأنف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط بعد أن توقفت فترة طويلة. ولكن، وهذا هو الأهم، مازالت فلسطين وإسرائيل تواجهان سلسلة من تحديات السلام في الشرق الأوسط، ولا يبدو مستقبل تسوية القضية الفلسطينية مشرقا، لأسباب معينة، نذكر منها:

أولا، اهتزاز الهيمنة الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. لقد هيمنت الولايات المتحدة على عملية السلام في الشرق الأوسط خلال إدارة الرئيس بيل كلينتون، عندما تحققت اختراقات كبيرة. بيد أن عملية السلام تم تهميشها تقريبا بعد أن جعل الرئيس جورج ووكر بوش مكافحة الإرهاب الأولوية العليا لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

الآن، يعتبر الرئيس باراك أوباما عملية السلام في الشرق الأوسط أولوية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. ولكن هل تستطيع الولايات المتحد أن تلعب دورا حاسما كما فعلت في محادثات السلام بين مصر وإسرائيل في نهاية سبعينات القرن الماضي، وفي عملية أوسلو بين فلسطين وإسرائيل في تسعينات القرن الماضي؟

لقد أدت الأزمة المالية العالمية إلى تراجع القوة الصلبة للولايات المتحدة، وسحقت حرب العراق قوتها الناعمة. انحدرت الهيمنة الاستراتيجية الأمريكية وأخلاقياتها السامية في الشرق الأوسط . في الواقع، العديد من دول الشرق الأوسط تشك في قدرة الولايات المتحدة على لعب دور رئيسي. وهذا هو السبب في أن أولئك المرتابين اتخذوا موقف "لننتظر ونرى" تجاه خطاب أوباما في جامعة القاهرة، والذي أبرز فيه رغبة الولايات المتحدة في تحسين علاقاتها مع العالم الإسلامي. لقد أسفرت سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط عن خلاف خطير بين إسرائيل والولايات المتحدة حول "حل الدولتين". وسوف يكون تحديا هائلا لأوباما أن يقاوم نفوذ اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ويغير الاستراتيجية الأمريكية الحادة التي تحابي إسرائيل.

ثانيا، ضعف أسس استئناف فلسطين وإسرائيل لمحادثات السلام. في إسرائيل، بعد أن سيطر التحالف اليميني المتشدد على السلطة، رفضت الحكومة الإسرائيلية قبول "حل الدولتين". وكررت التأكيد على عدم تقسيم القدس وتوسيع المستوطنات اليهودية، وأنها تريد حل القضية النووية الإيرانية أولا. وقد وضع نتانياهو في خطابه الذي سبقت الإشارة إليه، شرطين لحل الدولتين، وهما أن تكون فلسطين منزوعة السلاح مع الحفاظ على "الإجراءات الضرورية" لأمن إسرائيل، والسماح بـ"النمو الطبيعي" للمستوطنات اليهودية.

تعارض كل من السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس بشدة اقتراحه، والعالم العربي لا يقبله. فضلا عن ذلك، تراجعت العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية بشدة في أواخر تسعينات القرن الماضي، خلال الفترة الأولى لنتانياهو في رئاسة الوزراء نظرا لسياساته المتشددة. وقد لا يثق الفلسطينيون في حكومة إسرائيلية بقيادته.



     1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :