سياسة خارجية سلمية مستقلة للصين | علاقات الصين مع الدول الكبيرة الرئيسية | علاقات الصين مع الدول المجاورة
الاشتراك النشط في الدبلوماسية المتعددة الأطراف | الدبلوماسية العسكرية الصينية عام 2004
 
 
  الاشتراك النشط في الدبلوماسية المتعددة الأطراف


 

إن النشاطات الدبلوماسية المتعددة الأطراف الدولية قد بنت للدبلوماسية الصينية مسرحا واسعا. فالصين، باعتبارها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، تتخذ مواقف إيجابية حول مسألة إصلاح الأمم المتحدة، وطرحت إقتراحات عديدة حول زيادة تقوية الصفة التمثيلية للدول النامية.

كما تلعب الصين دورا هاما في بعض المجالات الدبلوماسية الإقليمية المتعددة الأطراف.

بين فبراير ويونيو 2004، أقيمت الدورتين الثانية والثالثة للمحادثات السداسية حول المسألة النووية لشبه الجزيرة الكورية في بكين، لقد نجح المندوبون من مختلف الأطراف في دفع مسيرة مناقشة المسائل الجوهرية، ونشروا أول وثيقة منذ بدء مسيرة المفاوضات. لقد رأى الرأي العام أن المحادثات السداسية المقامة في بكين قد أصبحت "الآلية المتعددة الأطراف الوحيدة والأكثر فعالية لحل المسألة النووية لشبه الجزيرة الكورية"، وتلعب دورا هاما لحماية السلام والإستقرار في الإقليم نفسه.

في نوفمبر، أصبحت نشاطات الرئيس الصيني هو جين تاو في المؤتمر غير الرسمي الـ12 لقادة منظمة التعاون الإقتصادي لآسيا والباسيفيك في شيلي، بؤرة اهتمام مختلف الأطراف. لقد طرح اقتراح الصين حول تنمية منظمة التعاون الإقتصادي لآسيا والباسيفيك في المستقبل، واقتراح التعاون الصيني في مجالات الطاقة والمالية والإقتصاد.

بفضل الجهود المشتركة التي بذلتها الصين والدول الأعضاء، تأسست رسميا هيئتان دائمتان تابعتان لمنظمة شانغهاي للتعاون – سكرتارية بكين وهيئة معارضة الإرهاب في إقليم طشقند في يناير ويونيو على التوالي. ذلك يبرهن على أن منظمة شانغهاي للتعاون قد دخلت فترة جديدة للتنمية الشاملة. وفي سبتمبر، وخلال المؤتمر الثالث لرؤساء الوزراء لمنظمة شانغهاي للتعاون في بيشكيك، طرح رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو اقتراحا حول تعميق التعاون المتعدد الأطراف لتستفيد الدول الأعضاء من ذلك استفادة ملموسة أكثر، فاستجابت الدول الأعضاء إيجابيا.

في أكتوبر، وفي المؤتمر الخامس لقادة آسيا وأوربا في هانوي بفيتنام، طرحت الصين وفرنسا، بصورة مشتركة، ((بيان المؤتمر الخامس لقادة آسيا وأوربا حول الحوار بين الثقافة والحضارة)) الذي يدعو إلى احترام تعددية ووحدة الحضارات، والمثابرة على الحوار والإندماج بين مختلف الحضارات، قد لقي الموافقة الواسعة من الحاضرين.

صادف عام 2004 الذكرى السنوية الخمسين للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي التي دعت إليها الدول الثلاثة – الصين والهند ومينمار، أقامت الصين مراسيم تذكارية مهيبة تتحلى بمغزى عملي في معارضة الهيمنة وحث خطوات تحقيق تعددية الأقطاب الدولية. لذلك يحق لنا أن نعتقد بأن الصين ستنتهج، باستمرار، سياسة خارجية سلمية في مختلف درجات العلاقات الدولية، بموقف دولة كبيرة مسؤولة، وتقدم مساهماتها المستحقة في إنشاء نظام اقتصادي وسياسي دولي جديد عادل ومعقول.