24 أكتوبر 2023 / شبكة الصين/ انعقد الاجتماع العام للجنة تعاون المراكز البحثية الدولية لدول "الحزام والطريق" في العاصمة الصينية بكين يوم 17 أكتوبر الجاري، بمشاركة شخصيات سياسية دولية سابقة وعدد من ممثلي المراكز البحثية والعلماء البارزين من نحو 40 دولة ومنطقة حول العالم لتقديم اقتراحات حول البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". 

وقال خبراء وعلماء دوليون خلال أعمال الاجتماع إن مبادرة "الحزام والطريق" تشجع الدول المشاركة فيه على تسريع تحويل الطاقة وتوفير الحلول لمواجهة تحديات المناخ. معتبرين أن المبادرة بمثابة "طريق أخضر" يحتاجه الجميع بإلحاح في عالم اليوم.

والأخضر هو لون خلفية مبادرة "الحزام والطريق". وعلى مدار العقد الماضي، دمجت الصين وشركاؤها مفهوم التنمية الخضراء في جميع المجالات وفي عملية البناء المشترك للمبادرة بشكل كامل. ووقعت الصين "مذكرة تفاهم بشأن بناء مبادرة 'الحزام الأخضر' والطريق (2017-2022)" مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ووقعت اتفاقيات تعاون في مجال حماية البيئة مع أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية، وأطلقت بشكل مشترك مبادرة شراكة التنمية الخضراء لـ"الحزام والطريق" مع 31 دولة، وأسست التحالف الدولي للتنمية الخضراء لـ"الحزام والطريق" مع أكثر من 150 شريكا من أكثر من 40 دولة، وأنشأت شراكات الطاقة لـ"الحزام والطريق" مع 32 دولة.

ويرى مارك أوزان، المدير التنفيذي للجنة الفرنسية لإعادة تشكيل بريتون وودز، أن مبادرة "الحزام والطريق" تقترح المزيد من الطاقة الخضراء المفتوحة والحلول المالية الخضراء، وهو ما يمثل أهمية كبيرة للعديد من البلدان التي هي في حاجة ماسة إلى تحويل الطاقة، وقال "تواجه بعض دول البناء المشترك مخاطر عالية ناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، ويعاني المحليون أيضًا من ارتفاع فواتير الكهرباء". مضيفا أن الصين تلتزم بتعزيز التعاون في البنية التحتية الخضراء والطاقة الخضراء والتمويل الأخضر وغيرها من المجالات، وتصر على تحسين آليات التعاون المتعددة الأطراف مثل التحالف الدولي للتنمية الخضراء في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وهذا بالضبط ما تحتاجه الدول المشاركة في البناء المشترك. 

وأكد مارك أوزان أن مبادرة "الحزام والطريق" لم تحقق إنجازات بارزة في تعزيز التواصل والترابط في المنطقة فحسب، بل قدمت أيضا حلولا فعالة لأحد التحديات الرئيسية التي تواجه العالم اليوم، وهو تغير المناخ، وقال "تمتلك المبادرة إمكانات كبيرة لتسريع تحول الطاقة العالمي، وأرسى تعاون الصين النشط مع المؤسسات المالية متعددة الأطراف أساسًا متينًا للتنمية الخضراء لتحول الطاقة العالمي".

وتوقع أوزان أن تقود الصين بناء نظام مالي أخضر دولي جديد في المستقبل، وتركز على تعزيز تحويل الطاقة، وتساعد في تعزيز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتفيد شعوب المزيد من البلدان.

ومن جانبه، قال مارسيلو دوس سانتوس، كبير المسؤولين التنفيذيين في بنك التنمية لأمريكا اللاتينية، إن الروح المنفتحة والشاملة لمبادرة "الحزام والطريق" جذبت بقوة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. مشيرا إلى أنه في العقود القليلة المقبلة، سيولي العالم المزيد من الاهتمام لتنمية الاقتصاد منخفض الكربون، وسيركز الاهتمام العالمي على مجال الطاقة النظيفة، وستكتسب الأسواق الناشئة ذات الصلة المزيد من فرص العمل. 

ويرى سانتوس أنه في هذه العملية، ستلعب مبادرة "الحزام والطريق" الصينية دورا مهما في مساعدة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي على تعزيز قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز سلسلة قيمة الصناعة الخضراء، وخاصة في تمكين مجالات مثل الابتكار التكنولوجي وغيره.

ويأمل سانتوس أن تنفذ دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي المزيد من التعاون الدولي من خلال البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" والمساهمة في مستقبل مشترك للتنمية المستدامة العالمية.

وأوضح باتريسيو باريرو، مدير التطوير المؤسسي والتعاون الدولي في المركز الأرجنتيني لأبحاث السياسات العامة بشأن المساواة والنمو، أن مبادرة "الحزام والطريق" عززت وتيرة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والصين لتنسيق التنفيذ من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. متوقعا أن تعمل الأرجنتين والصين على تعزيز التواصل والترابط وتعميق التبادلات الشعبية في إطار مبادرة "الحزام والطريق، وقال "على وجه الخصوص، يمكن للتبادل والتعلم بين الخبراء والعلماء أن يساهم بالحكمة في كيفية تحقيق البلدين توازن أفضل بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة".