بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

22 أكتوبر 2023 / شبكة الصين/ عقدت بكين الدورة الثالثة لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي خلال يومي 17 و18 أكتوبر 2023، وذلك لتقديم إنجازات المبادرة بعد عشر سنوات على إطلاقها وتعزيز آفاقها المستقبلية، وقد حضر هذا المنتدى أكثر من 4000 ضيف بحضور ممثلين عن أكثر من 140 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية وقيادات ومسؤولين دوليين ومنظمات غير حكومية ورؤساء أعمال. 

ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ في 18 أكتوبر كلمة رئيسية خلال المنتدى، أكد خلالها على أهم الخطوات الرئيسية والأعمال الثمانية التي ستعزز التعاون على المستوى العالمي بجودة عالية في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وذلك من خلال ضمان المزيد من الدعم للتنمية الخضراء والدفع بالابتكار التكنولوجي ودعم التواصل الشعبي وبناء طريق النزاهة واستكمال آليات التعاون الدولي بشأن "الحزام والطريق". ومن ضمن أيضا الخطوات المستقبلية المهمة لتطوير التعاون في إطار "الحزام والطريق"، فإن الصين ستعمل على بناء شبكة شاملة الأبعاد لربط متعددة الأبعاد والتواصل والترابط في إطار المبادرة، وهو ما يساهم في تنمية السكك الحديدة للشحن وإقامة ممر للنقل الدولي بين الصين والدول الأوروبية، حيث تتعاون الصين مع هذه الدول بصفة مباشرة من خلال القطارات الصينية-الأوروبية والتي تربط بين المدن من الجانبين وتعزز التبادل التجاري الثنائي، حيث بلغ عدد خطوط السكك الحديدية التي تربط الصين بأوروبا 82 خطًا، كما تصل القطارات الصينية إلى 200 مدينة في 24 دولة أوروبية، وبذلك أقامت مبادرة الحزام والطريق قناة مباشرة مع الدول الأوروبية وساهمت في تسهيل التبادلات اللوجستية بين آسيا وأوروبا.

كما أكد الرئيس الصيني أن بلاده ستعمل على دعم اقتصاد عالمي مفتوح من خلال مواصلة تعزيز التعاون التجاري بين الصين والدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، فمن المتوقع أن يتجاوز إجمالي تجارة الصين في السلع 32 ترليون دولار أمريكي في الفترة الممتدة بين 2024-2028، وستعمل الصين خلال السنوات القادمة على تسهيل هذا التعاون التجاري والاستثماري من خلال لوائح تجارية تتميز بالليونة ودعم حماية الاستثمارات الخارجة ورفع القيود على بعض المجالات الاستثمارية بالإضافة إلى إقامة المزيد من المناطق الحرة التي تخدم بشكل مباشر التجارة العابرة للحدود على المستوى العالمي. وستعمل الصين على تعزيز التعاون في مجال التجارة الرقمية مع دول "الحزام والطريق"، ما يساهم في تمرير الخبرات الصينية في هذا المجال وتسهيل التعاون التجاري الرقمي. كما أشار الرئيس الصيني خلال كلمته إلى أن الصين ستجعل المعرض العالمي للتجارة الرقمية قائما بشكل سنوي، للمساهمة في تطوير هذا المجال وتعزيزه.

ومن بين النقاط الهامة التي تسعى الصين أيضا إلى تعزيزها في إطار مبادرة "الحزام والطريق" أكد الرئيس الصيني أيضا على أهمية إجراء تعاون عملي يعود بالنفع على الجميع عبر تطوير المشاريع النموذجية والمشاريع الصغيرة الذكية، وذلك من خلال ضخ المزيد من الأموال المدرجة ضمن دعم المشاريع، حيث سيتم ضخ ما قيمته 80 مليار يوان إضافية إلى صندوق الحرير بالإضافة إلى إقامة ألف مشروع صغير، ودعم التعليم المهني من خلال ورشات عمل تنفيذية للإطارات المهنية، وكل ذلك يحسن بطريقة مباشرة حياة المواطنين في مختلف المناطق والدول ويعزز التعاون بين الدول والشعوب في نفس الوقت.

تسعى الصين من خلال مبادرة "الحزام والطريق" إلى تحقيق الرخاء المشترك ومساعدة الدول المشاركة من خلال بنية تحتية جيدة ومشاريع محلية تعود بالنفع على السكان المحليين، وتعزيز السياسات الاقتصادية بين الصين ومختلف الدول، وهو ما يجعل هذه المبادرة أكبر منصة تعاون دولي في العالم، إذ زادت تجارة الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" بنسبة بين 2.8% إلى 9.7%، وإذا واصلت المبادرة تنفيذ مشاريع البنية التحتية للمواصلات والنقل حتى عام 2023، فستقوم هذه المشاريع بإضافة 1.6 ترليون دولار أمريكي من العائدات للعالم. كما تهدف الصين إلى تنفيذ المزيد من المشاريع المستقبلية المرتبطة بما يُعرف باسم "طريق الحرير الرقمي" وذلك من خلال التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي وتعزيز التبادلات العلمية والتكنولوجية، وإقامة مشاريع ذات تقنية عالية ومتقدمة وتعزيز انترنت الأشياء والقطاعات الرقمية، وكل ذلك يخدم بشكل مباشر مصالح الصين وبقية الدول والشعوب.