arabic.china.org.cn | 19. 10. 2023

"الحزام والطريق".. جسر تعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية

arabic.china.org.cn / 10:57:26 2023-10-19

المصدر: الصين اليوم

19 أكتوبر 2023 /شبكة الصين/ أمريكا اللاتينية، بصفتها امتدادا طبيعيا لـ"الحزام والطريق"، ليست فقط شاهدة على بناء "الحزام والطريق"، وإنما أيضا مشاركة ومساهمة في بنائه. خلال السنوات العشر الماضية، وفي إطار "الحزام والطريق"، تعمق وارتقى التعاون بين الصين ودول أمريكا اللاتينية، وقد أضحى  مفهوم "الروابط الخمس" جسر صداقة، لتقريب وتوطيد العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية.

التواصل في السياسات يعزز الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين الصين وأمريكا اللاتينية

مبادرة "الحزام والطريق" هي المنتج العام الجيد الذي قدمته الصين للعالم،بما في ذلك أمريكا اللاتينية في القرن الحادي والعشرين. ولأنها منتج عالي المستوى، وبُنيت وفقا للمعايير العالية والمستوى العالي وأهدافها من أجل رفاه الشعب والتنمية المستدامة، لقيت ترحيبا على نطاق واسع واستجابة إيجابية من قبل بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. وبحلول يونيو 2023، وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون حول البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع 152 دولة و32 منظمة دولية، من بينها 22 دولة في أمريكا اللاتينية، أي ما يمثل ثلثي عدد الدول في أمريكا اللاتينية.

على مدى السنوات العشر الماضية، أدى التوقيع على وثائق بناء "الحزام والطريق" وتنفيذ خطط تعاون ملموسة، إلى تعزيز فهم دول أمريكا اللاتينية المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" للصين، وفهمها لفكرة "التشاور والتشارك والتقاسم"، وتحسين مستوى معرفة الجانبين لبناء شراكة تعاون شاملة. وفي الوقت نفسه، بفضل آلية التشاور ومنتدى الصين- أمريكا اللاتينية بين الحكومة الصينية وحكومات دول أمريكا اللاتينية، واصلت الصين وأمريكا اللاتينية تعزيز تواصل وتبادل المعلومات، ودفع الثقة السياسية المتبادلة وتنسيق السياسات، والارتقاء بمستوى التعاون الشامل في إطار "الحزام والطريق".

ترابط المنشآت يحسن البنية التحتية في دول أمريكا اللاتينية

لفترة طويلة، ظلت مرافق السكك الحديدية في دول أمريكا اللاتينية قديمة نسبيا، مع الاعتماد على النقل البري رئيسيا، وتخلف مرافق الموانئ فيبعض الدول، وعدم استقرار إمدادات الطاقة الكهربائية في بعض الدول، وانخفاض مستوى الاتصالات عبر الإنترنت، وعدم وجود شبكة الجيل الخامس. وفقا لدراسة للجنة اقتصاد أمريكا اللاتينية التابعة للأمم المتحدة، من أجل تعزيز التنمية المستدامة على نحو فعال، ينبغي لدول أمريكا اللاتينية أن تستثمر ما لا يقل عن 6% من الناتج المحلي الإجمالي سنويا في البنية التحتية. كانت النسبة 7ر2% فقط بين عامي 2010 و2019.

ترابط المنشآت في ظل مبادرة "الحزام والطريق"، يلبي احتياجات التنمية الملحة لدول أمريكا اللاتينية. على مدى السنوات العشر الماضية، وفي إطار "الحزام والطريق"، تعاونت الصين ودول أمريكا اللاتينية بشكل مثمر في بناء البنية التحتية، فتم إنجاز سلسلة من مشروعات البنية التحتية، حيث تم بناء العديد من الطرق السريعة، وإنشاء عدد لا يحصى من خطوط كهرباء الضغط العالي، وبناء العديد من محطات الطاقة الكهرمائية والمستشفيات والمدارس والمراكز الثقافية والرياضية. وعمل الجانبان معا على تطوير الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الكهرمائية وطاقة الرياح. في الأرجنتين، شاركت الشركات الصينية في بناء مشروعات هيليوس لتوليد الكهرباء بالرياح، ومشروع بلغرانو لتجديدالسكك الحديدية لشحن البضائع، ومشروع محطة كونجلا للطاقة الكهرومائية باستثمار يبلغ حوالي 3ر5 مليارات دولار أمريكي، ومشروع محطة كيسي للطاقة الكهرومائية على نهر سانتا كروز، وهي أكبر محطة كهرومائية في أمريكا الجنوبية. في الإكوادور، شاركت الشركات الصينية في بناء مشروع محطة سينكلير للطاقة الكهرومائية، وهي أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في تاريخ الإكوادور، ومشروع إعادة بناء مطار مانتا الدولي. وفي فنزويلا، شاركت الشركات الصينية في بناء مشروعات الإسكان الاجتماعي. وفي بيرو، شاركت الشركات الصينية في مشروعات بناء ميناء تشانكاي بمدينة ليما، وترقية جسر راميرو بمدينة ليما، وحديقة الابتكار العلمي والتكنولوجي لجامعة لا مولينا الوطنية للزراعة، وتحويل الطريق السريع بين المحيطين. وفي تشيلي، شاركت الشركات الصينية في مشروع الامتياز التجاري لقسم تالكا- تشيليان من الطريق السريع رقم 5. وفي بنما، شاركت الشركات الصينية في بناء مشروع ميناء الحاويات في كولون.

وفقا لإحصائيات غير كاملة، توجد حاليا أكثر من 2000 شركة صينية تستثمر وتعمل في أمريكا اللاتينية. وبحلول عام 2021، نفذت الشركات الصينية 192 مشروعا للبنية التحتية في أمريكا اللاتينية، باستثمارات تراكمية تبلغ حوالي 98 مليار دولار أمريكي، مما خلق بشكل تراكمي أكثر من 8ر1 مليون فرصة عمل محلية. التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية في مجالات الطاقة وبناء البنية التحتية وتطوير الزراعة وتصنيع السيارات والاقتصاد الرقمي وغيرها، تعزز بشكل فعال التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية وتجلب فوائد واضحة وملموسة لشعوب أمريكا اللاتينية. أصبح "ترابط المنشآت" المشروع الأكثر أهمية وشعبية في دول أمريكا اللاتينية، وهو أيضا أفضل مثال للبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" بين الصين وأمريكا اللاتينية.

تيسير التجارة يعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأمريكا اللاتينية

مع دخول مبادرة "الحزام والطريق" إلى أمريكا اللاتينية، دخلت العلاقات التجارية بين الصين وأمريكا اللاتينية إلى فترة ذهبية من التسريع والتحسين. منذ عام 2012، ظلت الصين ثاني أكبر شريك تجاري لأمريكا اللاتينية. وحتى أثناء الوباء، أظهر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأمريكا اللاتينية مرونة قوية. في عام 2021، تجاوز إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين وأمريكا اللاتينية 450 مليار دولار أمريكي لأول مرة، وفي عام 2022، بلغ مستوى قياسيا مرة أخرى بوصوله إلى 79ر485 مليار دولار أمريكي. وارتفع حجم التجارة بين الصين وأمريكا اللاتينية من 2ر261 مليار دولار أمريكي في عام 2012 إلى 7ر485 مليار دولار أمريكي في عام 2022، وهذا يعني أنه تضاعف تقريبا خلال عشر سنوات. وفي الفترة من يناير إلى يونيو 2023، وصل حجم التبادل التجاري بين الصين وأمريكا اللاتينية إلى 66ر235 مليار دولار أمريكي.

في الوقت نفسه، تقوم المزيد من دول أمريكا اللاتينية بالتوقيع والتفاوض بشأن اتفاقيات التجارة الحرة مع الصين. وقعت الصين والإكوادور رسميا على اتفاقية التجارة الحرة في 11 مايو 2023، وأصبحت الإكوادور الشريك التجاري الحر السابع والعشرين للصين والشريك التجاري الحر الرابع للصين في أمريكا اللاتينية بعد تشيلي وبيرو وكوستاريكا. وفي 25 يوليو 2023، أعلنت الصين ونيكاراغوا بشكل مشترك عن إكمال مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ونيكاراغوا. و في 7 يوليو 2023، أطلقت الصين وهندوراس رسميا الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة. كما حققت مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وبنما تقدما إيجابيا.

بالإضافة إلى ذلك، يشهد هيكل المنتجات التجارية بين الصين ودول أمريكا اللاتينية تحسنا مستمرا، فقد انخفضت نسبة المنتجات الأولية مثل المنتجات الزراعية والمنتجات المعدنية في التجارة الثنائية نسبيا، بينما زادت نسبة الآلات والمعدات والمنتجات الكهروميكانيكية ومنتجات التكنولوجيا الفائقة والجديدة بسرعة. أصبحت الهواتف الذكية ومركبات الطاقة الجديدة من منتجات "صنع في الصين" تحظى بإقبال كبير من شعوب أمريكا اللاتينية. شغلت الصين رحلات جوية مباشرة مع البرازيل والمكسيك وكوبا وبنما، مما عزز بقوة تبادل الأفراد والتبادلات التجارية بين الصين وأمريكا اللاتينية. وتتوقع بعض المؤسسات البحثية أنه بحلول عام 2030، ستتجاوز الصين الولايات المتحدة الأمريكية وتصبح أكبر شريك تجاري لأمريكا اللاتينية.

تيسير التمويل يضخ حيوية في اقتصاد أمريكا اللاتينية

منذ عام 2015، وتأثرا بعوامل داخلية وخارجية غير مؤاتية، يعاني اقتصاد أمريكا اللاتينية من الكساد ويحقق نموا منخفضا لفترة طويلة. لذلك تولي دول أمريكا اللاتينية أهمية كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية، من أجل ضخ الحيوية في اقتصادها الراكد. لا شك أن "تيسير التمويل" الذي تدعو إليه مبادرة "الحزام والطريق" يجلب الأمل للتنمية الاقتصادية في أمريكا اللاتينية. ومع إنشاء "إطار التعاون الجديد 1+3+6" و"نموذج التعاون الجديد 3×3" بين الصين وأمريكا اللاتينية، أنشأت الصين صناديق تعاون يبلغ مجموعها 88 مليار دولار أمريكي لدول أمريكا اللاتينية، بما في ذلك صندوق التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية وصندوق التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية في البنية التحتية، وصندوق التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية في الطاقة الإنتاجية، وصندوق التعاون بين الصين والبرازيل في الطاقة الإنتاجية. توفر هذه الصناديق تمويلا مهما لدول أمريكا اللاتينية في البنية التحتية والتنمية والتطوير والتعاون الصناعي والمشروعات الهندسية وغيرها، مما يحسن منشآت البنية التحتية لدول أمريكا اللاتينية بشكل كبير ويعزز التنمية الاقتصادية في منطقة أمريكا اللاتينية بشكل فعال.

على الرغم من التأثير السلبي للوباء على اقتصاد أمريكا اللاتينية، ظل حجم الاستثمار المباشر للصين في سبع من دول أمريكا اللاتينية يحقق نموا إيجابيا في عام 2020، ومن بينها، تجاوز معدل نمو الاستثمار في كولومبيا 40%، وزاد في بنما وبيرو بأكثر من 20%. وحتى نهاية عام 2020، بلغ الحجم التراكمي للاستثمار المباشر الصيني في أمريكا اللاتينية 81ر629 مليار دولار أمريكي، وهو رقم قياسي، وأصبحت أمريكا اللاتينية ثاني أكبر وجهة للاستثمارات الصينية في الخارج بعد آسيا. كما توسعت مجالات الاستثمار الصينية في دول أمريكا اللاتينية تدريجيا من الزراعة والتعدين وصناعة المعالجة، إلى البنية التحتية والطاقة الجديدة والشبكات والرعاية الطبية والصحية وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك، وقعت الصين اتفاقيات تبادل عملات مع الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، وأنشأت البنوك التجارية الأربعة الرئيسية في الصين (البنك الصناعي والتجاري الصيني، وبنك الصين، وبنك التعمير الصيني، وبنك الاتصالات الصيني) فروعا أو شركات تابعة لها في أمريكا اللاتينية، ولديها حاليا أكثر من 10 فروع في أمريكا اللاتينية. وفي السنوات العشر الماضية، أضاف التعاون المالي بين الصين وأمريكا اللاتينية زخما للتنمية الاقتصادية في دول أمريكا اللاتينية، مما يعزز بشكل كبير بناء البنية التحتية والتحول بين الطاقة القديمة والجديدة في دول أمريكا اللاتينية.

تفاهم الشعوب يعزز الفهم والمعرفة بين الطرفين

ارتفع حجم وجودة التبادلات الإنسانية بين الصين وأمريكا اللاتينية بشكل واضح، من خلال أنواع مختلفة من التواصل والتبادل والتشاور والاستفادة المتبادلة. ومن خلال تنفيذ برامج التدريب المختلفة وبرامج المنح الدراسية وبرامج تبادل العلماء وإضافة الوجهات السياحية، تم تعزيز تبادلات الأفراد بين الصين وأمريكا اللاتينية؛ ومن خلال إقامة السنوات الثقافية والمهرجانات الفنية والمهرجانات السينمائية ومعارض الآثار الثقافية، تعززت المعرفة المتبادلة بين الصين وأمريكا اللاتينية. وفي الوقت الحاضر، أنشأت الصين 46 معهد كونفوشيوس و6 فصول كونفوشيوس في 23 دولة في أمريكا اللاتينية. من خلال تدريس اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية في معاهد كونفوشيوس، يعرف المزيد من الأمريكيين اللاتينيين الثقافة الصينية ومبادرة "الحزام والطريق". وعلى وجه الخصوص، أصبح المفهوم الجديد المتمثل في "التشاور والتشارك والتقاسم" متجذرا بعمق في قلوب شعوب أمريكا اللاتينية، مما يضع أساسا اجتماعيا واسعا لبناء "الحزام والطريق". وفي السنوات العشر الماضية، حسنت مبادرة "الحزام والطريق" منشآت البنية التحتية لدول أمريكا اللاتينية، وساعدتها على التخلص من تأثير الوباء، وجلبت فوائد ومصالح ملموسة لشعوبها.

وفي نفس الوقت، منذ عام 2017، أقامت خمس دول في أمريكا اللاتينية، وهي: بنما والدومينيكان والسلفادور ونيكاراغوا وهندوراس، علاقات دبلوماسية مع الصين على التوالي، ليصل عدد دول أمريكا اللاتينية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين إلى 26 دولة. وهذا يوضح بشكل كامل أن المزيد من دول أمريكا اللاتينية تعترف وتدعم مبدأ "الصين الواحدة"، وتعارض "استقلال تايوان". لقد صار دعم القضية العظيمة لإعادة توحيد الصين تيارا عاما لا يمكن إيقافه. لقد تشكل نمط إنساني من الاحترام المتبادل والتفاهم المتبادل والتقدير المتبادل بين شعبي الصين وأمريكا اللاتينية خلال عشر سنوات من الممارسة.

----------

وو هونغ ينغ، عميدة معهد الدراسات الإقليمية بجامعة هوبى.

لي تشنغ قه، باحث مساعد في معهد الدراسات الإقليمية بجامعة هوبى.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号