بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

25 سبتمبر 2023 /شبكة الصين/ احتضنت مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم معرض الصين والدول العربية، والذي امتدت أعماله من 21 إلى 24 سبتمبر 2023. ويُعتبر هذا المعرض من بين أهم منصات التعاون بين الصين والدول العربية، حيث يلعب دورا مهما في تعميق هذه العلاقات وتطويرها وهو فرصة لتعزيز التبادلات التجارية بين الصين والدول العربية بالإضافة إلى ضخ المزيد من التعاون في مجال الاستثمارات المشتركة. وتصادف نسخة هذا العام للمعرض الذكرى العاشرة لإطلاق هذه المنصة المشتركة بين الصين والدول العربية، حيث أقيمت أول نسخة عام 2013 بمشاركة 67 دولة ومنطقة، ويُقام هذا المعرض كل سنتين بصفة دائمة.

تميز معرض هذا العام بحضور كبير من قبل مختلف الضيوف والمشاركين، وقد تجاوز إجمالي عدد الحاضرين والعارضين في المعرض هذا العام 11200 فردا، وهو رقم قياسي جديد لهذا الحدث. وكان من بين الحاضرين والعارضين، باحثون وممثلو مؤسسات وشركات.ويمتد المعرض على مساحة تبلغ حوالي 40 ألف متر مربع، وتبرز أهميته عبر مساهمته في توفير العديد من المساحات لاستكشاف فرص التعاون الثنائي بين الجانبين، من خلال الاجتماعات واللقاءات المتعددة على هامش المعرض، وذلك على المستوى الرسمي أو على مستوى رجال الأعمال وأيضا المنتديات والورشات المتنوعة التي تساهم في فتح المزيد من مجالات التعاون الثنائي. وتضم دورة معرض الصين والدول العربية لعام 2023 منتديات حول التجارة والسياحة والاستثمار والزراعة الحديثة واستغلال الموارد المائية والتعاون في مجال الأرصاد الجوية.

حققت الدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية نجاحا كبيرا يؤكد تميز العلاقات الثنائية، حيث حقق المعرض حتى الآن أكثر من 400 مشروعا تعاونيا بقيمة مالية تبلغ أكثر من 170 مليار دولار، وتشمل هذه المشاريع عدة مجالات مثل الطاقة النظيفة والاقتصاد الرقمي، كما تم توقيع 135 مشروعا تجاريا بقيمة 13.87 مليار يوان صيني، وقد أصبح التعاون بين الصين والدول العربية لا يقتصر على المجالات التقليدية كالتبادل التجاري فحسب، بل شمل أيضا العديد من المجالات الهامة في العصر الحديث كالتقنيات المتقدمة والملاحة الجوية والأبحاث العلمية.

يأتي معرض الصين والدول العربية في إطار حرص الجانبين على تعزيز التعاون الثنائي وخاصة خلال السنوات العشر الماضية والتي سعت الصين خلالها إلى مزيد ترسيخ مبدأ "الربح المشترك" في العلاقات الثنائية مع هذه الدول، وأقامت الصين عدة منصات ومبادرات هامة لدعم هذا التعاون أبرزها مبادرة "الحزام والطريق" ومعرض الصين والدول العربية وعدة معارض ومنتديات متنوعة، لتبرز الصين بشكل أكبر في المنطقة العربية، حيث تمثل الصين الشريك الأهم بالنسبة لأغلب الدول العربية، إذ سجل الاستثمار الصيني في الدول العربية أكثر من 25 مليار دولار أمريكي كما وقعت الشركات الصينية عقودا في البلدان العربية بمبلغ تراكمي يتجاوز 500 مليار دولار أمريكي بالإضافة إلى أن حجم التجارة بين الصين والدول العربية ارتفع من حوالي 222 مليار دولار أمريكي في عام 2012 إلى أكثر من 430 مليار دولار أمريكي في 2022، وفي النصف الأول من العام الجاري، بلغ حجم التجارة بين الجانبين حوالي 200 مليار دولار، مع التركيز على تطوير التعاون الثنائي في العديد من المجالات مثل الطاقة والعلوم والتكنولوجيا عالية الجودة وغيرها.

خلال السنوات الأخيرة، ساهم معرض الصين والدول العربية في تعزيز العلاقات الثنائية، ليشمل المجالات الحديثة والناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والخدمات الصحية والطيران والملاحة والذكاء الصناعي والتكنولوجيا الزراعية وغيرها، وجلب المعرض منذ انطلاقه ما يزيد عن 6000 شركة بتوقيع أكثر من 1200 اتفاق في مشاريع مشتركة، وكل هذا التعاون يؤكد على أهمية هذه المنصات لدعم التعاون الثنائي والارتقاء بالعلاقات إلى مستقبل أفضل لجميع الدول.