بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

26 يوليو 2023 /شبكة الصين/ ظهرت مؤخرا عبارة جديدة على الساحة السياسية يسعى من خلالها الساسة الغربيون إلى "ضرب" المصالح الصينية في أنحاء العالم، وتتمثل هذه العبارة فيما يُسمى بـ"التخلص من سياسة المخاطر" في العلاقة مع الصين. والمقصود بهذا المصطلح فصل الصين عن بقية الدول بطريقة غير منطقية ودون دوافع واضحة، إذ تتوجه الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مثل هذه المفاهيم إلى نشر الخطاب الذي يهاجم الصين محاولة تسريع مخططها المتمثل في "فك الارتباط عن الصين".

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشويه صورة الصين في العالم وكذلك إلى إبعادها عن الساحة الدولية، حيث تواجه الولايات المتحدة بكل الطرق نجاح الصين في العالم، وذلك لم يعد يقتصر على المنافسات العادية، بل أيضا من خلال الطرق الملتوية أو بعض المفاهيم الغامضة والغريبة، ويسعى مفهوم "إزالة المخاطر" الذي تروج له الولايات المتحدة إلى "الانفصال" و"العزل التام" و"الحصار"، إذ تبحث الولايات المتحدة من خلال مثل هذه المفاهيم إلى إضعاف مكانة الصين على المستوى العالمي وإلى مواجهة النجاح الصيني بطرق غير مشروعة وليس عن طريق المنافسة العادلة والشريفة. ومن خلال مثل هذه المفاهيم غير العادلة، تقوم الولايات المتحدة بضرب الاقتصاد العالمي وبتعطيل النمو الاقتصادي العالمي، وهو ما يمثل خطرا واضحا على سلامة الشعوب.

يأتي "الكره" الأمريكي تجاه الصين نتيجة لنجاح الصين على المستوى العالمي إثر عمل دؤوب وسياسات حثيثة جعلت منها ثاني أقوى وأهم دولة اقتصادية في العالم، إذ تساهم الصين في تحريك الاقتصاد العالمي والحفاظ على استقراره، بل وأبرزت متانة كبيرة في اقتصادها وصموده أمام الأزمات العالمية، هذا ويُساهم الاقتصاد الصيني بنسبة مهمة في الاقتصاد العالمي، وذلك يؤكد أن ضرب الصين واقتصادها سيضر بالاقتصاد العالمي ولن يدعمه. وقد أثبتت الصين في السنوات الأخيرة أنها تعمل على تنمية المصلحة العامة وليس المصلحة الخاصة، وذلك من خلال العديد من المنصات أو المبادرات المختلفة وعلى رأسها مبادرة "الحزام والطريق" والتي تسعى إلى التعاون الاقتصادي والثقافي العالمي، كما تدعو الصين إلى التعاون الدولي وتعزيز التبادلات من أجل تحقيق "الربح المشترك" على المستوى الاقتصادي وأيضا بقية المستويات الأخرى.

إن الدعوة الأمريكية إلى إقامة مفهوم "التخلص من سياسة المخاطر" يمثل تهديدا صارخا على سلامة الاقتصاد العالمي، حيث سيعود هذا المفهوم بالضرر على الصين وأيضا بقية دول وشعوب العالم، كما أن هذه السياسات التعسفية هي ضرب وتخريب للاقتصاد العالمي، والذي لن يتحمل المزيد من الضغوطات والأزمات الأخرى في ظل مخلفات الجائحة، وقد أبرز استطلاع للرأي في الدول الأوروبية، أن غالبية الناس يدعون دولهم إلى البقاء محايدين تجاه العلاقات الصينية-الأمريكية وأبدوا تحفظهم تجاه مفهوم "إزالة المخاطر".

إن مفهوم "إزالة المخاطر" سيزيد من المخاطر الاقتصادية والمشاكل العالمية، وذلك عكس ما تدعيه الولايات المتحدة، فبدلا من التعاون العالمي لتخطي الأزمات، ستزيد مثل هذه المفاهيم من "الطين بلة" وستقوم بتخريب النظام الاقتصادي العالمي وهو ما سيضر أيضا بالمصالح العامة للدول ولشعوب العالم. كما أن هذا المفهوم يعمل على هدم الثقة المتبادلة بين الشعوب وسيخلق حواجز جديدة بين الدول وسيزيد من ظهور مجموعات صغيرة وتكتلات تهدد أمن العالم.