arabic.china.org.cn | 07. 07. 2023 |
بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية
7 يوليو 2023 / شبكة الصين/ يصادف هذا العام الذكرى الـ26 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم، حيث عادت المنطقة إلى الصين في الأول من يوليو عام 1997، لتتمتع المدينة منذ ذلك الحين بنظام خاص بها يخدم مصالحها الاقتصادية بشكل مباشر، من خلال تطبيق مبدأ "صين واحدة ونظامان"، وهو نظام إداري خاص يتم اتباعه في هونغ كونغ ومكاو وتايوان. وقد عملت الصين خلال السنوات الأخيرة على تطوير منطقة هونغ كونغ من خلال إقامة تسهيلات مالية في المنطقة، لتصبح واحدة من أهم المدن الاقتصادية في العالم، وتحتل العديد من المراتب الأولى عالميا وخاصة منها مجال الاستثمارات والمالية مع توفير عدة تسهيلات لجذب الاستثمارات الخارجية وإقامة تجارة عبر الميناء شبه معفاة من الضرائب وأسواق مالية عالمية ضخمة.
تتمتع هونغ كونغ بموقع استراتيجي مميز، وهي نقطة مهمة في سوق التجارة العالمية، كما تُعتبر جسرا رئيسيا للدخول إلى سوق البر الرئيسي الصيني وأحد محركات بناء منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- مكاو الكبرى والتي تُعتبر مركزا رائدا للتمويل والتكنولوجيا والابتكار والتبادل الثقافي، وتُعتبر هونغ كونغ جزءا لا يتجزأ من الصين وتعمل ضمن نظام اقتصادي دولي، كما تتيح قناة خاصة لتدفق رؤوس الأموال والبضائع ووصول التكنولوجيا بين الصين والعالم، بالإضافة إلى دورها الجوهري في مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013.
وفي السنوات الأخيرة، عملت هونغ كونغ على تعزيز تعاونها التجاري مع العديد من الدول والمناطق العالمية، ومن أهمها الدول العربية، حيث زار جون لي، الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في فبراير عام 2023، وذلك بهدف تعزيز التعاون مع الدول العربية، لتؤكد هونغ كونغ أنها بوابة مهمة في التعاون الصيني-العربي. وتُعتبر الإمارات العربية أهم شريك تجاري لهونغ كونغ في الشرق الأوسط، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية بين هونغ كونغ والإمارات 12.8 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية تزيد عن 35%. وخلال هذه الزيارة تم توقيع عدة مذكرات تعاون بين الجانبين وهذا يعمل ضمن مبدأ الربح المشترك، إذ أن هونغ كونغ هي مركز مالي دولي وأكبر مركز أعمال خارجي للرنميبي الصيني، أما دول الشرق الأوسط فتتميز بوفرة موارد الطاقة فيها وبتسهيلاتها الكبيرة في الأسواق المالية العالمية. وتسعى هونغ كونغ والدول العربية إلى تطوير التعاون الثنائي ليشمل المجالات المتطورة وعالية الجودة مثل التكنولوجيا وقطاعات مثل حماية البيئة والبيانات الضخمة وصناعة البناء والانشاءات الحديثة.
تضخ هونغ كونغ زخما كبيرا لربط الصين بالعالم وهي إحدى أهم المراكز المالية العالمية لدعم وصول الشركات والمستثمرين من جميع أنحاء العالم إلى أسواق الصين وآسيا، وتتمتع بمكانة جوهرية في نمو الاقتصاد الصيني، كما تتمتع هونغ كونغ بمقومات متعددة تدعم قدرتها على دعم مسيرة الاستثمار والتنمية للشركات من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك نظام القانون العام للمدينة، ونظام الضرائب المنخفضة، والبنية التحتية المتقدمة، ومنظومات وشبكات الاتصال المتطورة. وبوجود كل هذه المقومات الوفيرة، يسجل اقتصاد هونغ كونغ منذ سنوات نموا واضحا، إذ سجل اقتصادها ارتفاعا بنسبة 2.7% في الربع الأول من عام 2023 وذلك بعد فتح أبوابها من جديد إثر الجائحة، كما أنه من المتوقع أن يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي لهونغ كونغ 3.5% خلال هذا العام، كما شهدت هونغ كونغ نموا كبيرا في مبيعات التجزئة مع عودة السياحة الداخلية والعالمية.
تشهد هونغ كونغ في كنف البر الرئيسي الصيني تطورا في شتى المجالات وتعزيز التعاون مع مختلف دول العالم، لتصبح المدينة إحدى أهم النقاط المالية والتجارية في العالم وتتميز بنمو التبادلات مع العديد من المناطق، وكل ذلك يثبت نجاح سياسة "صين واحدة ونظامان" ويبرز تمتع هونغ كونغ بسياسة إدارية خاصة متميزة.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |