بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

أول يوليو 2023 /شبكة الصين/ استقبلت بلدية تيانجين الصينية في 27 يونيو 2023 فعاليات الاجتماع السنوي الـ14 للأبطال الجدد والمعروف باسم منتدى دافوس الصيفي، وذلك بعد انقطاعه لمدة أربع سنوات بسبب الجائحة، وقد حضر الاجتماع أكثر من 1500 مشارك من الشركات والحكومات والمنظمات الدولية ومختلف الأوساط العالمية، وينتمي المشاركون إلى صناعات مختلفة، وقد ركز المنتدى خلال ثلاثة أيام على "ريادة الأعمال: القوة الدافعة للاقتصاد العالمي".

تُعتبر الصين محركا مهما للاقتصاد العالمي ومصدر دفع للتجارة الحرة ودعامة للنمو المستقر في العالم، إذ تعمل البلاد على توفير ديناميكية كبيرة لنمو الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال العديد من السياسات التجارية داخل وخارج الصين وأيضا من خلال إقامة العديد من المبادرات والمنصات العالمية التي تساهم في ضخ المزيد من الزخم التجاري على المستوى العالمي، كما تُعتبر الصين الأولى في العالم من حيث إجمالي تجارة السلع لمدة ست سنوات متتالية، ويعتبر معدل النمو الاقتصادي في الصين أعلى من معدل النمو الاقتصادي العالمي، ومن المتوقع أن يساهم الاقتصاد الصيني بنسبة 36% في النمو الاقتصادي العالمي خلال عام 2023، كما سجلت الصين نموا سنويا بمعدل 6.2% خلال العقد الماضي وساهمت بأكثر من 30% في النمو الاقتصادي في العالم، وكل ذلك يجعل من الصين مصدر إلهام للتعاون العالمي وفرصة مهمة للفوز المشترك ومحورا رئيسيا للاهتمام العالمي، بل و"حلما" للعديد من الشركات العالمية الكبرى.

وخلال منتدى دافوس، أكدت الصين على رغبتها في العمل مع رواد الأعمال لدعم العولمة الاقتصادية وتعزيز التجارة الحرة ودعت إلى ضرورة توجيه العالم إلى مستقبل أكثر شمولية ومرونة واستدامة وخاصة بعد الظروف التي واجهها الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة، حيث شدد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في كلمته الافتتاحية في المنتدى، على ضرورة التضامن والتعاون، وقال إنه "بعد أن مررنا بصدمات الأزمات العالمية، يجب علينا أن نحرص على التضامن والتعاون بشكل كبير"، وخاصة بعد الصعوبات التي مرّ بها العالم خلال السنوات الأخيرة جراء الجائحة، إذ برهنت الصين والعديد من الدول الأخرى على أهمية التعاون بين مختلف البلدان للتغلب على الصعوبات، وهو ما دعا إليه لي تشيانغ قائلا "كمجتمع ذي مستقبل مشترك، يجب علينا أن نحرص على إنجازات التعاون القائمة، ونتبنى مفهوم التعاون المربح للجميع وأن نعمل معا لمواجهة التحديات العالمية وتعزيز التقدم البشري".

يواجه الاقتصاد العالمي العديد من التحديات أهمها الصراعات الإقليمية والحروب وعدم الاستقرار والحمائية التجارية، وذلك ما يزيد من حالة القلق الدولي تجاه مستقبل الاقتصاد العالمي، وفي هذا الإطار دعت الصين في منتدى دافوس الصيفي إلى "ضرورة بذل جهود قوية لدعم الانصاف والعدالة، والعمل لحل المعضلة الأمنية والحفاظ على بيئة تنموية سليمة ومستقرة بشكل مشترك"، ودعت الصين أيضا إلى أهمية تطبيق مبدأ "الربح المشترك للجميع" في علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي. ومن بين أهم الشركاء الدوليين للصين هي الدول العربية والتي برهنت خلال الأوقات الحرجة والصعوبات العالمية على نجاح مبدأ التعاون المربح، وكانت العلاقات الصينية-العربية خلال تفشي كوفيد-19 نموذجا للتعاون المشترك ومثالا يُحتذى به. وتعتبر الصين أهم شريك تجاري للعديد من الدول العربية من بينها المملكة العربية السعودية بحجم تبادل تجاري بلغ أكثر من 116 مليار دولار خلال عام 2022، وقد شاركت السعودية بوفد رسمي في منتدى دافوس الصيفي يضم وزراء ونواب ووزراء للمساهمة في مزيد تعزيز التعاون الاقتصادي العالمي.

إن منتدى دافوس الصيفي هو فرصة مهمة للعالم لتعزيز التعاون العالمي وخاصة في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، وفرصة لتعزيز الربح المشترك من خلال التبادلات ومحاولة تخطي الصعوبات بشكل مشترك، وذلك ما يساهم في توفير المزيد من الرفاهية للشعوب بشكل شامل ومشترك.