بكين 16 يونيو 2023 (شينخوا) اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الفلسطيني الزائر محمود عباس في بكين يوم الأربعاء، حيث أعلنا عن إقامة شراكة إستراتيجية بين الصين وفلسطين.

يعد عباس، الذي استهل زيارة دولة تستغرق أربعة أيام إلى الصين يوم الثلاثاء، هو أول رئيس دولة عربية تستقبله الصين هذا العام.

وخلال اجتماعهما يوم الأربعاء، طرح الرئيس شي اقتراحا من ثلاث نقاط لتسوية القضية الفلسطينية وأعرب عن دعم الصين لفلسطين في أن تصبح دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة. وقال إن الصين مستعدة للعب دور إيجابي لمساعدة فلسطين في تحقيق المصالحة الداخلية وتعزيز محادثات السلام.

-- اجتماع هام

يصادف هذا العام الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفلسطين. وقد كانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين.

وقال الرئيس شي يوم الأربعاء إن الصين دعمت بشدة، وطيلة الوقت، القضية العادلة للشعب الفلسطيني المتمثلة في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وعملت من أجل حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في وقت مبكر.

ولدى تأكيده على أهمية الاجتماع بين الزعيمين، ذكر سون ده قانغ، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان الصينية، أن الصين نفذت دبلوماسية رئيس الدولة مع فلسطين سعيا لتعزيز السلام والتنمية في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أنه إذا تعذر التوصل إلى سلام بين فلسطين وإسرائيل، فلن ينعم الشرق الأوسط بسلام مستدام، وستتعرض المصالحة في المنطقة لخطر شديد.

بسبب الخلافات الكبيرة حول الأمن والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، توقفت مفاوضات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة بين إسرائيل وفلسطين منذ مارس 2014.

قال مازن شامية، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني سابقا، إنه بعد سنوات من التهميش ورفض الحكومة الإسرائيلية الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإحياء عملية السلام، يتطلع الفلسطينيون إلى نهج مغاير من المجتمع الدولي نحو إيجاد حل جدي وسريع في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وذكر شامية أن تعزيز العلاقات مع الصين سيساعد ويساهم في حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.

-- تبادلات متكررة رفيعة المستوى

الصين وفلسطين صديقتان وشريكتان على نحو جيد وتثقان في بعضهما البعض وتدعم كل منهما الأخرى.

وخلال السنوات العديدة الماضية، تكررت التبادلات رفيعة المستوى بين الصين وفلسطين.

على مدار عشرة أعوام متتالية، أرسل الرئيس شي رسائل تهنئة للاجتماع التذكاري الخاص للاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقدم أكثر من مرة مقترحات الصين لحل المسألة الفلسطينية، مؤكدا على الحاجة إلى العمل على دفع التسوية السياسية بحزم بناء على حل الدولتين وتكثيف الجهود الدولية من أجل السلام.

في يوليو 2017، منح عباس أرفع ميدالية فلسطينية للرئيس شي وذلك تقديرا لدعم الصين للقضية العادلة لفلسطين ولإبداء التقدير لشخص الرئيس شي.

تعد زيارة عباس هذا الأسبوع خامس زيارة يقوم بها الزعيم الفلسطيني للصين. كان الزعيم الفلسطيني قد التقى أيضا الرئيس شي خلال القمة الصينية العربية الأولى التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض في ديسمبر من العام الماضي.

بالإضافة إلى التبادلات رفيعة المستوى، لطالما دافعت الصين عن فلسطين، وناصرت العدالة، وقدمت المساعدات للمساعدة في تخفيف الصعوبات الإنسانية وتحقيق إعادة إعمار في فلسطين.

فخلال السنوات الماضية، أنجزت الصين العشرات من مشاريع المساعدة في فلسطين، حيث ساعدت الأخيرة على بناء مدارس وطرق. وبعد تفشي جائحة كوفيد-19، أرسلت الصين طواقم طبية ولقاحات إلى فلسطين للمساعدة في مكافحة الجائحة. كما دأبت الصين على تقديم تبرعات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.

من ناحية أخرى، التزمت فلسطين بمبدأ صين واحدة وأيدت موقف الصين بشأن القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية.

ومن جانبه صرح أحمد رفيق عوض أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الصين دولة محورية وملتزمة دائما بالقرارات الدولية فيما يخص القضية الفلسطينية وملتزمة أيضا بحقوق الشعب الفلسطيني.

وفي نفس السياق، أكد عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، أن الصين بدأت تأخذ مواقع متقدمة لصالح دعم القضية الفلسطينية سواء في الأمم المتحدة أو على صعيد تقديم الدعم للشعب الفلسطيني. /نهاية الخبر/