بيروت 2 يونيو 2023 (شينخوا) توافد مئات من اللبنانيين اليوم (الجمعة) على النسخة السابعة من معرض ومؤتمر "الإقامة والجنسية عن طريق الاستثمار" في بيروت بحثا عن فرص استثمارية في أكثر من 25 دولة في أوروبا ومنطقة البحر الكاريبي وغيرها، سعيا لإصدار إقامة أو جنسية أخرى لتأمين مستقبلهم.

وقال رجل الأعمال اللبناني محمد الشعار لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "المعرض ضخم ويقدم برامج جذابة للقادرين على دفع مبالغ مالية لاستثمار عقاري في دول أخرى"، مضيفا أنه يفكر شخصيا في شراء شقة بقيمة 250 ألف يورو في اليونان لتأمين إقامة لعائلته.

وقال الشعار إن الكثير من أصدقائه اختاروا مثل هذه البرامج ، خوفا من تدهور الوضع في لبنان وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي الحالية.

وقال "ينبغي على المرء أن يفكر في بدائل في الوقت الحاضر".

يواجه لبنان أزمة مالية غير مسبوقة أدت إلى انهيار النظام المصرفي وحرمان اللبنانيين من مدخراتهم وودائعهم .

وقد دفع هذا الوضع العديد من الأشخاص الذين أمكنهم سحب أموالهم قبل الأزمة أو أولئك الذين لديهم عوائد مالية إلى استثمار أموالهم في مشاريع عقارية خارج بلادهم لتأمين جنسية ثانية أو إقامة وكسب عائد عادل على استثماراتهم في نفس الوقت.

وقال إلياس الخوري الرئيس التنفيذي لشركة ((برومو تيم)) ومنظم المعرض لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن أكثر من 25 شركة تشارك في المعرض، مضيفا أن ما شجعه على إطلاق الحدث الذي يستمر 3 أيام أن شركات عدة أبلغته بارتفاع الطلب من قبل اللبنانيين على برامج الإقامة والمواطنة في دول مختلفة حول العالم.

وقال الخوري "الأزمات المختلفة السائدة في لبنان شجعت الناس هنا على مثل هذه الخيارات أكثر من أي وقت مضى".

وبدورها أفادت الشركات المشاركة في المعرض عن زيادة ملحوظة في طلب اللبنانيين على البرامج التي تقدمها في عدة دول لا سيما في اليونان وقبرص المجاورة.

وقالت ماريا إيلينا ليكا المستشارة القانونية في شركة ((دي اي انفست)) وهى شركة خدمات استثمارية عالمية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأزمة الاقتصادية في لبنان وكارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، شجعت عددا متزايدا من اللبنانيين على طلب برنامج التأشيرة الذهبية اليوناني الذي يسمح للمستثمرين الحصول على الإقامة عن طريق استثمار 250 ألف يورو في العقارات في اليونان.

وقالت ليكا "بعد 7 سنوات، يجري المستثمرون بعض الاختبارات ويمكنهم التقدم للحصول على الجنسية"، مضيفة أن المستثمرين اللبنانيين يمكنهم أيضا السفر في جميع أنحاء منطقة (شنغن) الأوروبية دون المرور بمشاكل التقدم للحصول على التأشيرات بمجرد الاستثمار في برنامج التأشيرة الذهبية.

وأشارت إلى أن اللبنانيين عادة ما يعتبرون الاستثمار في اليونان أمرا جذابا، حيث تتمتع البلاد بنفس المناخ والغذاء المتوسطي.

وأضافت ليكا "اليونانيون بطريقة ما لديهم نفس العقلية أيضا".

من جانبه قال بانايوتيس فرانجو الشريك الإداري في مجموعة ((فرانجو)) وهي شركة تقدم فرصا استثمارية في قبرص، إن طلب اللبنانيين على خدمات شركته قد ازداد مؤخرا، حيث أرجع العملاء اهتمامهم الكبير بالبحث عن مكان آمن للمعيشة لعائلاتهم.

وقال بانايوتيس لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "العديد من عملائنا يعتبرون قبرص خيارا جيدا لأنها قريبة جدا من لبنان ومكانا آمنا للمعيشة في ظل الأزمة متعددة الأوجه السائدة في لبنان".

وأضاف "يمكن للمستثمرين شراء عقارات بقيمة 300 ألف يورو والحصول على إقامة لعائلاتهم لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد بشرط الحفاظ على استثماراتهم في البلاد".

وقال لأراش بهريم مدير التسويق الإقليمي في (هينغشانغ) وهي شركة استثمارية قابضة، إن اللبنانيين لديهم اهتمام بالاستعلام عن الاستثمار في مشروع (منتجع غرينادا) في منطقة البحر الكاريبي.

وأوضح بهريم أنه بإمكان المستثمر شراء حصة ملكية في المشروع قدرها 220 ألف يورو في المشروع وبعد 5 سنوات يمكنه الحصول على الجنسية وعائد استثمار يتراوح بين 2 و 5% سنويا.

وأوضح بهريم أن هذا البرنامج أثبت جاذبيته للبنانيين الذين يسعون للحصول على حرية السفر لأنه يمنحهم جنسية غرينادا - هي دولة في جزر الهند الغربية في البحر الكاريبي - وحق السفر بدون تأشيرة إلى 144 دولة ومنطقة.

وأضاف "أن رجال الأعمال اللبنانيين أبدوا اهتماما أيضا لأن غرينادا لا تفرض ضريبة دخل شخصية أو ضريبة أرباح رأس المال أو ضريبة أصول أو ضريبة ميراث على المستثمرين".

وقال إن "العائلات اللبنانية تنجذب أيضا إلى غرينادا لأنها مركز للجامعات الكبرى ، ويمكن لأربعة أجيال، بما في ذلك الأزواج والأبناء والآباء والأجداد والأشقاء ، الحصول على الجنسية من خلال طلب واحد".

أما رماح طعان كبير مستشاري المبيعات في (اوبن كلاود انفست)، فقال لـ((شينخوا)) إن الطلب على البرنامج الذي تقدمه شركته في إسبانيا كان ملحوظا، حيث يبحث اللبنانيون عن جواز سفر ثان يسمح لهم بالتحرك بحرية دون التقدم بطلب للحصول على إجراءات التأشيرات المطولة والتي ترفض في بعض الحالات.

وأشار إلى أن البرنامج يقدم إقامة في إسبانيا بشرط أن يستثمر المشتري 500 ألف يورو في شقة في مشروع تديره فنادق ماريوت ويحصل على عائد بنسبة 6% سنويا.

وقال "يمكن للمستثمر أيضا استخدام هذه الشقق لمدة تصل إلى 60 يوما في السنة لقضاء عطلاتهم".

يذكر أن لبنان يشهد منذ العام 2019 انهيارا اقتصاديا صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الـ19 ويرافقه تدهور كبير في توفير مختلف الخدمات العامة.

وتترافق الأزمة الاقتصادية في البلاد مع أزمة سياسية حادة، حيث أدى الانقسام السياسي إلى شغور سدة الرئاسة بسبب إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس للبلاد خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر الماضي.