1 يونيو 2023 / شبكة الصين/ أثارت الرحلة التجارية الأولى الناجحة لطائرة الركاب الصينية الكبيرة من طراز (سي 919) موجة من الاهتمام البالغ من قبل العديد من وسائل الإعلام وقطاعات الطيران الأجنبية في الأيام القليلة الماضية.

وأقلعت أول طائرة من طراز (سي 919) في العالم كانت قد سُلمت مؤخرا من مطار شانغهاي هونغكياو إلى مطار العاصمة بكين الدولي، ودخلت سوق الطيران المدني رسميا. وهي أول طائرة ركاب نفاثة مطورة محليا وفقا لمعايير صلاحية الطيران الدولية ولها حقوق ملكية فكرية مستقلة.

وذكرت وكالة "رويترز" في تقرير لها أن مواصفات طائرات (سي 919) تماثل معايير طائرات إيرباص (A320) وبوينغ (737MAX)، وكانت هذه الطائرة الصينية الجديدة قد أكملت في السابق العديد من الرحلات التجريبية الخالية من الركاب. ويعني تشغيلها التجاري الرسمي أن الاحتكار الطويل الأجل لشركتي إيرباص وبوينغ قد يصبح من التاريخ.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الصين ظلت على الدوام تأمل في تقليل اعتماد الصناعات المهمة بما في ذلك صناعة الطيران على التكنولوجيا الأجنبية، وبعد أكثر من عشر سنوات من البحث والتطوير، تعد الرحلة التجارية الناجحة لطائرة (سي 919) علامة فارقة.

وكتب لوك بودل، محلل طيران يعيش في المملكة المتحدة وعمل في هذا القطاع لمدة عشر سنوات، أنه على الرغم من أن الصين طورت طائراتها الخاصة من قبل، فإن 919 هي أول طائرة صينية كبيرة طُورت "من الصفر". وهذا مؤشر على تحوُّل الصين من التصنيع المنخفض القيمة إلى واحدة من رواد الصناعة والتكنولوجيا في العالم.

وأشارت مجلة "فورتشن" الأمريكية إلى أن شركة بومباردييه الكندية وشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة اليابانية حاولتا أيضا تحدي احتكار شركتي إيرباص وبوينغ في سوق طائرات الركاب العالمية لكنهما فشلتا في مسعاهما. ولذلك، فإن الرحلة التجارية الناجحة لطائرة (سي 919) هي المرة الأولى التي تواجه فيها شركتا الطيران العملاقتان، إيرباص وبوينغ، "تهديدا حقيقيا" منذ عقود.

وأوردت صحيفة "نيهون كيزاي شيمبون" اليابانية أن السوق الصينية ضخمة، ويمكن لطائرة (سي 919) الاعتماد على الطلبات المحلية لدعم عمليات المتابعة والبحث والتطوير. ولذلك، فمن المتوقع أن تختار الشركة المصنعة "كوماك" إعطاء الأولوية لتطوير السوق التجارية المحلية لتراكم الخبرات وسمعة العلامة التجارية من أجل كسب المزيد من ثقة المستخدمين المحتملين في الخارج.

ويرى مقال تحليلي سابق أعده معهد مركاتور لدراسات الصين وهو مركز أبحاث ألماني، أنه نظرا لارتفاع تكاليف تطوير طائرات الركاب، فإن الإنتاج الصغير غير ممكن، كما أن حجم السوق المحلية الصينية يوفر بلا شك ميزة محلية مهمة للإنتاج الضخم لطائرات (سي 919). وتتمتع هذه الطائرة الصينية بمساحة واسعة للتطوير، ويمكنها في المستقبل دخول الأسواق الخارجية والمشاركة في المنافسة العالمية.

ويعتقد جريج والدرون، رئيس التحرير التنفيذي للنسخة الآسيوية من مجلة "فلايت انترناشونال"، أنه بناءً على تجربة طرز الطائرات الأخرى في المرحلة المبكرة من توسيع الأسواق الخارجية، قد يأتي الزبائن المستقبليون لطائرات (سي 919) من البلدان والمناطق النامية.

وفي ديسمبر من العام الماضي، تسلمت شركة ترانس نوسا الإندونيسية طائرة (ARJ21) التي أنتجتها شركة كوماك الصينية، مما يمثل أول دخول لطائرة صنعت في الصين إلى سوق خارجية. وفي 18 أبريل من هذا العام، اجتاز هذا الطراز شهادة التشغيل لهيئة الطيران المدني الإندونيسية ودخل حيز التشغيل التجاري رسميا. وفي هذا الصدد، قال برنارد فرانسيس، الرئيس التنفيذي لشركة ترانس نوسا، إن "طائرة (ARJ21) تمتلك تقنية متقدمة وهي أفضل ملاءمة لطلب السوق الحالية والظروف الجغرافية في إندونيسيا".

وترى صحيفة "نيهون كيزاي شيمبون" أن أفريقيا وآسيا قد تكونان أسواق التصدير الرئيسية لطائرات (سي 919) في المرحلة الأولية. وعلى سبيل المثال، نظرا للتعاون السابق، فمن المرجح أن تفكر إندونيسيا في إدخال هذا الطراز الجديد في المستقبل. وأعربت نيجيريا عن اهتمامها بشراء هذه الطائرات الصينية الصنع.