31 مايو 2023 /شبكة الصين/ قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، في لقاء أجرته معه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في 26 مايو الجاري، بمناسبة بلوغه من العمر 100 عام، إن على الولايات المتحدة السعي للحوار إذا كانت تريد تجنب الحرب مع الصين.

واختار كيسنجر كلماته بعناية عندما سئل عما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة اعتبار الصين خصما، وقال "اعتقد أن الصين، بالنظر إلى قوتها، هي خصمٌ محتمل وخطير للولايات المتحدة"، لافتاً إلى إمكان أن تتحول الخصومة إلى صراع. ودعا الولايات المتحدة إلى التفكير بعقلانية وتجنب المواجهة المتسرعة والسعي إلى الحوار لتقليل احتمال اندلاع صراع عسكري مع الصين.

ويرى كيسنجر أن السبيل هو تقديم العلاقات مع الصين على أنها مسألة ذات اهتمام مشترك، وقال "يتم من خلال ذلك إبرام الاتفاقيات، لأن كلا الطرفين يعتقد أنها الأفضل بالنسبة لهما. وهذا هو أسلوب الدبلوماسية الذي أفضله". 

وأوضح كيسنجر أن سياسة جو بايدن تجاه الصين ليست أفضل من سياسة دونالد ترامب، معتبرا أنها متشابهة إلى حد كبير، حيث تتمثل في اعتبار الصين كخصم ومن ثم انتزاع التنازلات. معتبرا أن "المسار المعاكس" من شأنه أن يزيد من خطر وقوع "أحداث غير متوقعة" تؤدي إلى حرب شاملة، وقال "مفترض أن أكون واقعيًا، وهذه وجهة نظري".

وحول تقييم طموحات الصين، قال كيسنجر "لا أعتقد أنهم يريدون نشر الثقافة الصينية على مستوى العالم. إنهم يسعون لتحقيق الأمن، وليس للهيمنة العالمية، مع أن الصين تطمح إلى أن تكون القوة العظمى في المنطقة".

وبحسب المقال، فإن ما يراه كيسنجر عندما ينظر إلى العالم اليوم هو "الفوضى". ويقول إن جميع "الدول الكبرى" تقريبا تسأل نفسها عن توجهاتها الأساسية. فمعظمهم ليس لديهم توجه أساسي، وهم في طور التغيير أو التكيف مع "البيئة الجديدة" - وهو ما يعني أنه عالم تمزقه المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. والبلدان الكبيرة مثل الهند وكذلك الكثير من الدول "التابعة"، لا تمتلك وجهة نظر سائدة حول ما يريدون تحقيقه في العالم، إنهم يتساءلون عما إذا كان ينبغي عليهم "تعديل" تصرفات القوى العظمى، أو السعي لتحقيق "درجة من الاستقلالية".