قوانغتشو 13 أبريل 2023 (شينخوا) شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية الحفاظ على الثبات في تعميق الإصلاح على نحو شامل وتوسيع الانفتاح عالي المستوى، وحث مقاطعة قوانغدونغ، وهي رائدة في الإصلاح والانفتاح في البلاد، على تولي الريادة في دفع التحديث الصيني النمط.

أدلى شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، بهذه التصريحات خلال جولة تفقدية في قوانغدونغ جنوبي الصين من الاثنين إلى اليوم (الخميس).

وأشار شي إلى أن قوانغدونغ رائدة وقائدة في الإصلاح والانفتاح في الصين، قائلا إن المقاطعة لها أهمية كبيرة وتلعب دورا بارزا في التحديث الصيني النمط.

وكلف المقاطعة بأخذ زمام المبادرة في تعميق الإصلاح بشكل شامل، وتعزيز الانفتاح عالي المستوى، وتعزيز اعتماد الصين على نفسها وقوتها في العلوم والتكنولوجيا، وتحديث نظامها الصناعي، وتنسيق التنمية المتوازنة بين الحضر والريف وبين مختلف مناطق البلاد.

وفي صباح يوم الاثنين، زار شي قاعدة لتربية الأحياء البحرية ضمن مشروع رئيسي على المستوى الوطني في مدينة تشانجيانغ، حيث دعا إلى الاهتمام بالأمن الغذائي في الصين، الدولة التي يتجاوز عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، مشددا على الحاجة إلى الانتفاع من الموارد البرية والبحرية على السواء.

كما دعا شي إلى بذل جهود مكثفة لتطوير صناعة الاستنبات، حيث أنها تعمل كأساس لتنمية الزراعة وتربية الأحياء المائية الحديثتين.

وأشار إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتطوير معدات تربية الأحياء المائية في أعماق البحار وصناعة الصيد الذكية، داعيا إلى الارتقاء بمستوى المصائد البحرية بشكل أكبر.

وأشار شي إلى غابات المنغروف، الواقعة في محمية طبيعية وطنية في تشانجيانغ، باعتبارها كنزا وطنيا، حيث حث على حمايتها بشكل دقيق كما يحمي الشخص عينيه. وأكد على الحاجة إلى بذل جهود حثيثة نحو تحقيق التنمية الخضراء، بهدف بناء الصين الجميلة، مع الإسهام أيضا في الحفاظ على البيئة العالمية.

وبعد ظهر يوم الاثنين، وصل شي إلى ميناء شيويون، وهو مشروع رئيسي يسهل التنمية التعاونية لمقاطعة قوانغدونغ مع مقاطعة هاينان الجزرية المجاورة.

وتم إطلاعه على مساعي قوانغدونغ لتحسين الارتباطية الإقليمية من خلال تطوير بنية تحتية أفضل للنقل ومواءمة تطويرها مع تطوير ميناء هاينان للتجارة الحرة.

وشدد شي على دور مضيق تشيونغتشو بين قوانغدونغ وهاينان، باعتباره بوابة حيوية لتطوير ميناء هاينان للتجارة الحرة، داعيا إلى ضرورة ترقية ميناء شيويون ليصبح مركزا حديثا وشاملا للنقل البحري والبري يربط منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى وميناء هاينان للتجارة الحرة.

وأثناء وجوده في محافظة شيويون، زار شي أيضا خزانا يعد جزءا من مشروع تحويل المياه في قوانغدونغ.

وقال شي إنه يجب على الصين أخذ القضايا المتعلقة بالموارد المائية بعين الاعتبار عند دفع التحديث قدما، حيث تواجه البلاد تحديات تتمثل في وجود موارد مائية غير كافية وغير متوازنة.

وفي يوم الثلاثاء، ذهب شي إلى قرية تشتهر بزراعة الليتشي، وهي فاكهة شبه استوائية يحبها الصينيون كثيرا على مر الأجيال، في مدينة ماومينغ، حيث زار مزرعة وتحدث مع الفنيين الزراعيين واطلع على سير العمل في إحدى التعاونيات وعلى دورها في تعزيز النهوض الريفي.

ودعا شي إلى تعزيز التقنيات المستخدمة في زراعة الليتشي وحفظه ومعالجته، لتعزيز هذا القطاع والسياحة ذات الطابع الثقافي.

وعند توديعه القرويين، قال شي إنه لتعزيز التحديث الصيني النمط، من الضروري دفع النهوض الريفي بشكل شامل، ومعالجة عدم التوازن بين الحضر والريف، وبين مختلف مناطق البلاد بطريقة فعالة.

وقال شي إنه من خلال الالتزام بمسار الرخاء المشترك، يجب تخصيص المزيد من الموارد لمساعدة المناطق الأقل نموا، وتعزيز الآداب الاجتماعية والكياسة، وتعزيز البيئة المعيشية، وحماية البيئة الإيكولوجية الريفية، لتحسين جودة حياة الناس.

وفي يوم الأربعاء، ذهب شي إلى مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ، وزار قاعدة تصنيع لشركة "إل جي ديسبلاي".

قال شي إن نقاط القوة في السوق الصينية ستصبح أكثر وضوحا حيث تسرع البلاد وتيرة تشكيل نمط تنموي جديد، وتواصل تحسين بيئة الأعمال وسط خلفية تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

وأعرب عن أمله في أن يغتنم المستثمرون الأجانب الفرص ويحققوا نجاحا أكبر في الأعمال التجارية من خلال القدوم إلى الصين، خاصة قوانغدونغ ومنطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى.

وفي جولة تفقدية بشركة "جي إيه سي أيون" المحدودة لسيارات الطاقة الجديدة، استمع شي إلى تقارير بشأن تقدم الشركة في تحقيق اختراقات تكنولوجية وأعمال أخرى. وخلال زيارته مركز البحث والتطوير بالشركة، تحدث مع باحثين ورواد أعمال وموظفين وممثلين من شركات أجنبية.

وقال شي إن سياسة الإصلاح والانفتاح الصينية ستظل سياسة ثابتة لا تتغير على المدى الطويل.

وذكر أن الصين مستعدة للتعاون مع أي من الدول المهتمة بالمشاركة في التعاون متبادل المنفعة، لدفع الازدهار المشترك وتنمية الاقتصاد العالمي.

وأكد على أهمية الاقتصاد الحقيقي والاعتماد على الذات بالنسبة لدولة كبيرة مثل الصين، قائلا إن التقنيات الأساسية في المجالات الرئيسية يجب أن ترتكز على البحث والتطوير المستقلين، وفي الوقت نفسه فإن الصين ترحب أيضا بالتعاون الدولي.

وقال شي إنه ينبغي على الصين تعزيز التعليم وتنمية المواهب بهدف وضع أساس متين للاعتماد على الذات والقوة في العلوم والتكنولوجيا.

وفي صباح اليوم (الخميس)، تم إطلاع شي على عمل لجنة الحزب الشيوعي الصيني في مقاطعة قوانغدونغ، وعمل حكومة المقاطعة، حيث أشاد بإنجازاتهما.

وقال شي إن منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى لها أهمية استراتيجية في نمط التنمية الجديد للبلاد، مضيفا أنه يجب تطوير منطقة الخليج باعتبارها نقطة ارتكاز استراتيجية لنمط التنمية الجديد ومنطقة نموذجية للتنمية عالية الجودة، ورائدة في التحديث الصيني النمط.

وأوضح شي أن تحقيق الاعتماد رفيع المستوى على الذات في العلوم والتكنولوجيا هو المفتاح لدفع التحديث الصيني النمط، داعيا إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لتعزيز قدرة الابتكار المستقلة وإحراز تقدم أكبر في تحقيق اختراقات في التقنيات الأساسية المتعلقة بالمجالات الرئيسية.

وقال إنه يتعين على الصين زيادة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في الابتكار، ورعاية المزيد من الشركات الابتكارية ذات حقوق الملكية الفكرية المستقلة والقدرة التنافسية الجوهرية.

وأضاف شي أنه ينبغي بذل جهود لتعزيز التطبيق الصناعي للتقدم العلمي والتكنولوجي، وبناء مراكز ابتكار في العلوم والتكنولوجيات الصناعية ذوات تأثير عالمي.

وأشار إلى أن التحديث الصيني النمط ينبغي ألا يتبع المسار الذي يؤدي إلى تهميش الاقتصاد الحقيقي، مطالبا بالتحرك لتسريع بناء نظام صناعي حديث يدعمه الاقتصاد الحقيقي.

كما حث شي قوانغدونغ على الاستمرار في اتخاذ التصنيع أساسا لتنميتها وإيلاء أهمية أكبر للاقتصاد الحقيقي، قائلا إنه ينبغي على المقاطعة أيضا تسريع التحول والارتقاء الصناعيين، وتطوير الصناعات الناشئة الاستراتيجية، وبناء نظام صناعي حديث يتمتع بقدرة تنافسية دولية أقوى.

وأشار إلى أن السعي لتحقيق الرخاء المشترك للجميع سمة أساسية للتحديث الصيني النمط، وأن التنمية المنسقة بين مختلف مناطق البلاد مطلب ضروري لتحقيق الرخاء المشترك.

ودعا إلى تنسيق أفضل للتنمية البرية والبحرية، وتعزيز الحماية الإيكولوجية البحرية، وتطوير قوانغدونغ لتكون مقاطعة بحرية قوية.

وفي معرض إشارته إلى أن تنفيذ حملة تعليمية جديدة يعد مهمة جليلة للحزب الشيوعي الصيني خلال العام الجاري بالنسبة إلى بناء الحزب، حث شي على بذل جهود لضمان تعميق دراسة وتنفيذ فكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، واستيعابهما وترجمتهما إلى أداء يقوم به أعضاء الحزب ومسؤولوه.

وقال إنه ينبغي أن تعزز الحملة التعليمية مُثل وقناعات أعضاء ومسؤولي الحزب، وأن تقوي ولاءهم للحزب، وأن تساعدهم في الوقوف بقوة مع الشعب والعمل على حل مشكلاته التي تمثل شواغله الأكبر والأكثر إلحاحا والأكثر أهمية من الناحية العملية.

رافق شي في هذه الجولة التفقدية مسؤولون من بينهم تساي تشي، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير المكتب العام للجنة المركزية للحزب.