15 مارس 2023 / شبكة الصين/ اجتذبت الدورتان السنويتان للهيئتين التشريعية والاستشارية بالصين في عام 2023 اهتماما عالميا. وأوضح رانا ميتر، أستاذ السياسة الصينية الحديثة والتاريخ في جامعة أكسفورد، بالتفصيل ملاحظاته حول آفاق التنمية بالصين في العديد من الجوانب. وقال إن الصين بعد أن حسنت سياساتها لمكافحة الجائحة، "يريد الكثير من الناس رؤية مدى قوة ومعدل التنمية الاقتصادية في الصين".

تحول التنمية الاقتصادية نحو الطاقة الخضراء

بمرونة قوية وإمكانيات كبيرة وحيوية كاملة، في حقبة ما بعد جائحة كوفيد-19، انتعش الاقتصاد الصيني قويا. ووقف عند نقطة انطلاق لرحلة جديدة، فكيف ستواصل الصين المضي قدما بثبات؟

وقال أستاذ السياسة الصينية: "يولي الكثير من الناس حول العالم اهتماما وثيقا للإشارات الاقتصادية الصادرة عن الصين خلال الدورتين". وأولا، ذكر ميتر "الخطة الخمسية الرابعة عشرة" التي تنفذها الصين حاليا. وأشار إلى أن "هذه الخطة تركز على تنمية الطاقة الخضراء وتحفيز الاستهلاك المحلي." ويعتقد أنه من "المهم للغاية" بالنسبة للصين التركيز على التطورات في هذه المجالات.

وفي الوقت الحاضر، تتبع الصين بثبات طريق التنمية الخضراء المنخفضة الكربون والمستدامة، وتتمسك بتطوير واستخدام الطاقة النظيفة. وذكرت صحيفة "فاينانشيال نيوز" المكسيكية ذات مرة أن تقنيات الطاقة الخضراء "المصنوعة في الصين" قد صُدرت إلى الخارج، مما يساعد الشركات المتعددة الجنسيات على خفض التكاليف على نطاق عالمي، مثل الألواح الشمسية وتوليد طاقة الرياح.

وأشار أستاذ السياسة الصينية إلى أن كيفية تخصيص الحكومة الصينية للأموال والطاقة لضمان مكانة البلاد الرئيسية في تحوُّل الطاقة الخضراء وتعزيزه في البلدان والمناطق الأخرى بالعالم هي محط اهتمام العالم الخارجي.

التطلع إلى استراتيجية الصين للتعامل مع الشيخوخة

إلى جانب ذلك، ركز ميتر أيضا على الموضوعات الاجتماعية ومعيشة الناس مثل المعاشات التقاعدية والرعاية والتأمين الصحي في الصين. ووفقا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء، فمن المتوقع أن يكون عدد سكان الصين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق قد وصل إلى 280 مليونا بحلول نهاية عام 2022، أي ما يمثل 19.8٪ من إجمالي سكان البلاد، ويتوقع تجاوزه 400 مليون بحلول عام 2035. وفي ذلك الوقت، سوف تدخل الصين مرحلة الشيخوخة الشديدة.

وأشار أستاذ السياسة الصينية إلى أن "الشعب الصيني أصبح في السنوات الأخيرة أكثر ثراءً، ولكن اتجاه شيخوخة السكان يتسارع أيضا. وهذا يعني أنه بحلول منتصف هذا القرن، تحتاج الصين إلى التفكير في كيفية الحصول على رعاية أفضل للمسنين، وكيفية بناء مستشفيات أفضل، وتطوير أدوية أفضل، وماذا سيحدث للجيل الأصغر الذي يدعم الآن ويرعى كبار السن عندما يكبرون". 

ويرى ميتر أن "الصين لا تزال في المرحلة الأولى من استكشاف مشكلة الشيخوخة والتعامل معها"، ولذلك يتطلع إلى رؤية إشارات السياسة ذات الصلة الصادرة عن الدورتين والتدابير الاقتصادية الصينية للتعامل مع التغيرات في التنمية الاقتصادية.

خطة الصين للحد من الفقر تساهم في مساعدة العالم

بالإضافة إلى استكشاف الحلول الفعالة لمشكلة شيخوخة السكان، وصلت الصين أيضا إلى مستوى جديد في التخفيف من حدة الفقر. وفي عام 2022، وصل نصيب الفرد من الدخل الصافي للسكان الفقراء في الصين إلى 14342 يوانا، بزيادة سنوية قدرها 14.3٪. وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإنجازات الصين في القضاء على الفقر، وأشار إلى أدائها المتميز في التزامها بتحرير البشرية من جميع أشكال الفقر.

وفي هذا الصدد، أمَّن أستاذ السياسة الصينية بشكل كامل على مساهمة الصين في مساعدة العالم على الحد من الفقر. وأشار إلى أن "الصين تدعو إلى الحد من الفقر باعتباره الهدف الأساسي للعديد من البلدان النامية، وأن الاستثمار الأجنبي الصيني المباشر يتحلى بأهمية كبيرة بالنسبة للعديد من البلدان في جنوب الكرة الأرضية. وللفرص التي توفرها الصين في مجالات مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية وبناء البنية التحتية آثار بعيدة المدى في المناطق ذات الصلة."